أخبار

المقعد المحاذي للنافذة يقي فارغا ينتظر راكبا لم يات مطلقا

الرحلة الغامضة التي لم يستقلها سنودن من موسكو الى هافانا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كافلام المغامرات في هيوليود، انتظر الصحافيون ساعات طويلة وصول ادوارد سنودن الذي كان قد حجز مقعدًا على متن الرحلة اس يو 150 من موسكو الى هافانا، لكنه لم يظهر.

هافانا: خلال الرحلة التي استمرت 12 ساعة على متن طائرة تابعة لخطوط ايروفلوت الروسية المتوجهة من موسكو الى هافانا، بقي المقعد رقم 17أيه المحاذي للنافذة فارغا ينتظر راكبا لم يات مطلقا.

كان هذا المقعد مخصصا، بحسب سجلات الرحلة، لادوارد سنودن الهارب الذي سرب معلومات استخباراتية اميركية، والذي كان من المفترض ان يسافر في هذه الرحلة في طريقه الى اميركا الجنوبية حيث سيطلب اللجوء.

ولكن تماما مثل افلام المغامرات في هوليوود، فان الممثل الرئيسي لم يظهر، وبقي الكومبارس وهم عبارة عن عشرات الصحافيين ومن بينهم مراسلون من وكالة فرانس برس، في الطائرة يطاردون سرابا.

وفي النهاية قطع الصحافيون المسافة الى الطرف الاخر من العالم ليجدوا انهم لا يزالون لا يعرفون اين هو سنودن.

ولم يتمكن الصحافيون الذين كانوا يسافرون على الدرجة الاقتصادية من التخفيف عن انفسهم بكاس من الشراب القوي نظرا لان شركة ايروفلوت منعت تناول الكحول في الدرجة الاقتصادية في الرحلات الى هافانا وغيرها من الوجهات البعيدة للحيلولة دون وقوع الاضطرابات التي يتسبب بها السكارى.

وقالت اولغا دينسوفا الصحافية في اذاعة صوت روسيا "لدي شعور باننا جميعا نشارك في مؤامرة تجسس كبيرة .. وحقيقة اننا لم نره على مدى يومين تشير الى انه يحظى بدعم جيد".

بعد وصوله من هونغ كونغ الاحد، وكما تظهر سجلات ايروفلوت التي اطلعت عليها فرانس برس، فقد سجل سنودن ومساعدته القانونية سارة هاريسون اسميهما على رحلة ايرفلوت اس يو 150 من موسكو الى هافانا ليوم الاثنين.

وخصص لسنودن المقعد 17أيه بينما حصلت هاريسون على المقعد 17سي. ولكن وبعد اكتمال عدد الركاب على الطائرة والنداء الاخير للركاب المتاخرين، لم يظهر سنودن ولا هاريسون.

وعندما اغلقت ابواب طائرة ايرباص 330 الثقيلة، ادرك الصحافيون الذين دفعوا 2000 دولار ثمنا لتذكرة الذهاب والعودة في محاولات مستعرة للسفر على طائرة سنودن، انهم يقطعون الرحلة التي تستغرق 12 ساعة بدونه.

وصعد الركاب الى الطائرة المتوجهة الى كوبا وسط اجراءات امنية مشددة، الا ان بعض الركاب العاديين لم يكونوا على علم بدراما التجسس التي تجري من حولهم.

وكان من المتوقع ان يكون سنودن اخر راكب يصعد الى الطائرة. واخذ العديد من المراسلين يراقبون المدخل الرئيسي بدقة متجاهلين دعوات طاقم الطائرة الى الجلوس في مقاعدهم وعدم الاكتظاظ في ممرات الطائرة.

وقال احد افراد الطاقم "نتوقع سبعة ركاب اخرين". وبعد دقائق عدة انخفض العدد الى ثلاثة. وفي النهاية وصل جميع الركاب الى الطائرة، ولكن سنودن لم يكن بينهم.

ورفض بعض الصحافيين الاستسلام، وتوقعوا ان يكون سنودن صعد الى الطائرة من باب مختلف مباشرة من المدرج، فيما اشار اخرون الى انه يختبىء في قمرة القيادة.

وتاخر اقلاع الطائرة نحو 30 دقيقة. وعندما اصبحت في السماء، ادرك الصحافيون ان سنودن لم يكن يعتزم مطلقا ركوب هذه الطائرة.

وقالت مضيفة الرحلة يلينا اثناء استعدادها لتقديم الشمبانيا لركاب درجة الاعمال "لو سافر في هذه الرحلة لكان غبيا تماما على ما اعتقد. تستطيعون ان تروا بانفسكم ماذا حدث هنا .. لو كنت مكانه لفعلت الشيء نفسه".

ورغم ان المقعدين 17أيه و17 سي بقيا فارعين، الا ان البعض لا يزال يحدق فيهما بين الفينة والاخرى. وكانت تسمع احيانا اصوات كاميرات الصحافيين تلتقط صورا للمقعدين.

ولكن بعد مشاعر الاثارة الاولية، عندما هبطت الطائرة في هافانا عند نحو الساعة 23,00 تغ الاثنين، بدا كل شيء طبيعياً مثله في اي رحلة طويلة اخرى.

ويلف الغموض مكان وجود سنودن منذ وصوله الى موسكو من هونغ كونغ الاحد.

وكان من المتوقع ان يمضي ليلة واحدة في فندق في المطار بوصفه مسافرا يمر فقط بموسكو متوجها الى اميركا اللاتينية، ولكن مسؤولي الفندق لم يؤكدوا اقامته.

ولا يزال من غير الواضح ما اذا كان سنودن غير خطط سفره ام ان قوى عليا - مثل الاجهزة الروسية الخاصة - ربما كانت ضالعة في ذلك.

وبعد وصولهم الى هافانا خالي الوفاض، اصر الصحافيون الذين كانوا على الرحلة ان وجودهم على الرحلة كان ضروريا.

وقالت جوسي نيميلانين مراسلة صحيفة هلسينغن سانومات الفنلندية في موسكو "لقد بدأت ارى الجانب المضحك للامر .. ولكن احيانا عليك ان تتبع حدسك".

وقالت انا نيمتسوفا مراسلة نيوزويك وتلفزيون ان بي سي الاخباري في موسكو "لقد خُدعنا .. ولكنني ساظل هنا بضعة ايام لاتاكد من انه لن يصل في الطائرة التالية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف