داعيًا إلى توافق وطني قبل أسبوع من تظاهرات المعارضة المقررة
السيسي: الجيش المصري قد يتدخل لمنع أي اقتتال داخلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي الأحد أن الجيش قد يتدخل في الحياة السياسية لمنع اقتتال داخلي، ودعا في الوقت عينه إلى "توافق وطني"، معتبرًا أنه لا يزال هناك أسبوع "يمكن أن يتحقق خلاله الكثير" قبل التظاهرات الحاشدة التي دعت إليها المعارضة في 30 حزيران/يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
القاهرة: هذه هي المرة الأولى التييتحدث فيها وزير الدفاع المصري عن إمكان تدخل الجيش مجددًا في الحياة السياسية منذ توليه مهام منصبه في آب/أغسطس الماضي، ومنذ تسلم الرئيس المصري محمد مرسي مقاليد السلطة في 30 حزيران/يونيو من العام الماضي، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية عقب إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك إثر ثورة شعبية في شباط/فبراير 2011.
التفت المعارضة المصرية حول حملة أطلقتها مجموعة من الشباب في أيار/مايو الماضي تحت اسم "تمرد"، تدعو المصريين إلى التوقيع على استمارة تطالب بسحب الثقة من الرئيس مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وإلى النزول في تظاهرات في كل أنحاء مصر في 30 حزيران/يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
دعوة إلى التفاهم
وقال السيسي في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على شبكة فايسبوك إن "القوات المسلحة تدعو الجميع من دون أي مزايدات إلى إيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها"، مضيفًا أن "لدينا من الوقت أسبوعًا يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله".
وأكد الفريق أول السيسي أن "المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".
وتابع "ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف لنا من أن يمسّ أحد من شعب مصر في وجود جيشه"، في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات صدرت من شيوخ سلفيين وقيادات سياسية إسلامية خلال الأيام الأخيرة دعت إلى التصدي بالقوة للمتظاهرين، الذين يعتزمون النزول إلى الشارع في نهاية الشهر للمطالبة بإقالة الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
لا صمت بعد الآن
وشدد السيسي، الذي كان يتحدث أثناء ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، على أن "الإساءة المتكررة إلى الجيش وقياداته ورموزه هي إساءة إلى الوطنية المصرية والشعب المصري بكامله، فهو الوعاء الحاضن لجيشه، ولن تقف القوات المسلحة صامتة بعد الآن على أي إساءة قادمة تُوجه إلى الجيش... وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري".
وكان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي وجّه انتقادات إلى الجيش المصري في كلمة ألقاها خلال تظاهرة حاشدة نظمها الإسلاميون الجمعة، إلا أنه عاد وأكد السبت على صفحته على فايسبوك أنه لم يكن يقصد أي إساءة إلى القوات المسلحة.
وقال وزير الدفاع المصري "يخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه". ودعا الرئيس مرسي مجددًا السبت المعارضة إلى الحوار لمحاولة تخفيف التوتر المتزايد في البلاد.
وقال في مقابلة مع صحيفة "أخبار اليوم" المصرية السبت "يدي ممدودة إلى الكل، وهذا الحوار مفتوح السقف، وما أسعى إليه هو الحوار المتوازن، الذي يحقق أهداف الثورة وطموحات شبابنا وشعبنا". ويندد خصوم مرسي بسعي حركة الإخوان المسلمين، التي ينبثق منها الرئيس، إلى السيطرة على كل مفاصل الحكم في البلاد، وفرض عقيدتها الإسلامية على المجتمع. كما يواجه مرسي اتهامات بالإخفاق في إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها. وتؤكد حملة "تمرد" أنها جمعت 15 مليون توقيع لأشخاص يطالبون بتنحي مرسي.
ويقول أنصار الرئيس المصري في المقابل إنه يملك شرعية أخذها من صناديق الاقتراع في انتخابات ديموقراطية، ويتهمون المعارضة بالقيام بـ"ثورة مضادة" بهدف الإطاحة بمرسي في الشارع ومنعه من تغيير بعض المسؤولين المتهمين بأنهم من بقايا مرحلة الرئيس المخلوع حسني مبارك.