قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يعرف المتظاهرون الأتراك الملل ويصرون على التظاهر دوما، وبعد طردهم من حديقة جيزي، يبتكر مثيرو الاحتجاجات طرقا للاحتجاج في عشرات المواقع الخضراء في اسطنبول.اسطنبول:منذ طردهم بعنف من قبل الشرطة التركية من حديقة جيزي في 15 حزيران/يونيو، لم يستسلم مثيرو الاحتجاجات ضد الحكومة التي هزت تركيا لاسابيع. فكل مساء يقوم هؤلاء بابتكار الديموقراطية في عشرات المواقع الخضراء في اسطنبول.ففي حديقة عباس اغا في اسطنبول يتجمع مئات الشبان وبعض المسنين كل ليلة منذ 10 ايام في باحة مسرح صغير اقيم في الهواء الطلق. ولساعات يستمعون باهتمام للكلمات التي يتفوه بها في مكبرات للصوت الخطباء الذين يتعاقبون ويتطرقون الى كافة المواضيع وخصوصا يتحدثون عن آمالهم الكبيرة لتحرر المجتمع التركي من القيود المفروضة عليه.ويعتذر وازان امام الحشود ويقول "ساقرأ ملاحظاتي لانني ان لم افعل ذلك سابكي". ويضيف "منذ احداث حديقة جيزي لا اريد العودة الى منزلي اريد ان اغير حياتي". واوضح ان "تحركنا اجتماعي لكن يجب ان يكون ايضا فرديا. علينا ان نتعلم ان نستمع الى الاخر" داعيا رفاقه الى الانتشار في الاحياء والبلدات لتشجيع الحوار مع كافة سكان تركيا.واخترع المشاركون في التجمعات لغة الاشارات لادارة الندوة بصمت، وتستخدم الايدي للتصفيق او المطالبة باختصار الخطاب او بوقفه. والهدف هو عدم اثارة ضجيج لعدم ازعاج السكان الذين يقيمون بمحاذاة الحديقة وايضا للسماح للجميع بالتعبير عن الرأي بكل ثقة.وقال انور درسن وهو موسيقي "سمح هذا التحرك للافراد بان يستمعوا الواحد الى الاخر وان يتخلصوا من الاحكام المسبقة التي كانت تفرقهم". واضاف "بفضلنا تقوم تركيا بالقضاء على محرماتها".فالاتراك ضد الاكراد والسنة ضد العلويين والمتدينون ضد العلمانيين ... الفكرة هي التخلص من كل هذه الاحقاد التي تفتت منذ عقود المجتمع التركي وتشجع السيطرة عليه من قبل الانظمة الاستبدادية، وهو اتهام بات موجها الى رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان. وهذه المهمة قد تستغرق وقتا لكن ورثة حديقة جيزي ليسوا في عجلة من امرهم.وقال الممثل اولغو باران كوبيلاي "بدأنا نتعلم ثقافة النقاش بعد ان سادت ثقافة النزاع".واضاف "انا شخصيا لست منزعجا لاستمرار هذا التحرك بهذه الطريقة لفترة طويلة. انه جيد للاجسام التي تعبت من المواجهات مع الشرطة وجيد ايضا للاذهان". وقال احد اصدقاء اولغو "تهب هنا رياح الانتصار لاننا نشعر بان هذا المكان ملكنا. لم اختبر في حياتي مثل هذا الشعور".ويرى الشابان ان سيل الكلام سيفضي لا محالة الى مشروع سياسي على خليفة الانتخابات البلدية المقررة في اذار/مارس 2014.وفي الاثناء ينتشر في المساحات الخضراء لمدينة اسطنبول حسب ما ذكرت صحيفة جيزي بوست التي تأتي في اربع صفحات وينشرها المتظاهرون. كما انتقلت العدوى الى الجامعات مثل جامعة غلطة سراي حيث يناقش الطلاب والاساتذة والموظفون والمتخرجون السابقون منذ عدة ايام مسألة تشكيل "مجلس جامعي" لتمثيلهم.وكان عمر فاروق المحرر المتقاعد شاهدا على الصراعات السياسية المحمومة في سبعينات القرن الماضي عندما كان اليمين واليسار يتواجهان في الشارع في معارك دامية حتى الانقلاب العسكري في 1980. واليوم دهش الناشط اليساري السابق لتصميم الجيل الجديد على احياء شعار "عالم اخر ممكن" رافضا الانقسامات التقليدية في المجتمع التركي.واضاف "نشهد اكثر الثورات صدقا في تاريخ تركيا والامبراطورية العثمانية".