أخبار

الخبراء أيضًا غير متفائلين لاسيما بشأن الأزمة السورية

قرّاء إيلاف لا يتوقعون تغييرًا إيجابيًا بعد تولي روحاني الرئاسة الإيرانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يبدِ قرّاء إيلاف تفاؤلًا بحدوث تغيير ما إيجابي في سياسات إيران بعد انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسًا جديدًا للجمهورية الإسلامية، كذلك شاركهم النظرة نفسها خبراء أكدوا أن الكلمة العليا تبقى في يد المرشد خامنئي والحرس الثوري.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: مع إعلان فوز الدكتور حسن روحاني برئاسة إيران، بدأت النظرة نحو الجمهورية الإسلامية الشيعية، تتخذ منحى يتسم بالتفاؤل، لكنه تفاؤل حذر، لاسيما في ما يخص العديد من الأزمات، التي تتقاطع فيها الخطوط الإيرانية بطريقة مباشرة، ومنها الأزمة السورية، والعراقية، إضافة إلى العلاقة مع الغرب، ودول الخليج ومصر.

ورغم أن بعض المراقبين أفرطوا في التفاؤل بشأن تولي روحاني، المعروف بالاعتدال، السلطة في إيران في الأول من شهر أغسطس/ آب المقبل، إلا أن الشعور نفسه لم يكن مسيطرًا على قرّاء "إيلاف"، الذين يرون أن في فوز روحاني مؤشرًا لا يبعث على التفاؤل، حتى ولو كان تفاؤلًا حذرًا.

طرحت "إيلاف" على القرّاء السؤال الآتي، ضمن استفتائها الأسبوعي: "فوز روحاني بالانتخابات الإيرانية، يبشّر بتغيير؟، سلبي أم إيجابي؟، وشارك 4407 قرّاء، في الإجابة عن السؤال.

وأعربت الغالبية 2642 قارئًا، بنسبة 59.95% عن اعتقادها بأن التغيير الذي سوف يحدثه انتخاب روحاني رئيسًا لإيران يتسم بالسلبية. وذهبت الأقلية، وتقدر بـ1765 قارئًا، بنسبة 40.05%، إلى أن فوز روحاني سوف يترك أثرًا إبجابيًا على الأزمات التي تلقي فيها إيران بثقلها على المستوى الإقليمي.

ظل للمرشد
يرجع تشاؤم قرّاء "إيلاف" إلى أن الكلمة العليا في إيران ليست للرئيس، بل للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، والحرس الثوري، لاسيما أنه يمسك بالملفات الحساسة، والعلاقات الخارجية، فضلًا عن أن روحاني كان ممثلًا للمرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي، وعضوًا في هيئة تشخيص مصلحة النظام.

يتفق الخبراء والمراقبون مع مخاوف قرّاء "إيلاف". وقال الدكتور محمد عبد السلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن الرئيس في الجمهورية الإيرانية يحتل المرتبة رقم 2 في سلم السلطة، مشيرًا إلى أن المرشد الأعلى هو الحاكم الفعلي، وليس الرئيس، ولذلك من الخطأ الإفراط في التوقعات بشأن تحسن طريقة إدارة إيران للملفات الخارجية، ومنها الملف السوري.

وقال لـ"إيلاف" إن حسن روحاني نفسه، قطع الطريق أمام أية مشاعر متفائلة، في ما يخص الأزمة السورية، عندما صرح بأن "الرئيس بشار الأسد يجب أن يبقى حتى نهاية فترته الرئاسية، وموعد الانتخابات المقبلة في 2014". ولفت إلى أن هذا النهج كان هو النهج نفسه للرئيس السابق أحمدي نجاد، مما يؤشر إلى أنه لا تغيير في موقف إيران الداعم لنظام حكم بشار الأسد الشيعي، باعتباره جزءًا من الهلال الشيعي، الذي تسعى إيران إلى أن يكون واقعاً، وليس مجرد حلم.

ونبّه عبد السلام إلى أن العلاقات مع دول الجوار في الخليج العربي، ولاسيما السعودية، قد لا تشهد تحسنًا ملحوظًا، لاسيما في ظل تضارب المصالح والاستراتيجيات للبلدين، في سوريا، والبحرين، فضلًا عن إصرار إيران على احتلال أراضٍ إماراتية. ولم يتوقع تحسنًا في العلاقات مع مصر، لاسيما في ظل تصاعد نفوذ السلفيين الرافضين للتقارب مع ايران، إضافة إلى قلق مصر من تأثير سلبي للعلاقات مع إيران على العلاقات التاريخية والوثيقة مع دول الخليج، وخاصة السعودية.

تعاطٍ جديد
وتوقع عبد السلام تغيير في نبرة التصريحات والتعاطي مع الغرب، ولاسيما أميركا، بعد وصول روحاني إلى السلطة، لاسيما أنه معتدل سياسيًا، فضلًا عن أنه وجه معروف ومقبول لدى الغرب، منذ أن كان مفاوضًا مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني.

التشاؤم إزاء فوز الدكتور حسن روحاني بالرئاسة الإيرانية يتسم بالإفراط، لا سيما أنه بنظرة فاحصة للماضي القريب، نجد أن الرئيس يستطيع التأثير في السياسة الخارجية، وهذا ما يراه الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، والمتخصص في الشؤون الإيرانية.

وقال في تقرير له "إن من يعتقد أن الرئيس الإيراني لا يمكنه فعل شيء، وإن كل شيء بيد المرشد، عليه أن يقارن بين فترتي رئاسة محمد خاتمي، وفترتي رئاسة أحمدي نجاد، ليتعرف عندها إلى الفارق، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا ومجتمعيًا".

بصمة
وأضاف: "صحيح أن موقع الرئيس في إيران لا يمكنه من امتلاك الكلمة العليا، على غرار الجمهوريات الرئاسية، إلا أن بصمته تظل واضحة على السياسة والاقتصاد".

ووفقاً للباد: "سيحاول روحاني القيام بتعديل في أسلوب الأداء الخارجي، يعدل من اللهجة والخطاب، لكنه لن يحيد عن أهداف إيران الوطنية"، مشيرًا إلى أن "روحاني أعلن أيضًا عن رغبته في الانفتاح على قوى إقليمية لتخفيف التوتر الإقليمي، فسيعني ذلك وجهًا إيرانيًا مقبولًا أكثر في الغرب والمنطقة، ولا يغيب هنا الترحيب السعودي والخليجي بفوزه الانتخابي".

وفي ما يخص التحالفات الإقليمية، ولاسيما مع نظام حكم بشار الأسد، يقول اللباد: "تقود إيران محورًا إقليميًا، له امتداداته في المنطقة، ويقول التحليل الموضوعي لسلوك روحاني الإقليمي المفترض، إنه ليس في وارد التخلي عن تحالفاته، لأنها تمثل خط الدفاع الأول عن طهران، وإن كان سيحاول تخفيف الاحتقان الإقليمي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف