أخبار

الدولة العظمى تقف عند مفترق طرق حاسم

بريطانيا تواجه انقسامًا حادًا بسبب الأزمة المالية وظهور النزعات الاستقلالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تواجه بريطانيا تحديات جسيمة حاليًا، أهمها الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، وتعقبها النزعات الاستقلالية مع ظهور حزب استقلال المملكة المناهض لأوروبا، ومع تقرير الاسكتلنديين إنشاء دولتهم المستقلة عن المملكة المتحدة.

القاهرة: تسبب الأزمة الاقتصادية بانحراف المملكة المتحدة عن مسارها، ما أدى إلى حدوث تصدعات متزايدة الاتساع بين الفقراء والأغنياء، بين السكان الأصليين والمهاجرين، وبين المواطنين الإنكليز والمواطنين الاسكتلنديين.

وفي ظل تنامي شعبية حزب استقلال المملكة المتحدة المناهض لأوروبا، تقف الآن بريطانيا العظمى عند مفترق طرق، ما جعل مجلة دير شبيغل الألمانية تقول إن لندن ربما تبدو ضحية، ناقلة عن المطوّر العقاري المعروف ايرفين سيلار توقعه بأن تصنع الظروف المحيطة والتطورات الحاصلة مشكلة على صعيد الإيجارات وتملك العقارات.

ونوه سيلار في سياق حديثه بتلك المباني العملاقة التي تنطلق في سماء لندن خلال السنوات الأخيرة، حتى باتت كاتدرائية القديس بولس كما لو كانت نقطة داكنة في وسط هذا المشهد، الذي يضم أبراجًا جديدة، مثل كناري وارف وشارد. وأعقب سيلار بقوله إنه لم يكن يرغب في بناء برج مكتبي عادي، مضيفًا: "منحت لندن تمثالًا منحوتًا، هو أطول مبنى في أوروبا الغربية"، في إشارة منه إلى مبنى شارد.

تغيرت لندن

وقالت دير شبيغل إن منظر أسقف البنايات في العاصمة البريطانية يُظهِر مدى السرعة والجذرية التي تغيرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.

وما طرأ على لندن من مستجدات يعكس في حقيقة الأمر عقدين من النمو والانحطاط والغطرسة. فقد بدأت موجة الازدهار في ثمانينات القرن الماضي، حين تحولت لندن إلى مركز مالي عالمي، حيث بدأت أعمال التداول من جانب السماسرة والمضاربين والتجار على المليارات كل يوم. وهو النشاط الذي أطلق عليه اسم الصناعة المالية.

وإلى جانب قطاع العقارات، نما هذا النشاط إلى أن بات واحدًا من أهم الصناعات في المملكة. ثم نشبت الأزمة المالية في العام 2008، وبدأت الأحوال تسوء من وقتها، لدرجة أن البطالة تقدر الآن بحوالى 8 بالمئة، ويعيش 27 بالمئة من الأطفال في بريطانيا في فقر نسبي.

ووجدت دراسة عن حالة المجتمع البريطاني أجرتها جامعة بريستول، ونشرت نتائجها في آذار (مارس) الماضي، أن ثلث السكان يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر. وتبين كذلك، وفقًا لنتائج الدراسة، أن ملايين البريطانيين لا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء احتياجاتهم الغذائية، كما أنهم غير قادرين على تدفئة منازلهم في الشتاء. وقال خبير شؤون الفقر في الجامعة دافيد غوردون: "يتوقع أن تزداد الأوضاع سوءًا، نظرًا لتدهور الخدمات الاجتماعية واستمرار تراجع الأجور الحقيقية".

نزعة استقلالية

أكدت دير شبيغل في الإطار عينه أن البلاد تعاني تداعيات تلك الأزمة، خصوصًا مع تنامي الفجوة بين الفقراء والأغنياء، واحتدام الصراع بين اليمين واليسار، وكذلك تنامي القاعدة الخاصة بحزب استقلال المملكة المتحدة المتكون حديثًا.

ثم لفتت المجلة إلى النقاش المحتدم حاليًا بين أصدقاء وخصوم أوروبا، بخصوص ما إن كان البقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه سيساعد البلاد على التعافي من الأزمة أم لا.

كما سينظم الاسكتلنديون استفتاءً خلال العام المقبل، بخصوص رغبتهم في تأسيس دولة مستقلة بعيدًا عن المملكة المتحدة خلال الفترة المقبلة. وأضافت المجلة أنه إذا كان يقاس نشاط المدينة بعدد الروافع والمباني التي يتم إنشاؤها، يمكن النظر إلى الأعوام العشرين التي سبقت انهيار أسواق لندن المالية باعتبارها المرحلة التي كان يمكن فيها للأشخاص أن يكسبوا الملايين من دون مغادرة مكاتبهم.

ورغم كل ما هو حاصل، إلا أن سيلار قال إنه يتوقع استمرار تدفق الأموال على عاصمة الضباب، وهو الأمر الذي يشاركه فيه الجميع، في ظل تميز مكانتها أوروبيًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف