برنامج ساخر حظي بنصف مليون مشاهدة في يومين
"بمبي"... مقاربة مثيرة للتوجس من الليبراليين والعلمانيين في السعودية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يحتج برنامج جديد ظهر على موقع "يوتيوب" أكثر من ساعات فقط ليجذب اهتمام مئات الآلاف من السعوديين بعدما تناول بجرأة متناهية قضية اجتماعية شائكة تتعلق بانفتاح التعليم، وتعرض لسيل من الانتقادات بسبب طريقة التعاطي، بينما أيّد البعض فكرته.
وحظي البرنامج الذي لم تتجاوز مدته التسع دقائق وحمل عنوان "بمبي" بنسبة مشاهدة عالية جداً تجاوزت النصف مليون مشاهدة بعد مرور يومين فقط على نشره، وتسبب بجدل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وردود فعل متباينة بسبب فكرته "الصارخة".
البرنامج الذي بدا واضحاً أنه أُعد بشكل جيد على صعيد الاخراج، تحدث بشكل صريح جداً رغم سخريته في محاولة لكشف كيف ينظر الطرف الآخر المتوجس ممن يسمونهم الليبراليين والعلمانيين، وقدّم بشكل تمثيلي مثير للانتباه ما يرمون إليه في مجال التعليم.
مقدّم البرنامج الشاب حرص على التأكيد أكثر من مرة بأن ما قُدّم في الحلقة الأولى من البرنامج يجسّد عوالم تخيلية مختلفة، وبدا أنه أراد توجيه انتقادات للفكر المتطرف حول تصوره لأفكار مخالفيهم من تيارات مختلفة تنادي بالتغيير في قطاعات مختلفة ومنها التعليم، وخصّ في هذا الصدد من قال إنهم التيار الليبرالي والعلماني، لكن ما يبعث على الدهشة هي الطريقة "الفنتازية" التي قُدّمت بها الحلقة.
وظهر في الحلقة فصل مدرسي مختلط بالطلاب والطالبات وقد ظهرت بعض الطالبات من دون حجاب وبملابس لا يُسمح بها في السعودية، وقد تم الفصل بين الطلاب والطالبات بستارة قصيرة، قبل أن تدخل مدرّسة مرتدية "الجينز" لتقوم بتعليم الطلاب والطالبات.
بعد ذلك أظهر البرنامج ما يمكن أن يحدث بين الطلاب والطالبات في فترة "الاستراحة" داخل المدرسة من اختلاط في المقصف، بينما قدّم الجزء الثالث منه تصوراً لدرس في الموسيقى بحضور الطلاب والطالبات وعلى يد مدرّسة ترتدي "الجينز" وهي مكشوفة الرأس.
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما "تويتر" بآلاف التعليقات وردود الفعل بشأن البرنامج الذي تناول ما كان يمكن اعتباره من المحرمات، رغم انتشار برامج "اليوتيوب" في الآونة الأخيرة في السعودية بشكل كبير وارتفاع سقف الحرية التي تتمتع بها في ما يتعلق بتناول القضايا الاجتماعية الداخلية.
ودشّن عدد من معارضي البرنامج "هاشتاغاً" بعنوان "بمبي لا يمثلني"، وشهدعدداً كبيراً من التعليقات المنتقدة والمهاجمة للبرنامج ولفكرته، وسط اتهامات للقائمين عليه بتقديم صورة سيئة عن المجتمع السعودي، وتأكيدات على أن حتى المنادين بانفتاح التعليم في المملكة لا يفكرون بتلك الطريقة.
وقال بعض المنتقدين إن القائمين على البرنامج استغلوا سقف الحرية المتوفرة في "يوتيوب" وبالغوا في الاسفاف من خلال الاثارة المستخدمة في التمثيل والعبارات المستخدمة، فضلاً عن الايحاءات الجنسية التي بدت واضحة في البرنامج بحسب قولهم.
وفي المقابل، أيّد البعض فكرة البرنامج وقالوا إن الانتقادات الحادة التي وجّهت للقائمين عليه غير مبررة، طالما أن الحرية مكفولة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبإمكان من لا يحبّذ مشاهدته فعل ذلك إن أراد.
ورأى آخرون أنه وبعيداً عن تأييد أو رفض فكرة البرنامج وأسلوبه "الصارخ" أنه مهّد الطريق لمزيد من الجرأة في تناول القضايا الداخلية والاجتماعية على وجه الخصوص في البرامج الشبيهة التي انتشرت بشكل كبير في المملكة خلال السنوات الأخيرة وأصبحت تحظى بمتابعة واسعة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف