ما زال السعي لاستنساخ أجنة بشرية قائمًا بالرغم من السجال الأخلاقي
سبق علمي ياباني: إستنساخ فأرة من قطرة دماء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ دوللي الشهيرة، يبقى السجال الأخلاقي حادصا حول مسألة الاستنساخ. واليوم، استطاع علماء يابانيون من استنساخ فأرة من قطرة دم، في سعي لتخليق سلالة قيمة من فئران التجارب.
استطاع علماء في اليابان استنساخ فأرة باستخدام قطرة واحدة من الدم. وفي تقرير نشرته مجلة Biology of Reproduction، أوضح فريق من مركز ريكن للموارد الحيوية أن خلايا دم مأخوذة من ذيل فأر مانح استخدمت في عملية الاستنساخ، وقالوا إن الفأرة عاشت عمرها الافتراضي الطبيعي واستطاعت الانجاب.
كما استطاع علماء في معهد آخر تخليق نحو 600 نسخة جينية متطابقة لفأر. وهذه المحاولات تضاف إلى عمليات سابقة لاستنساخ فئران من مصادر مختلفة من الخلايا المانحة، بينها خلايا الدم البيضاء الموجودة في الغدد الليمفاوية ونخاع العظم والكبد. واختبر فريق البحث الياباني ما إذا كان بالإمكان استخدام الخلايا في الدورة الدموية في عملية الاستنساخ.
ويذكر هنا أن علماء يابانيين صرفوا سنوات عدة في تجارب على الاستنساخ، وكشف فريق مهم أخيرًا عن توليد نحو 600 فأر من فئران التجارب، بعد 25 جولة متعاقبة للاستنساخ.
سلالات قيّمة
تهدف الابحاث اليابانية الحديثة هذه إلى التوصل لمصدر متاح وسهل لخلايا صالحة لاستنساخ سلالات ذات قيمة علمية لفئران التجارب. وقد استطاع الفريق، بقيادة العالم اتسو اوجورا، أخذ عينة من ذيل فأر، وعزل خلايا دم بيضاء منها، واستخدام نواة الخلايا في تجارب استنساخ، مستخدمين التقنية نفسها التي لجأ اليها الباحثون في استنساخ النعجة دوللي الشهيرة. وتضم العملية نقل نواة من خلية جسم بالغ، مثل خلية دم أو جلد، إلى بويضة غير مخصبة، ازيلت نواتها، فلاحت للمرة الأولى فرصة استنساخ فئران بالاستعانة بنواة خلية دم.
وقال العلماء: "يمكن استخدام هذه الخلايا للاستنساخ فور جمعها، من دون الحاجة إلى التضحية بحيوانات تجارب، ويمكن تطبيق هذه التقنية لتوليد نسخ جينية لسلالات قيمة من الفئران، وهو غير متاح من خلال تقنيات تكاثر مساعدة أخرى، مثل تقنية أطفال الانابيب، أو حقن الحيوانات المنوية بالبويضة".
كما يهدف البحث الى توليد حيوانات عالية الجودة على نطاق واسع لاغراض المزارع.
سجال أخلاقي
وفي وقت سابق من هذا العام، أفاد علماء أمريكيون بأنهم استخدموا الاستنساخ البشري لإنتاج أجنة في مرحلة أولى من النمو، استخدموها مصدرًا للخلايا الجذعية التي يمكن الاعتماد عليها لتخليق عضلة قلب جديدة، وعظام وانسجة مخ، أو أي نوع آخر من الخلايا. وقد تم لهم ذلك من خلال التقنية نفسها التي استخدمت لاستنساخ النعجة دوللي. إلا أن معارضي هذه الفكرة قالوا إن استخدام الاجنة البشرية للتجريب الطبي أمر غير أخلاقي، ودعوا إلى وقفه، بالرغم مما تمثله الخلايا الجذعية من آمال كبيرة في علاج أمراض استعصت على الطب حتى الآن. فتخليق أنسجة جديدة هو طريقة أثبتت فاعليتها في علاج أضرار ناجمة عن حدوث أزمات قلبية، وفي اصلاح الحبل الشوكي بعد انقطاعه.
وحذر الدكتور ديفيد كينغ، وهو ناشط في جماعة إنذار الوراثة البشرية، من أن يكون نجاح العلماء هذا بوابة لتخليق أجنة بشرية. وقال لهذية الاذاعة البريطانية: "هذا دافع جديد وقوي لإصدار حظر دولي على الاستنساخ البشري، قبل المضي قدمًا في ابحاث مماثلة، فنشر هذا البحث أمر يفتقر إلى المسؤولية".
ورد مؤيدو التقنية الجديدة على كينغ قائلين إن الأجنة المخلقة عبر هذه العملية لا يمكن أن تصبح بشرًا.