أخبار

تساؤلات تتجدد حول شعبيته ومدى قدرته على إنهاء المشكلة الكردية

الاحتجاجات في تركيا تعرقل طموحات أردوغان المستقبلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما زالت الأوضاع في تركيا تحظى باهتمام الصحافة ووسائل الإعلام، ورغم تراجع حدة الاحتجاجات في البلاد، إلا أن تقارير رأت أن التظاهرات التي غمرت البلاد منذ 31 من الشهر الماضي جاءت لتثير العديد من التساؤلات بخصوص مستقبل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ومنها: هل تراجعت شعبيته بشكل لا يمكن إصلاحه؟، هل مازال بمقدوره الترشح على منصب الرئيس العام المقبل؟. والأهم كيف أثرت الأحداث الأخيرة هذه على جهوده الجريئة لحلّ المشكلة الكردية التي طال أمدها؟.

ربما جاءت الإجابة عن تلك التساؤلات على لسان صلاح الدين دميرتاز رئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي، الذي أكد لصحيفة ميلليت التركية اليومية أن المحادثات التي تمت بين الحكومة والزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان باءت تقريباً بالفشل.

وتحدث دميرتاز كذلك عن وحشية الشرطة تجاه المتظاهرين قائلًا: "في وقت كان يتوقع أن تأخذ فيه خطوات إلى الأمام، كشفت الحكومة عن وجهها الصارم والاستبدادي للناس".

مخاوف كردية
وبدأت تطفو على السطح تخوفات من أن يدير أردوغان ظهره للأكراد، بعد عودته إلى الكليشيهات القومية خلال المسيرات المؤيدة للحكومة. هذا وكانت مشاركة حزب السلام والديمقراطية، القَلِق من استعداء أردوغان، رمزية إلى حد كبير في الاحتجاجات الأخيرة. بل وكان يردد دميرتاز كذلك ما تقوله الحكومة إن المتآمرين الساعين إلى القيام بانقلاب والقوميين المتطرفين هم المسؤولون عن تلك التظاهرات الاحتجاجية.

لكن مع بدء انتشار مشاعر الغضب بين العامة، بدأ الأكراد يميلون تجاه المتظاهرين. وذهب مراد كارايلان، وهو قائد في حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، الذي يخضع لسيطرة الأكراد، إلى اقتراح احتمال إنهاء هدنة مدتها ثلاثة أشهر، لأن تركيا تُحضِّر لحرب.

ونقلت مجلة ذا إيكونوميست البريطانية في هذا الإطار عن محمود كايا، وهو باحث كردي، قوله: "ما كشفت عنه الاحتجاجات الأخيرة هو أن الأكراد لم يعودوا بحاجة إلى أسلحة لكي تُسمَع أصواتهم. فبوسعهم الآن أن يشنّوا كبرى التظاهرات في الشارع".

وأشارت الصحيفة إلى أن الخوف من أن ينضم الأكراد إلى المتظاهرين الأكراد دفع بأردوغان إلى أن يقوم بمجموعة من الخطوات. ونوّه دميرتاز في هذا السياق بأن الحكومة ستعلن عن سلسلة من الإصلاحات، التي من بينها إدخال مجموعة من التعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب وتحسين الأوضاع بالنسبة إلى أوجلان في محبسه.

ترويج لنظرية المؤامرة
وبينما نتج من ذلك إحياء محادثات السلام بين الطرفين، فإنه قد تم أيضًا تجنب أزمة أخرى، لكنها هذه المرة مع الاتحاد الأوروبي. حيث تم الاتفاق أخيرًا على فتح "فصل جديد" في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، بعد توقف استمر على مدار ثلاث سنوات. وأعلن أيضًا عن أن ذلك سيتم خلال الخريف المقبل، بعد أن تجري الانتخابات الألمانية.

مع ذلك، فإن ذلك كله لم يهدئ من ورع صايفي ساريسولوك، التي فقدت ابنها بعد إطلاق الشرطة الرصاص عليه أثناء الاحتجاجات في تركيا، حيث حمّلت أردوغان مسؤولية وفاة ابنها، بينما زاد هو الطين بلة بإشادته بـ "البطولة الملحمية" لقوات الشرطة، من دون أن يتطرق من قريب أو من بعيد إلى الضحايا الذين سقطوا في تلك الاحتجاجات.

وتروّج الحكومة التركية الآن عبر مقطع مصور بعنوان "اللعبة الكبرى" لرؤيتها للأحداث، والتي تحاول أن تدعم من خلالها فكرة المؤامرة العالمية المحاكة ضد أردوغان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف