يحاولون تقديم أنفسهم كبديل إسلامي عن حزب الحرية والعدالة
حزب النور السفلي يلعب أوراقه بذكاء بين المعارضة والإخوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في وقت تستعد فيه المعارضة المصرية للنزول الى الشارع يوم 30 حزيران (يونيو) للاطاحة بالرئيس محمد مرسي، يبدو في الظاهر حزب النور السلفي بعيدا عن الساحة السياسية، إلا أن الواقع مختلف، فهو يهيء نفسه للانتخابات القادمة بطريقة ذكية ومدروسة.
لندن: فيما تستعد المعارضة المصرية والإخوان المسلمون لمواجهة، يوم الأحد، يتوجس الجميع من عواقبها، قرّر السلفيون النأي بأنفسهم عن الصراع واستثمار الفرصة لإتقان لعبة السياسة واستخدام رافعات السلطة.
وكان حزب النور السلفي الذي أُنشئ بعد ثورة 25 يناير 2011 ظهر بوصفه ثاني أكبر قوة سياسية في مصر، بعد فوزه بربع المقاعد في الانتخابات البرلمانية الملغاة.
التخبط عنوان مرحلة مرسي
وفي حين كان التخبط عنوان حكم الإخوان برئاسة محمد مرسي خلال سنته الأولى في السلطة، فان حزب النور وغيره من المجموعات السلفية ضمنت لنفسها مواقع في السلطة وتمكّنت في الغالب من تفادي غضب المصريين حتى عندما كان السلفيون يتوسطون بين المعارضة والرئاسة.
وبخلاف الليبراليين، أقام حزب النور شبكة سياسية تغطي سائر أنحاء مصر استعدادًا للانتخابات المتوقعة هذا العام او في العام المقبل.
وقال شادي حامد مدير مركز الدوحة بروكنز للأبحاث "اتضح أن حزب النور والسلفيين عمومًا، لاعبون سياسيون حاذقون على غير المتوقع، وتعلموا المهنة بسرعة كبيرة". ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن حامد أن السلفيين "يهيئون أنفسهم للانتخابات البرلمانية بطريقة شديدة الفاعلية، ويحاولون تقديم أنفسهم كبديل إسلامي عن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين". وأضاف حامد "السلفيين ينتظرون لحصد أصوات شريحة كبيرة من المصريين الذين يريدون التصويت للاسلاميين ولكن مرسي خذلهم".
خطط حزب النور
وبعد أن ضاق المصريون ذرعًا بأزمة الوقود وانقطاع الكهرباء وتفاقم البطالة وركود الاقتصاد في سنة حكم مرسي، قرروا النزول إلى الشوارع في 30 حزيران (يونيو) للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. كما يحشد أنصار مرسي مؤيديهم، فيما أبدى كثير من المصريين مخاوف من وقوع أعمال عنف بسبب هذا الاستقطاب الذي لم يُعرف له نظير في مصر.
ويجد حزب النور نفسه في موقف يُحسد عليه سياسيًا بعد أن تعلم فن الحكم من خلال تبؤ كوادره مواقع متوسطة في مفاصل الدولة، مواصلًا في الوقت نفسه الحوار مع بعض أقطاب المعارضة ومبتعدًا عن حكومة مرسي التي تزداد عزلة.
في هذه الأثناء، يواصل حزب النور مشاريعه الخيرية لكسب الفقراء بخدمات مثل العيادات الطبية المتنقلة وتوزيع اللحوم بأسعار رخيصة مستعيرًا أنشطة ارتبطت تقليديًا بالاخوان المسلمين.
وقال مستشار قيادة حزب النور نادر بكار "إن المصريين كانوا يتوقعون من الذي يصبح حاكما ان يتوقف عن العمل الخيري ويضعه بدلا من ذلك في اطار رسمي" ولكن "بدلا من ذلك فإن الإخوان لا يركزون إلا على كيف يضعون أعضاءهم في المؤسسات".
الأنف المكسور
وكان لحزب النور نصيبه من المواقف المحرجة منذ ظهوره بعد الثورة، إذ حاول أحد نوابه أن يفسر أنفه المكسور باتهام بلطجية بالاعتداء عليه ثم اتضح انه أجرى عملية تجميل. وظهر آخر على إحدى القنوات التلفزيونية داعيًا إلى تسليح جماعات اثيوبية متمردة، لاقناع اديس ابابا بوقف مشروع سد النهضة. وانشق زعيم الحزب السابق لتأسيس حزب منافس.
العمل بهدوء
ولكن حزب النور، خرج من كل هذه المواقف المحرجة بأقل قدر من الخسائر وأخذ يعمل في الأشهر الأخيرة بهدوء من وراء الكواليس في لقاءات مع مسؤولين من المعارضة والإخوان المسلمين، للاتفاق على برنامج إقتصادي مشترك. ولكن المحاولة لم تسفر عن نتيجة.
وإذ تمكن حزب النور من إيصال مسؤوليه إلى مواقع متوسطة ورفيعة المستوى في وزارات مختلفة، فانه امتنع عن تولي أي حقائب وزارية رغم عرضها عليه. ودعا بدلًا منها إلى تعيين وزراء تكنوقراط مستقلين.
وقال مستشار الحزب نادر بكار لصحيفة فايننشيال تايمز "في نهاية المطاف سيكون حزب الحرية والعدالة وحزب النور المتنافسين الحقيقيين وهذه ليست علامة طيبة، وليست إشارة صحية لأننا نحتاج إلى معارضة ليبرالية".
نريد 30 يونيو لاجراء انتخابات مبكرة
وكان مسؤولون في حزب النور نصحوا قادة جبهة الانقاذ الوطني علنًا وفي مجالس خاصة، ألا يعلقوا الآمال على احتجاجات 30 حزيران (يونيو) تحسبًا لمشاركة أعداد قليلة فيها. وقال بكار "نحن لا نريد ليوم الثلاثين من يونيو ان يفشل تماما، لأنه إذا فشل فان جماعة الاخوان المسلمين ستصبح وحشًا كبيرًا لا يوقفه أحد، وفي الوقت نفسه لا نريد فوضى، نريده ضغطًا على النظام لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، ولا نريد انهيار النظام".