أخبار

الحزب يخلي شقتين في صيدا

علماء مسلمون شهود عيان على مشاركة حزب الله في معركة إلغاء الأسير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

روى علماء مسلمون زاروا مجمع الأسير في عبرا أنهم شاهدوا عناصر حزب الله بلباس مغاوير الجيش في محيط المسجد، ليكون هذا الأمر دليلًا إضافيًا على مشاركته في معارك صيدا الأخيرة.

بيروت: لا يختلف اثنان في لبنان على أن من مسببات ظهور الشيخ أحمد الأسير على الساحة السياسية السنية اللبنانية هو وجود حزب الله المسلح، ومحاولته فرض إرادته على اللبنانيين بقوة السلاح وشعارات المقاومة. كما لا يختلف اثنان على أن فتيل التفجير الأخير أشعله وجود شقق لحزب الله في محيط مسجد بلال بن رباح، الذي حوله الأسير مربعًا أمنيًا، يقارع به مربع حزب الله الأمني، ولو كانت مقارعة غير متوازنة.

وما زالت هذه الشقق حتى اليوم مثار أخذ ورد بين الفعاليات الصيداوية، يحاول الجميع معالجتها. وأخلى حزب الله الخميس شقتين قريبتين من المجمع الذي كان يتحصن فيه الاسير قبل سيطرة الجيش عليه بعد معركة ضارية، وكان الاسير يشكو من تكديس حزب الله الاسلحة في هاتين الشقتين واستخدامهما لمراقبته.

وقال مصدر في حزب الله لوكالة الأنباء الفرنسية ان "الحزب اخلى الشقتين بهدف اعادة الهدوء الى مدينة صيدا"، وذلك بعد احتجاجات لا سيما في صفوف الطائفة السنية طالبت بـ"المساواة" في التعامل مع المظاهر المسلحة و"اغلاق الشقق الامنية" التابعة لحزب الله في صيدا. واكد الجيش اللبناني اخلاء الشقتين.

وكانت تقارير صحفية قالت إن النائب بهية الحريري حملت أمس الاربعاء اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الامن العام، رسالة للاطراف السياسية في صيدا، تؤكد فيها أن المطلوب اليوم هو تثبيت الامن والاستقرار في المدينة، بالتعاون بين جميع مكوناتها، عبر ازالة المظاهر المسلحة ورفع الغطاء عن اي مخل بالامن، وحصر السلاح بالدولة، وعدم اعتبار ما جرى في صيدا انتصارًا لطرف على آخر، ورسالة لحزب الله لإخلاء هذه الشقق وازالة المربعات الامنية في عبرا وصيدا.

كما أبلغ نبيه بري، رئيس مجلس النواب، عددًا من النواب أن موضوع شقق حزب الله في عبرا سيعالج الاثنين المقبل، وأن حزب الله يبدي كل تعاون في هذا السياق، وأنه مستعد للتعاطي مع الموضوع بإيجابية. لكن الحزب يؤكد أنه لا يجوز ربط الشقق بموضوع الاسير، الذي فخخ مربعه الامني بكل أدوات الارهاب.

حزب الله في المعركة

وفي سياق متصل، تتصاعد يومًا بعد يوم الاتهامات الصيداوية لحزب الله بالمشاركة في المعارك التي انفجرت بين الجيش وأنصار الأسير الأحد والاثنين الماضيين. فقد قال أعضاء في هيئة العلماء المسلمين في صيدا، دخلوا إلى جامع بلال بن رباح برفقة الجيش، إنهم شاهدوا عناصر حزب الله في محيط المسجد بعد السيطرة عليه، يرتدون ملابس عسكرية خاصة بمغاوير الجيش اللبناني، ويميزون أنفسهم بشارة صفراء مربوطة على زنودهم، كما لفتوا إلى أن بعضهم كان ملتحيًا.

وروى هؤلاء العلماء مشاهداتهم عن دور الحزب في محاصرة منزل النائب بهية الحريري، وتنفيذه مداهمات في أحياء صيدا. كما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن سقوط ثلاثة إلى ستة عناصر في حزب الله قتلى في اشتباكات عبرا، نعاهم الحزب في الاعلام، إلى جانب سقوط نحو 15 جريحًا. كما نقلت صحيفة المستقبل أمس صورًا لمقاتلين من حزب الله، بلباس المغاوير الرسمي، وبشارات صفراء على الزنود.

أما مصادر الحزب، فأكدت أن الجيش اللبناني خاض المعركة ضد الاسير من اولها إلى آخرها، من دون مساعدة من أحد، وأن الحزب لم يكن جزءًا من هذه المعركة، لكنه دافع عن نفسه عندما تعرضت بعض مواقعه للقصف.

في قبضة من؟

وفي سياق موازٍ، أورد بعض المصادر الأمنية احتمال أن يكون الأسير وقع رهينة في قبضة عناصر حزب الله، التي كانت ترصد المواقع المحيطة بمجمّع الأسير، فقضبت عليه أثناء هروبه. ويأتي هذا الاحتمال بين احتمالات عدة، ما تزال أجهزة الأمن اللبنانية تتداولها، كاحتمال هروب الأسير عبر كهوف قريبة من عبرا، ومنها إلى مكان آمن معد سلفًا، أو إلى مخيّم عين الحلوة، أو أن يكون قد قتل في المعارك.

وبحثًا عن الأسير، يستمر الجيش اللبناني ومخابراته في تنفيذ سلسلة واسعة من المداهمات، إذ تعتقد المخابرات انه موجود في صيدا او منطقتها، من دون استبعاد احتمال دخوله مخيم عين الحلوة رغم التعهد الفلسطيني بعدم ايوائه، أو اختبائه في أحد المساجد بصيدا، لينقل منها إلى منطقة أخرى تحت جنح الظلام.

ونقلت تقارير صحفية عن مصادر أمنية لبنانية أن البحث يتم ميدانيًا من خلال المداهمات واستجواب من كانوا على علاقة به، وتقنيًا بمراقبة حركة الاتصالات لخطوط هاتفية كانت بحوزته، ولخطوط من الممكن أن يتصل بها، اضافة إلى حركته على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا البحث التقني رصد اتصالات هاتفيّة للأسير تثبت أنه ما زال في صيدا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف