الإخوان والمعارضة يتبادلان المسؤولية عن العنف
العنف بين أنصار مرسي ومعارضيه يشتدّ ويحصد مصريين اثنين وأميركيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قضى مصور صحافي أميركي ومصريين اثنين في الاشتباكات التي اندلعت الجمعة في مدن مصرية عديدة بين انصار الرئيس محمد مرسي ومعارضين له، ولاتزال تلك الاشتباكات مستمرّة.
صبري عبد الحفيظ القاهرة: وقع انفجار في ميدان الشهداء ببورسعيد، أثناء تظاهر عدة آلاف احتجاجا على نظام حكم الرئيس محمد مرسي، وأصيب العشرات، ولقى شخص واحد مصرعه، حسب الإحصاءات الأولية لوزارة الصحة.
وقال مصدر أمني لـ"إيلاف"، إن الإنفجار وقع بين المتظاهرين، أثناء هتافهم "يسقط حكم المرشد"، مشيراً إلى أن فرقة من إدارة المفرقعات، انتقلت إلى موقع الحادث، ولفت إلى أنه لم يتبن حتى الآن، ماهية الإنفجار، هل هو ناتج عن قنبلة أم عبوة ناسفة أم أسطوانة بوتاجاز. وأفاد بأن شخصا لقي على الأقل مصرعه، بينما أصيب العشرات، على الأقل، نظراً لوقوع الانفجار وسط المتظاهرين.
وقال النائب السابق بدري فرغلي، المقيم في بورسعيد، إن الانفجار كان شديداً، وأضاف لـ"إيلاف"، أنه لا يعرف حتى الآن أسباب الإنفجار، مرحجاً أن يكون ناتجا عن قنبلة، وأضاف أن أحد الضحايا بترت رأسه، وأقطعت أصابع بعض المصابين، نتيجة الإنفجار.
قتلى ومصابون
وشهد اليوم العديد من الإشتباكات بين معارضي ومؤيدي الرئيس محمد مرسي، في محافظات الوجه البحري، لاسيما الإسكندرية، والغربية والبحيرة، وقتل ثلاثة أشخاص ينتمون إلى أنصار الرئيس محمد مرسي، واتهم حزب الحرية والعدالة فلول النظام السابق وجبهة الإنقاذ بالمسؤولية عن العنف وإراقة الدماء.
وقال في تقرير له عن أعمال العنف، حصلت "إيلاف" على نسخة منه: "خرج ملايين المصريين اليوم في مسيرات سلمية من مختلف محافظات مصر للتعبير عن تأييدهم للشرعية، ورغم التزام أعضاء حزب الحرية والعدالة بالسلمية التامة سواء من شاركوا في فعاليات مليونية الشرعية خط أحمر بميدان رابعة العدوية أو من تواجدوا أمام مقرات الحزب بالمحافظات، إلا انهم فوجئوا بالاعتداء عليهم بالأسلحة النارية وطلقات الخرطوش والسيوف وزجاجات المولوتوف من قبل بلطجية الحزب الوطني المنحل والمندسين تحت غطاء سياسي من جبهة الإنقاذ وحركة تمرد والأحزاب المحسوبة علي النظام البائد".
ولفت الحزب إلى أن "محافظات البحيرة والإسكندرية والقليوبية أشهدت على معدل للانتهاكات حيث قامت مجموعات من أعضاء حركة تمرد وفلول الحزب الوطني المنحل بحرق مقر الإخوان في سيدي جابر بالإسكندرية وإلقاء محتوياته في الشارع مستخدمين زجاجات المولوتوف الحارقة وطلقات الخرطوش". وفي القيوبية قام البلطجية بالتعرض لبعض أفراد حزب الحرية والعدالة أثناء توجههم إلي القاهرة للمشاركة في مليونية الشرعية خط أحمر. وفي أجا بالدقهلية اقتحم البلطجية المدججين بأسلحة آلية مقر حزب الحرية والعدالة مما تسبب في إصابة 40 من أعضاء الحزب؛ بل وتم حصارهم لاحقا في المستشفى. وفي شبراخيت بمحافظة البحيرة قام أعضاء تمرد وفلول الوطني المنحل بالاعتداء على مقر الإخوان بالسلاح الآلي وإصابة 5 من أعضاء الجماعة، واحراق واجهة الحزب، إلي جانب محاولات هؤلاء باقتحام المحلات والاعتداء على حرمات البيوت وممتلكات الأهالي بايتاى البارود وحوش عيسي بنفس المحافظة. وفي سمنود بالغربية اعتدى مجموعة من البلطجية على القيادي الإخواني والمرشح السابق لمجلس الشعب الدكتور متولي زكريا عبد الباسط أستاذ أمراض الباطنة بكلية طب بنها، وحاولوا اقتحام المنزل وحرقوا بالفعل محلات أسفل العقار وتصدى الأهالي لهم. وفي بلطيم بمحافظة كفر الشيخ اقتحم مجموعات من أعضاء حركة تمرد وجبهة الانقاذ مقر حزب الحرية والعدالة وحطموا أثاثه وسرقوا محتوياته كما تم الاعتداء علي محل يمتلكه الأستاذ مصطفي عفيفي أحد قيادات الحزب ببلطيم.
وأشار إلى أن هناك "نية مبيتة لتحويل التظاهرات الحالية إلى مرتع خصب للبلطجية والفاسدين التابعين للنظام البائد مستغلين حماسة شباب المعارضة بهدف جر البلاد إلي دوامة من العنف وعدم الاستقرار".
ودعا الحزب "قوى المعارضة بالمشاركة في العملية السياسية وخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بدلا من التحالف مع المخربين والبلطجية وأعضاء الحزب الوطني المنحل ورموز النظام البائد". وطالب الحزب الأجهزة الأمنية بالوقوف عند مسئولياتها الوطنية في حماية الأرواح والممتلكات الخاصة وفقا لما كفله ونص عليه الدستور والقانون.
واشنطن تسمح لقسم من موظفي سفارتها بمغادرة مصر
عمدت الولايات المتحدة مساء الجمعة الى تحديث التحذير من السفر الى مصر وسمحت لقسم من موظفيها الدبلوماسيين والقنصليين بمغادرة هذا البلد بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف بمصر، وذلك بعد تأكيد مصادر رسمية مصرية مقتل اميركي خلال صدامات جرت في الاسكندرية. (التفاصيل)
المعارضة تحمل الاخوان المسؤولية
من جانبها، ألقت المعارضة بالتهمة نفسها على النظام، رغم استنكارها للعنف، وقال التيار الشعبي بقيادة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، إنه يستنكر احراق بعض مقرات الاخوان المسلمين والحرية والعدالة، كما استنكر اللجوء للعنف، ودعا التحقيق الفوري مع المتسببين في هذه الحوادث، متهماً "النظام وأعوانه بافتعال هذه الاحداث لجر المتظاهرين المسالمين إلي العنف".
واشار إلى أن الرسائل القادمة من "منصة رابعة العدوية التي حولت التظاهر السلمي وكأنه مواجهة بين كفر والإيمان، وحذر "النظام من مواصلة سياسته التى ستجر البلاد الي دائرة العنف".
وخوفا من اعمال عنف وتدهور للوضع الامني قبل التظاهرات "المليونية" التي دعت اليها حملة "تمرد" والمعارضة للمطالبة باسقاط مرسي الاحد، في الذكرى الاولى لتوليه السلطة، انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.
الشرعية خطّ أحمر
وتحت شعار "الشرعية خط احمر" تجمع الجمعة عشرات الالاف من انصار الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها في الميدان المقابل لمسجد رابعة العدوية في منطقة مدينة نصر بشرق القاهرة واعلنوا انهم سينظمون اعتصاما مفتوحا في الحي الذي يبعد قرابة 5 كيلومترات عن قصر الاتحادية الرئاسي.
وفي كلمة القاها امام هذا الحشد، قال صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية ان "الداعين للانقلاب على الشرعية لا يريدون ديمقراطية ولا يريدون مصلحة الوطن ولا يريدون إلا الالتفاف على الشرعية والوصول إلى سدة الحكم".
واتهم القيادي في جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي في كلمة امام المتظاهرين مساء الجمعة جبهة الانقاذ بالتدبير لانقلاب على الشرعية.
وقال ان المعارضة الممثلة بحركة تمرد وجبهة الانقاذ الوطني تهدد بأنها "ستلقي القبض في 30 (حزبران) يونيو على محمد مرسي وتحاكمه وبانها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية الى رئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكل حكومة وانها ستقوم بحل مجلس الشورى (الذي يتولى حاليا السلطة التشريعية) وتعطل الدستور".
واضاف "هذا اسمه انقلاب ولن نسمح به ولو على رقابنا".
وتابع "الذين يظنون اننا سنخلي الميادين لكي يحاولون الظهور امام العالم وكأنهم ثورة ثانية نقول لهم لستم ثورة ثانية ولسنا نظام مبارك".
واكد البلتاجي ان الاسلاميين "لن يسمحوا بالانقلاب على الرئيس".
وكانت جماعة الاخوان والاحزاب السلفية المتحالفة معها اعلنت عن تنظيم هذا الاعتصام المفتوح استباقا لمسيرات وتظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو التي دعت اليها حملة "تمرد" والمعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة ومن بين هذه المسيرات واحدة اطلق عليها "الزحف الى الاتحادية".
وفي ميدان التحرير، رمز ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك تجمع الاف من معارضي مرسي واخذوا يهتفون "ارحل .. ارحل".
وفي الاسكندرية توفي متظاهر متأثرا بجراح اصيب بها بعد ظهر الجمعة اثناء اشتباكات بين انصار مرسي ومعارضيه، كما جرح 70 اخرون، في حين قتل اميركي في الاشتباكات، بحسب مدير امن الاسكندرية اللواء امين عز الدين.
وأكدت الولايات المتحدة ان مواطنا اميركيا قتل في الاسكندرية مساء الجمعة خلال صدامات دارت بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فنتريل في بيان "بوسعنا ان نؤكد ان مواطنا اميركيا قتل في الاسكندرية بمصر".
وكان مدير امن الاسكندرية اللواء امين عز الدين اعلن ان شابا أميركيا يعمل في المركز الثقافي الاميركي بالاسكندرية قتل في الصدامات "بينما كان يلتقط صورا".
والقتيل البالغ من العمر 21 عاما لم تعرف هويته حتى الساعة كما تضاربت الانباء حول ظروف مقتله، ففي حين اعلن مصدر في وزارة الصحة انه قتل بطعنة سكين، اكد مصدر طبي انه قضى بطلق خرطوش من سلاح صيد ناري.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مدير المستشفى الجامعي بالاسكندرية أسامة ابو السعود ان "مواطنا توفي متأثرا باصابته بطلق خرطوش (من بندقية صيد) عقب نقله للمستشفى الجامعي بالاسكندرية".
وقال رئيس مرفق الاسعاف في المدينة عمرو نصر لوكالة انباء الشرق الاوسط ان 70 شخصا اصيبوا في هذه الاشتباكات بعضهم حالته "حرجة".
وكانت مسيرة معارضة للرئيس المصري في منطقة سيدي جابر بشرق الاسكندرية تعرضت بعد الظهر لهجوم بطلقات خرطوش (من بنادق صيد)، بحسب مشاهد بثتها على الهواء مباشرة قناة الحياة المصرية الخاصة.
وبينما كانت القناة تبث مباشرة مشاهد المسيرة سمع دوى طلقات وشوهد متظاهرون يهرولون هربا من هذه الطلقات.
ووقعت بعد ذلك اشتباكات قام خلالها المتظاهرون المعارضون باشعال النيران في مقر حزب الحرية والعدالة (المنبثق من جماعة الاخوان المسلمين) ونقلت قنوات التلفزيون المحلية مشاهد ظهرت فيها سحب كثيفة من الدخان الاسود تتصاعد من المقر.
وشهدت العاصمة المصرية كذلك عقب صلاة الجمعة عددا من المسيرات المناهضة للرئيس الاسلامي انطلقت من ثلاثة ميادين رئيسية في احياء المهندسين (غرب) وشبرا (شمال) والسيدة زينب (وسط).
كما انطلقت تظاهرات للمعارضة في عدة محافظات في دلتا النيل من بينها المنصورة وبورسعيد والمحلة ودمياط والبحيرة والدقهلية حيث احرق المتظاهرون مقرا لحزب الحرية والعدالة في مدينة اجا.
وحمل هذا الحزب، الذي خرج منه الرئيس مرسي، اثنين من قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة هما محمد البرادعي وحمدين صباحي "شخصيا" مسؤولية اعمال العنف التي تشهدها مصر.
وفي بيان على صفحته على فيسبوك، قال حزب الحرية والعدالة انه "يحمل المسؤولية الكاملة" لاعمال العنف "لكل من حرض على العنف من قادة جبهة الانقاذ وحركة تمرد، كما يتحملها شخصيا كل من الدكتور محمد البرادعي والأستاذ حمدين صباحي".
واتهم الحزب البرادعي وصباحي "بقبول التحالف مع قادة الحزب الوطني المنحل الملطخة أيديهم بدماء الشهداء" الذين سقطوا ابان ثورة 2011.
من جهتهما، دان كل من البرادعي وصباحي في تغريدتين على توتير العنف واكدا ضرورة الالتزام ب "سلمية" التظاهرات.
وكانت حملة "تمرد" بدأت مطلع ايار/مايو الماضي في جمع توقيعات تطالب ب"سحب الثقة" من الرئيس وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر ان الحملة جمعت قرابة 16 مليون توقيع.
والتفت المعارضة المصرية حول حملة "تمرد" ودعت المصريين الى المشاركة في تظاهرات الثلاثين من الجاري.
ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الاخوان المسلمين الى السيطرة على كل مفاصل الدولة وبالفشل في ادارة البلاد.
بالمقابل يقول انصار الرئيس انه يملك شرعية أخذها من صناديق الاقتراع في انتخابات ديموقراطية، ويتهمون المعارضة بالقيام ب"ثورة مضادة" بهدف الاطاحة بمرسي في الشارع ومنعه من تغيير بعض المسؤولين المتهمين بانهم من بقايا عهد مبارك.
وجاءت دعوة حملة "تمرد" فيما تتفاقم الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ اسقاط مبارك اثر ثورة 25 كانون الثاني/يناير.
وادت هذه الازمة الى ارتفاع في اسعار السلع الاساسية وتكرار انقطاع الكهرباء وشح الوقود.
وبدأت اجواء التوتر تتصاعد منذ بضعة ايام، اذ قتل يومي الاربعاء والخميس اربعة اشخاص في اشتباكات في مدينتي المنصورة والزقازيق بدلتا النيل بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه.
وقال مصدر طبي في مستشفى المنصورة الدولي الجمعة لفرانس برس ان "عدد القتلى في اشتباكات المنصورة ارتفع الى ثلاثة بعدما توفي شخصان متأثرين باصابتهما بطلقات الخرطوش".
كما قتل شخص اخر مساء الخميس في اشتباكات اندلعت بين في الزقازيق بمحافظة الشرقية في دلتا النيل.
وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، على صفحته على فيسبوك ان "القتلى الاربعة ينتمون للاخوان المسلمين".
وكان وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي حذر الاحد الماضي من ان الجيش قد يضطر الى "التدخل لمنع الاقتتال الداخلي".