مصر تستعد للاحتجاجات بقلق وتوتر
مؤيدو مرسي يسبقون تظاهرات 30 يونيو بـ "الشرعية خط أحمر"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تستعد مصر اليوم الجمعة لخروج تظاهرات مؤيدة للرئيس محمد مرسي تسبق تظاهرات 30 يونيو المعارضة له وتطالب باسقاطه. ومن المقرر أن تنطلق التظاهرات بعد صلاة العصر تحت شعار "الشرعية خط أحمر".
القاهرة: يتظاهر المصريون المؤيدون للرئيس محمد مرسي اليوم تحت شعار "الشرعية خط أحمر". وتنطلق التظاهرات بعد صلاة العصر من حي مدينة نصر في القاهرة وتأتي قبل يومين من أخرى مناوئة تطالب بإسقاط الرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ويشارك في تظاهرات اليوم "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يضم أحزابًا من التيار الإسلامي بالإضافة إلى كيانات أخرى، بينها نقابات واتحادات طلابية، بحسب موقع الإخوان المسلمين على الانترنت.
اشتباكات
وعشية المظاهرات، وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أمام مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة نحو 30 آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن أحد أعضائها قتل بالرصاص في الاشتباكات، وألقت بالمسؤولية على حركة "تمرد" - وهي حملة لجمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس المصري. وجاءت الاشتباكات بعد خطاب لمرسي ندد فيه بمنتقديه لكنه اعترف بوقوع أخطاء وتعهد ببحث إجراء تعديلات دستورية ودعا لفتح حوار مع المعارضة.
المقلب الآخر
على المقلب الآخر، يمضى معارضو الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي قدما في خططهم لتنظيم تظاهرات ومسيرات حاشدة ضده بعد خطابه المتحدي الذي عرض فيه عامه الاول المضطرب في حكم البلاد. ومنذ انتخاب مرسي كأول رئيس مدني للبلاد في حزيران (يونيو) 2012، لم يصل مستوى القلق والترقب الى هذا الحد في مصر اكبر دول العالم العربي من حيث عدد السكان.
ولاسترضاء المحتجين الذين يعتزمون النزول الى الشوارع يوم الاحد القادم وعد مرسي باصلاحات دستورية كما دعا إلى الحوار، محذرا من ان الانقسامات السياسية تهدد مصر بالشلل. وقال مرسي أن "مصر تواجه الكثير من التحديات. الاستقطاب والتطاحن السياسي وصلا الى مدى يهدد تجربتنا الديمقراطية الوليدة، بل ويهدد الوطن كله بحالة من الشلل والفوضى، وهذا ما لا نريده جميعا لوطننا"، في خطاب طويل له استغرق ساعتين ونصف بمناسبة مرور عام على توليه حكم البلاد مساء الاربعاء.
تمرد
وجاءت دعوات التظاهر في الثلاثين من حزيران (يونيو) عبر حملة تمرد، وهي حركة شبابية انطلقت في نيسان (ابريل) مطالبة مرسي بالتنحي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتستغل الحركة، التي قالت انها جمعت 15 مليون توقيع، تفاقم الازمة الاقتصادية وشح المنتجات النفطية وتكرار انقطاع الكهرباء وارتفاع اسعار السلع الاساسية لحشد الاف المصريين الغاضبين.
ويندد خصوم مرسي بسعي حركة الاخوان المسلمين التي ينبثق منها الرئيس، الى السيطرة على كل مفاصل الحكم والسعي الى "اسلمة" المجتمع. كما يواجه مرسي اتهامات بالاخفاق في تحقيق اهداف الثورة الرئيسية وابرزها الحرية والعدالة الاجتماعية.
عام متعثر
وشهد عام من حكم مرسي، تعثرا واضحا للاقتصاد وانحسار الاستثمار الاجنبي، وتراجع قطاع السياحة الحيوي بشكل كبير، فيما ارتفع التضخم. واقر مرسي بالوقوع في اخطاء خلال العام الاول لحكمه متعهدا باصلاحها.
وقال مرسي "اجتهدت مع المخلصين فاصبت احيانا واخطات احيانا اخرى"... الخطا وارد لكن تصحيحه واجب". وقال مرسي ان "الثورة لكي تتحرك لتحقيق اهدافها لا بد لها من اصلاحات جذرية وسريعة".
وجدد مرسي دعوته للحوار مع المعارضة المصرية.
وقال مرسي "نحن المصريون قادرون على تجاوز المرحلة و التغلب على التحديات، كل ما اطلبه الآن هو ان نجتمع ونتفهم ونناقش الايجابيات ونبنى عليها والسلبيات نعالجها". واعلن مرسي عن تشكيل لجنة تنظر في تعديل الدستور المصري المثير للجدل الذي صاغته جمعية تاسيسية سيطر عليها الاسلاميون وانتقدتها المعارضة لعدم تمثيلها كل المصريين.
وقال مرسي "كل الحركات والاحزاب السياسية مدعوة لتقديم مقترحاتهم للتعديلات الدستورية". لكن مرسي اتهم من اسماهم فلول نظام مبارك بمحاولة اجهاض الثورة واعادة النظام الفاسد الذين يستفيدون منه. ويقول انصار مرسي انه يقوم بتطهير مؤسسات الدولة من عقود من الفساد ويتهمون المعارضة بالتحريض على العنف.
إنقلاب ضد الديموقراطية!
ويقول انصار مرسي انه انتخب في انتخابات حرة ونزيهة ويصفون اي محاولة لخلعه من منصبه كانقلاب ضد الديمقراطية. ومن خلفية المشهد السياسي، بقى الجيش المصري ذو النفوذ يراقب الفوضى والاضطرابات في هدوء، لكنه كسر صمته هذا الاسبوع بالتحذير بالتدخل لمنع اي اقتتال داخلي.
وقال الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري ان "المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".
وكانت تصريحات السيسي قوية للغاية لتذكير الفرقاء السياسيين بالوزن السياسي للجيش حتى لو كان الان في خلفية المشهد. وفي الشارع المصري بقت الاراء منقسمة حول دور الجيش. وقال محمد سمير المقيم في القاهرة "انا محبط من مرسي، انا محبط من المعارضة. املنا ان يكون لدى الجيش خطة لتجنب الفوضى".
لكن اخرين يؤمنون بان الجيش يجب ان يظل بعيدا عن شؤون السياسة ملمحين الي الفترة الانتقالية المضطربة التي قادها المجلس العسكري بعد الاطاحة بمبارك والتي شوهها العنف وانتهاكات حقوق الانسان. ويقول الشاب الثلاثيني غريب السيد "لم نقم بثورة لتنتهي بالعسكر في السلطة".
قلق
وفي القاهرة، يبدو القلق واضحا على الوجوه في كل مكان. وفي مناخ القلق هذا، بدا المواطنون في سحب نقود من البنوك وتخزين مواد غذائية واعلنت شركات عدة انها ستغلق يوم الاحد، اول ايام اسبوع العمل في مصر. وزادت ازمة نقص وقود السيارات بمختلف انواعه من حدة التوتر والقلق بعدما تركت مئات السيارات في طوابير طويلة امام محطات التزود بالوقود.
ودعا تحالف لاحزاب اسلامية إلى تظاهرة مفتوحة الجمعة دعما لمرسي تحت شعار "الشرعية خط احمر"، قبل يومين من تظاهرات المعارضة المرتقبة ما يزيد من المخاوف من وقوع احداث عنف.