أخبار

الأردن وفرنسا مع حل سلمي للصراع السوري والفلسطيني – الإسرائيلي

هولاند: على المعارضة السورية حسم الموقف مع المتشددين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بحث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أول زيارة له الى الأردن مع الملك عبدالله الثاني، علاقات التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة وتصعيد مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين. وشدد الطرفان على ضرورة ايجاد حل سلمي في المنطقة والاستمرار بدعم المعارضة السورية.

عمّان:عبّرت فرنسا والأردن عن رؤية مشتركة تجاه الصراع في سوريا، وشددا على الحل السلمي" وعلى دعم المعارضة السورية، "لكنها مدعوة لتوضيح علاقتها مع المنظمات المتطرفة". وأعلن الرئيس الفرنسي الذي يغادر عمّان اليوم بعد زيارة لساعات أن "هذا التوضيح هو شرط أساسي لتقديم المساعدة".
وفي أول زيارة له إلى المملكة الهاشمية منذ توليه الرئاسة في فرنسا، تحادث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع الملك عبدالله الثاني حول علاقات التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة وتصعيد مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين.
ورحّب العاهل الأردني بضيفه الفرنسي الذي ترافقه السيدة فاليري ترييرفيلير في كلمة أمام ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، مؤكدًا اعتزازه "بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمعنا، وبالعلاقات التي تجمعني بفخامتكم، وبالصداقة الطويلة بين بلدينا".
واضاف: أود أن أشدد أيضًا على مدى تقديرنا لحجم الاستثمارات الفرنسية والتعاون الفرنسي بقطاعيه العام والخاص، لا سيما من خلال وكالة التنمية الفرنسية.
وأشار إلى برنامج الإصلاح الذي ينفذه الأردن على مختلف الصعد، خصوصًا السياسي والاقتصادي، مشددًا على أنه مستمر "بالرغم مما تواجهه المنطقة من تحديات عديدة، والتي لن يتذرع بها الأردن لعدم المضي في الإصلاحات، التي نؤمن أن هذا هو الوقت المناسب لتسريع وتيرتها".

التحديات الكبيرة والنزاع السوري
كما لفت الملك عبدالله الثاني إلى أنه بحث والرئيس الفرنسي خلال المباحثات الثنائية "التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة. ونحن نتشارك في وجهات النظر إزاء الأزمة السورية".
وثمن العاهل الأردني الدعم الفرنسي للمملكة في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى "أننا نتطلع قدماً لدعوة فرنسا إلى المجتمع الدولي لتقديم الدعم لنا لمواجهة الصعوبات الماثلة أمامنا"، خصوصًا تلك المتأتية من أزمة اللاجئين السوريين، في الوقت الذي يعاني فيه الأردن من عجز في الموازنة، ومن تحديات اقتصادية كبيرة.
وبيّن الملك عبدالله الثاني أن كلاً من الأردن وفرنسا "يؤمنان أنه كلما طال أمد النزاع في سوريا ستكون له تداعيات وخيمة على المدى البعيد، ولذلك فكلانا يعمل جاهداً للتوصل إلى عملية انتقال سياسي شاملة في سوريا تضم الجميع".
وحذّر من أن "استمرار الأزمة السورية، سيزيد من احتمال انهيار الوضع هناك"، موضحًا أن استضافة الأردن لأكثر من نصف مليون لاجئ "تشكل ضغطاً هائلاً على الخدمات الأساسية، وبالتحديد في مناطق شمال المملكة"، لافتًا إلى "أن جهود فرنسا حاضرة منذ بداية الأزمة بدعمها من خلال المستشفى العسكري الفرنسي في الزعتري، وهذا أمر نقدره بشكل كبير".

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
وحول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، قال العاهل الاردني: هذا الصراع "يظل جوهر عدم الاستقرار في المنطقة"، مشيرًا إلى الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي واستئناف عملية السلام.
وأكد الملك في الكلمة أن الأردن وفرنسا "سيقومان بدور داعم لهذه الجهود"، إضافة إلى الدور الأوروبي المساند لعملية السلام، والذي وصفه جلالة الملك "بالحيوي والأساسي".
وعلى هذا الصعيد، حذر العاهل الأردني من سياسات الاستيطان الإسرائيلية والانتهاكات التي تجري في مدينة القدس، "والتي يجب أن يوضع حد لها، ويجب أن تتوقف لكي نعطي فرصة لتحقيق السلام، خاصة في هذا الوقت".

