الصدر يعلن الحداد وحزب المالكي يتهم حكومة مصر بالقتل
غضب عراقي وتظاهرة ضد السفارة المصرية لمقتل زعيم الشيعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبرت قوى عراقية سياسية ودينية وشعبية عن غضبها لقتل حسن شحاتة زعيم الشيعة في مصر وعدد من أتباعه متهمة الحكومة المصرية بتسهيل ارتكاب الجريمة وداعية الازهر إلى موقف صريح وواضح من التكفير وأساليبه الارهابية.. فيما يستعد ناشطون للتظاهر ضد السفارة المصرية في بغداد احتجاجا على الحادث الذي اعتبر ناقوس خطر يهدد المنطقة كلها بصراع طائفي.
لندن: وصف حزب الدعوة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قتل الشيخ حسن شحاتة بأنه عمل إرهابي جبان اقل مايقال عنه انه عمل همجي يتنافى مع ادنى حقوق الإنسان ويفتقد إلى كل معايير الإنسانية أقدمت عليه مجموعة من المتطرفين التكفيرين.
وقال في بيان صحافي تلقته "ايلاف" اليوم الثلاثاء انه "إذ بنعبر أشد عبارات الاستنكار والشجب والتنديد هذا العمل الهمجي الذي يفتقد من أقدم عليه لادنى حس أنساني فأنه يستغرب من الصمت الرسمي من قبل الحكومة المصرية، بل اننا نعتقد انها أعطت الضوء الأخضر لهؤلاء القتلة وشجعتهم للإقدام على فعلتهم الجبانة من خلال التصريحات الطائفية ضد مكون من مكونات الشعب المصري".
وأضاف "إننا ولأول في تاريخ المنطقة وفي تاريخ العالم نرى ونسمع حكومة تفرق بين مواطنيها وتحرض على قتلهم بصورة علنية.. وحذر من "ان مثل هذه الافعال ستقود مصر والمنطقة إلى حرب طائفية إقليمية فيما لو استمر منهجها الطائفي التحريضي على هذا المنوال ومن اجل حسابات سياسية مرحلية، وهي تدعي الديمقراطية التي من ابسط أركانها مراعاة حقوق الانسان واحترام العقائد وحرية ممارسة العبادات".
وفي إشارة إلى فتوى علماء مسلمين من القاهرة مؤخرا بالجهاد في سوريا ضد نظام الاسد قال الحزب "اننا في الوقت الذي ندين فيه الفتاوى التكفيرية التي صدرت مؤخرا من قبل بعض شيوخ التطرف، نحمل مطلقيها مسؤولية الدماء التي تسيل تحت غطاء فتاواهم اللاشرعية، كما ندين ردود الأفعال السلفية التكفيرية التي تبرر هذا العمل الجبان، بل وتعتبره عملا بطوليا وباسم الإسلام البرئ من افعالهم وافكارهم وتطرفهم الذي اصبح نقطة سوداء في جبين الإسلام والمسلمين، كما نستغرب تجاهل الاعلام التحريضي وتغطيته البائسة لهذا الحدث المأساوي الذي يدعو جميع المسلمين إلى وقفة مراجعة وتفكر فيما سيؤول اليه حالهم في ظل المد التكفيري الذي اخذ يزحف إلى كل دول المنطقة، وفي ظل استفحال حالة الاستقطاب الطائفي الذي يحرق الاخضر واليابس".
ودعا الحزب وزارة الخارجية العراقية إلى التحرك الدبلوماسي على مصر وجميع الدول العربية والاسلامية لاستنكار هذا العمل الجبان" وقال "نحذر من ردود الافعال المماثلة وعدم الانجرار إلى المخطط الطائفي الذي يستهدف العالمين العربي والإسلامي، إذ ان اي سلوك طائفي في المنطقة سواء كان قولا او فعلا سينسحب ويؤثر على الجميع بصورة مباشرة او غير مباشرة ، وله انعكاساته السلبية على الإسلام والمسلمين ولن تجني منه شعوب المنطقة سوى المزيد من الاقتتال والعنف وتعطيل حركة الحياة والتطور لهذه الشعوب التي تستحق ان تأخذ موقعها بين البلدان المتطورة والمجتمعات المتحضرة بعيدا عن التعصب البغيض والطائفية المقيتة".
الصدر يعلن الحداد
ومن جهته اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحداد ثلاثة ايام حزنا على مقتل الشيخ شحاتة مطالبا الحكومة المصرية بمحاكمة قاتليه. وقال الصدر في بيان اليوم "ان تلك الأفعال ليست مما شرعه الله ورسوله ولا يرتضيه عقل ولا عرف وتحت اي ظرف كان وجراء اي ذنب او فعل".
وحمّل من أسماها "الثلة الضالة المضلة التي تسمي نفسها (السلفية) مسؤولية ما يحدث من تشويه لصورة الاسلام وابتداعها اساليب مستنكرة في اقامة الحدود لم تكن على عهد رسول الله ولا أي من الرسل والصحابة والأولياء والمعصومين والصالحين كالخطف ومهاجمة الديار الآمنة والترويع والجر في الشوارع ".
ودعا الصدر الحكومة المصرية إلى محاكمة الفاعلين وقال "ان المغدورين مواطنون مصريون وان لم تفعل فانها من المتواطئين".. ودعا الحكومة المصرية إلى "محاكمة الفاعلين" عادا إياها "من المتواطئين في حال عدم قيامها بذلك" مستغربا من "رفعها شعارات المواطنة والديمقراطية ولا تعتبر الشيعي مصريا وتعتبر غيره مصريا".
وأشار إلى أن "الوحوش الظالمة والعقيدة الفاسدة جعلت من نفسها الحق المطلق ولها الحق في فعل اي شيء وحرمت ذلك على الغير" وقال أنها "حرمت مظاهرات الربيع العربي في البحرين وأحلته في غير مكان" ودعا من وصفهم بـالهمج إلى "طرد السفارة الإسرائيلية ان كنتم مؤمنين قبل طرد المصريين والا فانتم الطلقاء".
ودعا الصدر "كل شيعي غيور في العالم اجمع لاسيما العراق لإقامة الحداد ثلاثة أيام على هذه السابقة الخطيرة في مصر الحبيبة التي تعتبر منارا للتآخي والسلام". وطالب "الأزهر الشريف بأن يوقف المد الإرهابي الصهيوني المتشدد وان يستنكر مثل هذه الأفعال المشينة" مشيرا إلى أن "سكوت الازهر سيكون بمثابة رضا" مؤكدا أن "هذا ما لا يقبل ولا يتوقع منهم".
الوقف الشيعي: الجريمة تعبر عن فكر تكفيري
ومن جهته اعتبر رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري قتل الشيخ حسن شحاتة جريم مروعة ارتكبها اشخاص يحملون افكارًا تكفيرية. وقال الحيدري في تصريح صحافي ان "هذه الجريمة المروعة تدل على عدم الايمان بالفكر الاخر بحرية الرأي والعقيدة وان الارهاب لادين له ويكفر الجميع بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم".
وأضاف الحيدري " اننا في الوقت الذي ندين هذه الجريمة نقول انه للاسف قد لن تكون الاخيرة لان من يقومون بهذه الافعال وقتل الناس مهما حملوا من فكر وراي فهو يعكس منهجهم ومقتل شحاتة وغيره قد تكون مستمرة لانه مرتكبيها لايؤمنوا بالفكر ولا بالراي الاخر ولا بالتعامل الانساني تماما".
العاني: شحاتة ضحية التطرف الطائفي الاعمى
ومن جهته قال ظافر العاني النائب العراقي القيادي في قائمة متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي "نعم كثيراً ما تقززتُ وانا استمع للشيخ حسن شحاتة وهو يسب ويلعن ويكفر وبالفاظ بذيئة عقائد اكثر من مليار ونصف مسلم حين ينال رموز المسلمين ، خلفاؤهم ، صحابتم ، زوجات نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في استهانة غير مقبولة بمشاعر الناس ، ومن اين ؟ كان شحاتة يتقصد ان يروي معظم خطبه من قم وطهران".
وأشار العاني قائلا على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك "لاضير ان يغير المرء قناعاته المذهبية ، فهي كلها مدارس فكرية اسلامية لها اجتهادها واصولها العقلية والنقلية ، ولكن عليه ان يحيطها بالاحترام الواجب لمشاعر الاخرين".وأضاف "لكن هذا شئ وما حصل له وثلاثة من اصحابه شئ اخر انه رد فعل لايقل غلواً عما كان يقوله شحاتة.. ان قتله وسحله والتمثيل بجثته في الشارع امام مرأى المئات قد شوه صورة مصر المتسامحة والاسلام المستنير وهو يفتح في امتنا جرحاً جديداً بالكاد نحاول تضميده ، انه امتداد للصراع السياسي الطائفي ببعده الاقليمي ، حيث يحتدم من حولنا في كل مكان ، وهناك سؤال يحتاج لاجابة : من منا الرابح في هذه المعركة الخاسرة ؟".
المجلس الاعلى: التيار التكفيري يحظى برعامة قادة مصريين
ومن جهته اتهم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم "متطرفين وهابيين قتلة" بقتل الشيخ شحاتة وعدد من الشيع في مصر مؤكدا ان ماجرى غريب على نهج اهل مصر الذين عرفوا بالاعتدال والوسطية وحب اهل البيت واتباعهم.
