تميم الشاب يتسلم الحكم في إمارة الغاز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
lrm;الدوحة: يتسلم الشيخ تميم بن حمد ال ثاني البالغ من العمر 33 عاما فقط زمام الامور في قطر التي يفترض ان يتخلى والده الشيخ حمد بن خليفة عن السلطة فيها بعد ان حولها الى اكبر مصدر للغاز المسال في العالم والى لاعب اساسي على الساحة الدبلوماسية العالمية.
وقد دعا الديوان الاميري القطريين الى مبايعة تميم يومي الثلاثاء والاربعاء.
وتمكن تميم الطويل القامة والقوي البنية، خلال السنوات الاخيرة من فرض نفسه بشخصيته القوية مستندا الى ثقة والده، وبالطبع ايضا الى والدته الشيخة موزا بنت ناصر المسند البالغة النفوذ والاناقة في آن واحد، بحسب ما ما افادت مصادر دبلوماسية وسياسية.
وكان الشيخ حمد وصل الى السلطة في 1995 اثر انقلاب غير دموي على والده، وعين في بادئ الامر نجله الاكبر من الشيخ موزا الشيخ جاسم، الا انه في ما بعد عين مكانه الشيخ تميم الذي بدأ نجمه يلمع في السنوات الاربع الاخيرة تزامنا مع قرار اتخذه الشيخ حمد في قرارة نفسه بالتخلي عن السلطة بحسب مصادر مطلعة.
واعلن الديوان الاميري الاثنين ان الشيخ حمد بن خليفة سيتوجه بخطاب الى القطريين صباح الثلاثاء الذي اعلن يوم عطلة رسمية، فيما اكدت مصادر متطابقة ان الامير سيتخلى عن السلطة لصالح نجله.
ولم يتضح ما اذا كان الشيخ حمد سيحتفظ بمنصب شرفي.
والشيخ تميم خريج مدرسة ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة، وله زوجتان وست ابناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات. اما نجله الذكر الاكبر فيبلغ من العمر خمس سنوات.
ويتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الاولمبية كما انه نائب رئيس المجلس الاعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، اضافة الى انه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر.
ويعشق الشيخ تميم التراث والارث الثقافي الخليجي وقد بنى لنفسه قصرا تراثيا ساحرا في الصحراء.
ومن المتوقع ان يتزامن تسلم الشيخ تميم زمام الامور في هذا البلد الذي فرض نفسه على الخارطة العالمية وبات اغنى بلد من حيث دخل الفرد، مع انتهاء دور شخص محوري آخر في السياسة القطرية هو رئيس الوزراء النجم والبالغ النفوذ الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، بحسب مصادر متطابقة.
ومن المفترض بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية ومسؤولين قطريين ان يشكل الشيخ تميم حكومة لا يرأسها الشيخ حمد بن جاسم الذي يرأس مجلس الوزراء منذ 2007 ويشغل منصب وزير الخارجية منذ 1992.
وقال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الخليج نيل بارتريك لوكالة فرانس برس ان الشيخ تميم يمسك منذ مدة "بملفات سياسية خارجية حساسة"، وان والده "جس النبض الداخلي والدولي ازاء امكان وصول ابنه الى منصب الامير او على الاقل ليتولى منصب رئيس الوزراء النافذ".
من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان "الشيخ تميم تسلم تدريجا الملفات الامنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث او الاربع الماضية".
وذكر هذا المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان "تميم قوي الشخصية تمكن من فرض نفسه ضمن الاسرة، خصوصا انه لم يكن ولي العهد الاول ولا الخيار الاول لولاية العهد".
وللشيخ تميم اخوة اكبر منه سنا بما في ذلك من ام اخرى.
وبحسب المصدر الدبلوماسي، "يتمتع تميم بعلاقات ممتازة مع الغرب، خصوصا مع واشنطن وباريس"، وهو من محبي فرنسا والثقافة الفرنسية شانه شان والده، كما انه ايضا مثله يتكلم الفرنسية بطلاقة.
وفي السياق الاقليمي، يتمتع الشيخ تميم بحسب هذا المصدر بعلاقات جيدة مع السعودية "وهو امر اساسي لاستمرار لعب قطر دورا سياسيا قياديا في المنطقة" على قول المصدر.
وكانت علاقات قطر والسعودية متوترة جدا في بداية عهد الشيخ حمد، الا ان الاخير تمكن في النهاية من تحقيق مصالحة تاريخية مع الشقيقة الكبرى بين 2007 و2008، وهو امر صب على عكس توقعات الكثيرين في رصيد النفوذ القطري الذي لم تعد تراه السعودية معاديا لدورها.
واكد المصدر الدبلوماسي انه "ليس من المتوقع ان يشكل صعود تميم الى السلطة اي تغيير في سياسة قطر او تموضعها الاقليمي".
واوضح بارتريك في هذا السياق انه "ليس من المتوقع ان يتخذ الشيخ تميم قرارات كبيرة بدون العودة الى والده".
كما ذكر ان الشيخ حمد سبق ان انجز تغييرا اساسيا في تموضع بلاده في المرحلة الاخيرة عبر الابتعاد عن ايران في الملف السوري، "بالرغم من حقول الغاز المشتركة الضخمة بين البلدين".
من جهته، قال مصدر خليجي مقرب من دوائر الحكم في قطر ان "تسليم تميم السلطة خطوة جريئة جدا وغير مسبوقة في الخليج في هذا الشكل"، ما قد يتسبب ببعض المخاوف لدى دول الخليج المتمسكة بقوة بتقاليد انتقال السلطة المحافظة، الا انها "مخاوف في الشكل وليس في المضمون".
وبحسب هذا المصدر، فان رئيس الوزراء حمد بن جاسم "يقول منذ مدة للمقربين منه انه سيغادر منصبه" الا انه "من الصعب جدا تخيل انتهاء (دور) هذا الرجل البالغ التأثير والنفوذ والذي كان الشخص الاساسي في الاستثمارات القطرية في الخارج" وبالتالي "قد يبقي له دورا في الكواليس".