الصين ومشاكل تلوث الهواء تهيمن على قمة اسيان في بروناي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بندر سري بيغاوان: تحتل مسألتا خلافات الصين على الاراضي مع الدول المجاورة والسحب الدخانية الكثيفة في جنوب شرق اسيا حيزا مهما على قائمة المواضيع الخلافية التي من المتوقع ان تطغى على مؤتمر دول جنوب شرق اسيا المزمع انطلاقه خلال اليومين المقبلين.
وتستضيف سلطنة بروناي هذا العام المؤتمر الدبلوماسي والامني السنوي لمجموعة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) على وقع تصاعد التوتر على خلفية السياسات التوسعية المتعاظمة للصين في المياه الاقليمية.
كما ان المحادثات التي ستجرى على مستوى وزراء الخارجية وتتوج الثلاثاء بالمنتدى الاقليمي لمجموعة اسيان والتي تضم الصين والولايات المتحدة وروسيا ودول اخرى كبرى، تاتي على خلفية تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشان المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية الهارب من وجه القضاء الاميركي ادوارد سنودن.
واثارت المعلومات التي كشفها سنودن عن قيام الحكومة الاميركية بالتجسس على الاتصالات عبر الهاتف والانترنت انتقادات الصين، ما فاقم ازمة الثقة الكبيرة اصلا بفعل سياسة اوباما الاستراتيجية في اسيا.
ووجهت الولايات المتحدة اتهامات للصين بالسماح لسنودن بمغادرة هونغ كونغ، وهو ما تنفيه بكين. وحاليا سنودن موجود في مطار موسكو بانتظار البت بطلبه اللجوء الى الاكوادور.
كما اثارت روسيا غضب الولايات المتحدة برفضها ترحيل سنودن، وبالتالي تشكل اجتماعات بروناي مناسبة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري لمناقشة القضية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وتنطلق الاجتماعات بلقاء للاعضاء العشرة في مجموعة اسيان الاحد، لتتوسع الاثنين مع انضمام الصين واليابان وكوريا الجنوبية، قبل قمة لدول شرق اسيا تجمع 26 بلدا مع الاتحاد الاوروبي.
وشهدت قمة مجموعة اسيان العام الماضي توترا على خلفية التباين بشأن كيفية مواجهة السياسات الصينية التي تصر على سيادة بكين على كامل مساحة بحر الصين الجنوبي تقريبا.
الا ان مجموعة اسيان بدت اكثر وحدة في الاونة الاخيرة ومن المتوقع ان تدعو الصين خلال اجتماعات بروناي الى اجراء محادثات "طارئة" تتناول تحديد "قواعد تصرف" ترمي الى تخفيض حدة التوتر، وفق تصريحات وزير الخارجية الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا.
وقال الوزير الاندونيسي لوكالة فرانس برس "نحتاج الى وقف هذا الاتجاه الى اختبار كل جانب نوايا الاخر. انه امر خطير جدا ومليء بالاخطاء المحتملة بالحسابات".
وشكلت الادعاءات المتعارضة للسيادة على مناطق بحرية في المنطقة مصدر توتر كبير على مدى عقود. وتصاعدت حدة التوتر في السنوات الاخيرة مع مواجهات عدة للصين خصوصا مع فيتنام والفيليبين.
وفي خطوة من المتوقع ان تثير سخط الصين التي تشدد على ان الولايات المتحدة ليس لديها دور تلعبه في بحر الصين الجنوبي، يعتزم كيري طرح هذه المسألة في بروناي.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الاميركية لوكالة فرانس برس "نتوقع من الوزراء في منتدى مجموعة اسيان ان يناقشوا المزاعم المتعارضة على سيادة الاراضي في بحر الصين الجنوبي وان يعززوا المبادئ الاقليمية، بما فيها الاحترام المتبادل وضبط النفس والحل السلمي للخلافات بما يتوافق مع القانون الدولي".
واضافت "نشجع كل الاطراف على حل هذه الخلافات بشكل سلمي واحراز تقدم سريع ومهم على صعيد التوصل الى قواعد سلوك".
ولطالما عارضت الصين جهود مجموعة اسيان لايجاد قواعد قانونية تحدد طريقة التعاطي مع الخلافات على الاراضي في بحر الصين الجنوبي. وفي هذا الاطار اكد الخبير في الامن الاقليمي في معهد دراسات جنوب شرق اسيا في سنغافورة يان ستوري ان الصين ستواصل معارضة اي امر من شأنه اضعاف ادعاءاتها بالسيادة على اراضي بحر الصين الجنوبي.
وقال ستوري لفرانس برس "التوصل الى قواعد سلوك سيستغرق سنوات عدة من المفاوضات. وفي هذا الوقت، سيبقى التوتر على ما هو عليه او ربما سيتصاعد".
كذلك تتواجه الصين مع اليابان في ادعاءات متبادلة للسيادة على اراض في بحر الصين الشرقي، وهذا الخلاف من الممكن ان تتم مناقشته في بروناي.
وينصب الاهتمام الاعلامي بشكل كبير على متابعة اجتماعات مجموعة اسيان خصوصا لملاحقة اللقاءات الثنائية التي تحصل على هامش المؤتمر.
وبالاضافة الى لافروف، من المقرر ان يلتقي كيري بنظيره الصيني وانغ يي.
كذلك اشارت سيول الى امكان عقد اجتماع بين وزيري خارجية كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.
وبعد سلسلة تهديدات ضد سيول وواشنطن اثارت مخاوف متجددة حيال البرنامج النووي الكوري الشمالي، خففت بيونغ يانغ من لهجتها اذ دعت الى محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة وارسلت مبعوثين الى حليفتها الصين مؤخرا.
في هذا الوقت، تجري محادثات بروناي وسط استمرار اندونيسيا في مكافحة حرائق غابات تسببت في الاسابيع الاخيرة بتصاعد سحب دخان سامة وصلت الى ماليزيا وسنغافورة.
ويواجه هذان البلدان خلال اجتماعات بروناي ضغوطا لدفع اندونيسيا في اتجاه اعتماد سياسات اكثر فاعلية للحد من عمليات اقتلاع الاشجار.