وقال القيادي في المجلس الاعلى باقر جبرالزبيدي في بيان صحافي ان "مصر عباس محمود العقاد، في رائعته الفكرية المهمة الحسين ابو الشهداء وبنت الشاطىء في كتابها النوعي زينب بطلة كربلاء وعبد الرحمن الشرقاوي في كتابه المهم والكبير علي امام المتقين أضافة إلى رائعة امير الشعراء احمد شوقي وهو يترنم بابي الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد ان لي انتسابا.. هذه المدرسة الوسطية والمرتبطة ارتباط الروح بالجسد بقيم اهل البيت وائمتهم بعيدة كل البعد عن قتل العالم الرباني الشيخ حسن شحادة، واخوته الذين كانوا يحتفلون بذكرى ولادة الامام المهدي المنتظر".
وأضاف ان استهداف اتباع الائمة استهداف للائمة ودورهم ورسالتهم مستنكر ويرفع الاصوات عاليا ضد هذا التيار التكفيري الذي يحظى بمباركة البعض من كبار شخصيات الحكومة المصرية. وأشار إلى أنّ " هذه المجازر الوهابية وصمة عار في جبين المشروع التكفيري ومن يدعي حماية الاسلام والمسلمين وهو بداية فتنة نعرف بدايتها لكننا لن نستطيع ان نتنبأ بنهاياتها". وحمل الحكومة المصرية "مسؤولية ضعف الاجراءات المتخذة في حماية الشيعة بمصر ومطالبا جامعة الازهر بموقف صريح وواضح من التكفير واساليبه الارهابية التي توجت فعلها الدنيء بمجزرة القاهرة".
كتلة نيابية: قتلة شحاتة اغتالوا سمعة مصر
اما الكتلة الوطنية البيضاء فقد دعت علماء الازهر والشعب المصري إلى التنديد بمقتل الشيخ حسن شحاتة ومؤازرة الاجهزة الامنية في ملاحقة قتلته وإنزال القصاص العادل بهم. وقالت الكتلة في بيان اليوم ان هذه الحادثة ارتكبت "ليس لسبب حقيقي الا لوجود افكار متشددة لدى بعض النفر الضال تريد قتل اي شعائر تعارض تفكيرهم الدموي ".
وأكدت ان "هذا السلوك المشين والهمجي لايمت بصلة لحقيقة الشعب المصري الغيور واصالة حضارته طيلة تأريخ ارض الفراعة ، وهي تمثل سابقة خطيرة في تاريخ مصر الشقيقة في حال عدم القصاص العادل من اولئك المجرمين الذين اغتالوا سمعة مصر قبل اغتيال العلامة الشهيد".
ناشطون يدعون لتظاهرة ضد السفارة المصرية
ومن جهتهم دعا ناشطون عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تظاهرة يكون التجمع لها من جامع النداء شمالي بغداد والتوجه إلى السفارة المصرية غربي بغداد للتنديد بحادث القتل الذي تعرض له الشيخ حسن شحاته وأفراد عائلته.
كما نشر الناشطون صورا وافلام فيديو تظهر عمليات الهجوم على الشيخ شحاتة وقتلهم ثم سحلهم والتمثيل بجثثهم من قبل بان قبل ان تحضر الشرطة لاستلام الجثث ممزقة. ولم تخل تعليقات الفيسبوكيين على سباب وشتائم ضد السلفيين وتكفيرهم.
وكانت مجموعة سلفية مسلحة هاجمت، مساء الاحد منزلا سكنيا في بلدة أبو النمرس في محافظة الجيزة جنوب القاهرة مما اسفر عن مقتل الشيخ حسن شحاته الذي يوصف بأنه زعيم الشيعة في مصر وأربعة من اتباعه حيث أثار الحادث غضب قادة المعارضة في مصر في حين يسود توتر سياسي عميق في البلاد.
والشيعة أقلية صغيرة في مصر وان كان عددهم يقدر بمئات الالوف وليس لهم ظهور كبير في الحياة العامة في الدولة التي يمثل السنة غالبية سكانها البالغ عددهم 84 مليون نسمة. لكن الحرب في سوريا بين مقاتلي المعارضة وأغلبهم سنة وقوات الرئيس بشار الأسد وهو علوي شيعي جعلت البغضاء الطائفية تتصاعد عبر المنطقة.
ونقلت بوابة الأهرام قول المتحدث باسم الشيعة بهاء أنور إن مرسي والإخوان اتخذوا من الشيعة "كبش فداء" لإرضاء حلفائهم السلفيين. ويتهم المعارضون الليبراليون ايضا جماعة الإخوان المسلمين بإثارة المشاعر الطائفية بالمشاركة هذا الشهر في دعوات السنة للجهاد في سوريا لإسقاط الرئيس بشار الأسد وحلفائه الشيعة القادمين من لبنان وإيران والعراق.
وولد رجل الدين المصري حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني، في العام 1946 في بلدة هربيط التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية من أسرة حنفية المذهب لكنه أعلن تشيعه عام 1996 واعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان" كما تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 2009 مع أكثر من ثلاثمائة من اتباعه، ثم أُفرِجَ عنه، ومنع من السفر خارج مصر بعد القائه محاضرات دينية اثارت جدلا واسعا بين المسلمين.