تصريحات هولاند
من جهته، وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في رده على كلمة الملك الترحيبية، العلاقات بين الأردن وفرنسا "بالممتازة"، وقال إن الاستثمارات الفرنسية في المملكة هي الأولى بعد الاستثمارات العربية، "لأننا نؤمن ببلدكم ونعلم الجهود التي تبذلونها، وما هي السياسات التي تطبقونها".
كما أشاد بالتعاون الثقافي بين البلدين، مشيرًا إلى الحركة السياحية النشطة من فرنسا إلى الأردن، وقال "نأمل أن يكون هناك تعاون ثقافي أكبر في مجال اللغة والتبادل العلمي وفي مجال التعليم العالي، ونسعى إلى تسهيل منح التأشيرات للطلاب الأردنيين".
وفيما يرتبط بالأزمة السورية، عبر الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده للجهود الأردنية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وكذلك دور المملكة في المساعدة في حل مشكلة اللاجئين السوريين، وقال "علينا مساعدة الأردن للتغلب على هذه المشكلة".
وعبّر هولاند عن أمله في أن يكون هناك تعاون بين الدول التي تهتم بشؤون اللاجئين، خصوصًا أميركا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الدول العربية، مؤكدًا أهمية أن تكون المساعدات أكثر فعالية، وقال إنه "مستعد للتعاون مع أي مبادرة يتم إطلاقها في هذا الاطار".
وأكد أن فرنسا تشترك مع الأردن في رؤيته تجاه الأزمة السورية، وقال "المعارضة السورية تحتاج إلى الدعم والمساعدة، لكنها مدعوة لتوضيح علاقتها مع المنظمات المتطرفة"، مشدداً على أن "هذا التوضيح هو شرط أساسي لتقديم المساعدة".

دعم الأردن
وفي إطار متصل، أشار الرئيس هولاند إلى ضرورة تقديم "كل ما نستطيع" لدعم الأردن والدول التي استقبلت اللاجئين، لافتًا إلى أن فرنسا قدمت 100 مليون يورو لدعم الموازنة في الأردن.
وقال الرئيس الفرنسي إن هناك استمرارية للقرار الذي اتخذته فرنسا في صيف العام الماضي، خصوصًا ما يتعلق بالخدمات الطبية المقدمة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري، وقال "أمامنا الكثير من العمل، ونحن مستمرون في تقديم هذا الدعم".
وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد هولاند تطابق موقف فرنسا مع الأردن في أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية. وقال "لنا نفس الموقف، فنحن ندعم حل الدولتين، ونريد المضي في هذا الاتجاه".
من جانب آخر، أكد الزعيمان خلال المباحثات حرصهما على تمتين وتطوير علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والنهوض بها في جميع المجالات، خاصة في ميادين الطاقة والاستثمار والتكنولوجيا، بمساهمة القطاع الخاص في البلدين.
وشدد الملك عبدالله الثاني على حرص المملكة واستعدادها للعمل مع فرنسا لاتخاذ الخطوات الكفيلة بزيادة حجم التعاون بين البلدين، ضمن إطار العلاقات الراسخة مع دول الاتحاد الأوروبي، وبما ينعكس إيجابًا على مصلحة البلدين.
وتمتاز العلاقات الاقتصادية، والاستثمارية والتجارية، بين الأردن وفرنسا بمستوى متقدم، حيث بلغت قيمة الاستثمارات الفرنسية في المملكة نحو 3 مليارات دينار، في قطاعات الاتصالات والصناعات التحويلية والطاقة والتجارة والسياحة والقطاع المصرفي.
ويرتبط البلدان بمجموعة من الاتفاقيات أهمها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب اتفاقيتين ثنائيتين الأولى لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، والثانية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من ضريبة الدخل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف