الحريري والسنيورة: صيدا ليست غوانتانامو وما حصل 14 شباط آخر
الجيش اللبناني سلم مسجد بلال بن رباح لدار الفتوى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استلم مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان مسجد بلال بن رباح من الجيش اللبناني، فأكد ثانية أن صيدا لا تخرج من كنف الدولة، بينما قال الرئيس فؤاد السنيورة إن صيدا ليست غوانتانامو، غامزًا من قناة الاعتقالات التي تحصل في المدينة.
بيروت: انتهت ظاهرة الشيخ أحمد الأسير في صيدا، والمدينة تعود شيئًا فشيئًا إلى هدوئها، بالرغم من التجاوزات التي ما زالت فعاليات المدنية تشكو من حصولها، كقيام عناصر من حزب الله باعتقال بعض الشبان ليلًا. واليوم السبت، جال مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان في مسجد بلال بن رباح في عبرا، يرافقه وفد من العلماء المسلمين، على أن تستلم دار الفتوى المسجد بعد انتهاء الجيش اللبناني من إزالة الألغام التي زرعها الأسير في محيطه، وتنظيف المنطقة.
وبعد جولته، أعاد سوسان التأكيد على وقوف صيدا والصيداويين في صف الجيش اللبناني، وعيشهم في كنف الدولة اللبنانية، و"ترحم على الشهداء الأبرار، شهداء صيدا الذين استشهدوا دفاعًا عن الوطن"، موجهًا التحية لشهداء الجيش اللبناني. كما أعلن استلامه مسجد بلال بن رباح، مؤكدًا إعادة فتح المسجد ليكون كمساجد صيدا التي علمت الناس الخير والوطنية والبطولة، مشيرًا إلى أن الشيخ محمد أبو زيد سيكون إمام المسجد الجديد.
وقال: "سنعمل مع المسؤولين لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة، وسنتابع موضوع المعتقلين ضمن الأصول المرعية الإجراء، فصيدا مع الدولة ومع سلاح الدولة فقط لا غير، ونحن مع مجتمع يسوده الأمن والاستقرار".
وأضاف سوسان: "خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتم الإفراج عن الكثير من المعتقلين"، مؤكدًا حرصه على كل المتدينين والمنقبين، ومرددًا أكثر من مرة: "لا سلاح إلا سلاح الشرعية".
وعلق سوسان على وقفة الغضب الصيداوية أمس الجمعة، فقال: "من الطبيعي أن يكون هناك غضب مما حصل، نتيجة الشقق والشهداء الذين سقطوا، وأطالب الدولة بأن تكون عادلة".
لسنا في غوانتانامو
وكان وفد من فعاليات صيدا، ضم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي وناشطين من المجتمع المدني، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، للبحث في أحداث صيدا الأخيرة. وبعد الزيارة قال السنيورة: "أننا نرفض رفضًا باتًا أي تعد على الجيش اللبناني من أي مصدر كان"، مذكرًا بالدور الذي لعبته صيدا حيث أثبتت انها حريصة على كرامتها وسلمها الأهلي ودورها في لبنان والعيش المشترك".
وأشار إلى ملاحظات كبيرة "ابديناها بكل صراحة ووضوح لقائد الجيش حتى لا يكون هناك أي أمور غير واضحة للجميع، لاسيما عندما تبين نتيجة ما جرى أن هناك تداخلا في العملية من قبل عناصر من غير الجيش كانت موجودة في مسرح العمليات وساهمت بعملية القصف على المدينة، وهذا الأمر نرفضه ونعلم أنه يؤدي إلى حالة من القهر لدى اللبنانيين ولدى الصيداويين"، موضحًا أن تحقيقًا شاملًا سيتم في هذا الإطار.
وتابع: "لا يزال هناك وجود لمراكز عسكرية وعمليات ومداهمات تقوم بها فرق حزبية كحزب الله وسرايا المقاومة، التي ترتكب ارتكابات كبيرة في حق الصيداويين، وصيدا لن تقبل بأن تكون مسرحًا لاستباحتها".
أضاف: "توصلنا إلى نتائج ايجابية حول تقديم لائحة بالمعتقلين والأشخاص الذين أفرج عنهم أو الجرحى والذين توفوا، لتهدئة خواطر الناس، فهناك كمية كبيرة جدًا من الغضب في صيدا وشعور هائل بالقهر وهو أمر خطير، والمطلوب هو الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وليس القبض على أي كان وينتهي الأمر بعمليات تنكيل وتعذيب كما شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحن رأينا أمورا يندى لها الجبين، فنحن لسنا في غوانتانامو".
14 شباط آخر
أما الحريري فقالت إن القضية ليست صيداوية، بل قضية وطنية بامتياز، وصيدا حاضرة لاستقبال المبادرات المدنية والأهلية، ولا تترك أي فراغ وإلا وتعبئه على مستوى صيدا وعلى مستوى كل لبنان".
وأكدت أن المحطة كانت قاسية، "دفعنا ثمنًا غاليًا جدًا، لكن إرادتنا قوية جدًا بأن تكون نموذجًا للاستقرار على مستوى صيدا وعلى مستوى الأرض اللبنانية، ولم آت لأقوم بسجال، أو لأرد على أي اتهامات، لدينا من الصدقية الكافية لنكمل طريقنا، ولم نساجل منذ البدء والآن لن نساجل، ويوم الأحد كان بالنسبة إلينا 14 شباط مرة أخرى، لأن البلد كله مهدد وليس صيدا فقط".
وتمنت الحريري على الإعلاميين أن يعودوا إلى صيدا، "كي نعود ونقدم وإياكم لكل الناس كيف تُبنى المناطق المنكوبة، والمناطق التي تعرضت من دون إرادة أهلها للظلم الذي عاشته المدينة على مدى أكثر من سنة".
وإذ أعلنت أن الهيئة العليا للإغاثة تقوم بواجباتها، وتم إعطاء الأمر لإجراء عملية مسح للأضرار، قالت: "لن ننتظر أحدًا، لدينا مبادرات أهلية، سنعمّر نحن وأهلنا ونحن والشباب، والنداء موجه إلى كل لبنان، من يريد أن يأتي ويساعدنا فأهلًا وسهلًا به، نريد أن نعمر وأن نعيد المنطقة أجمل مما كانت، وأن يعود الأهالي ويعيشوا في استقرار".