الرئاسة تشدّد على ضرورة الحوار لحلّ الأزمة
المصريّون إلى الشوارع... لإسقاط مرسي أو لدعمه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احتشد عشرات الألوف من مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي في أنحاء مصر في مظاهرات قد تحدد مستقبل البلاد بعد نحو عامين ونصف العام من إسقاط الشعب حاكمه المستبد حسني مبارك وبدء نظام ديمقراطي أصابته الخلافات السياسية بالشلل.
القاهرة: قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ايهاب فهمي في مؤتمر صحافي الاحد ان الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الازمة الراهنة في البلاد، ليتزامن كلامه مع تظاهر مئات الالاف من المصريين في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس محمد مرسي.
واكد فهمي ردا على سؤال حول سبل حل الازمة الراهنة "الحوار هو السبيل الوحيد" مضيفا "لا سبيل الا ان يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيان للتوصل الى تفاهمات مشتركة".
واضاف "الرئيس منفتح على حوار وطني حقيقي وجاد مع كافة الاحزاب السياسية والقوى الوطنية للتوصل الى توافق وطني حقيقي يخرج البلاد من وضع الاستقطاب الحالي".
وتمتلئ شوارع العاصمة المصرية وعدة محافظات اخرى من بينها خصوصا الاسكندرية والمنصورة بمئات الالاف من المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الرئيس المصري وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وطالب آلاف المتظاهرين المعارضين للرئيس محمد مرسي الاحد باستقالته، فيما واصل انصاره الاحتشاد في ميدان رابعة العدوية بشمال القاهرة، مما يثير مخاوف من وقوع اعمال عنف.
وفي ميدان التحرير في قلب القاهرة، الذي كان بؤرة الثورة التي اطاحت بحسني مبارك عام 2011، تدفق آلاف المتظاهرين وهم يلوحون بأعلام مصر فيما كانت ميكروفونات تذيع اناشيد واغنيات وطنية.
وهتف المتظاهرون: "الشعب يريد اسقاط النظام" و"ارحل .. ارحل"، بينما رفع آخرون بطاقات حمراء على غرار بطاقات طرد اللاعبين في مباريات كرة القدم للمطالبة بمغادرة مرسي المتهم باعلاء مصلحة جماعة الاخوان المسلمين على مصالح المواطنين.
وتمهيداً لهذه التظاهرات التي تنظم في ذكرى مرور سنة واحدة على تولي مرسي مهامه، نصب المتظاهرون خيامًا في ميدان التحرير، حيث يعتصم نشطاء منذ يومين.
ويواصل مؤيدو الرئيس المصري من جهتهم اعتصامهم امام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة معلنين اصرارهم على الدفاع عن "شرعية مرسي".
وبدأ المتظاهرون المعارضون للرئيس مرسي التجمع في عدة محافظات من بينها الاسكندرية السويس والمحلة وبورسعيد والمنوفية، بحسب مشاهد حية بثتها قنوات التلفزيون المحلية.
وتحسبًا لمواجهات محتملة انتشرت قوات الجيش والشرطة لتأمين المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة وخصوصًا قناة السويس.
واعلنت الشرطة المصرية بعد ظهر الاحد القبض على عدة اشخاص وبحوزتهم اسلحة في القاهرة والاسكندرية والسويس والسلوم، فيما تشهد مصر تظاهرات معارضة ومؤيدة لمرسي.
وفيما ادت الاشتباكات بين الطرفين الى سقوط ثمانية من بينهم مواطن اميركي الاسبوع الماضي، اكد الجيش أنه يبقى ضامنًا للاستقرار في البلاد وحذر وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الاحد الماضي من أن القوات المسلحة قد تضطر للتدخل "لمنع اقتتال داخلي".
ونشرت حملة تمرد، التي اطلقت الدعوة الى هذه التظاهرات قبل شهرين وأحزاب المعارضة التي التفت حولها، "خريطة مسيرات" الاحد التي ستتجه في القاهرة الى ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي، كما اعلنت عن مسيرات وتظاهرات في مختلف محافظات مصر.
واعلنت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس مرسي، والاحزاب الاسلامية المتحالفة معها، مساء السبت "النفير العام" أي التعبئة العامة "في صفوف شبابها"، كما اعلنت تنظيم تظاهرة "مليونية" الاحد في ميدان رابعة العدوية الذي يبعد قرابة خمسة كيلومترات تقريبًا عن قصر الاتحادية الرئاسي.
والسبت اعلنت تمرد أنها جمعت اكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ودعا المتحدث باسم الحملة محمود بدر ملايين الموقعين على استمارة "تمرد" الى النزول الى الشارع، مؤكداً أن توقيعاتهم لن تكون لها قيمة كبيرة "من دون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني"، في اشارة الى التصميم على البقاء في الميادين حتى تحقيق الهدف من الحملة.
وتزامن انتشار حملة تمرد مع تصاعد الغضب الشعبي في البلاد الذي غذته أزمة اقتصادية متفاقمة انعكست على الحياة اليومية للمصريين في صورة ارتفاع في الاسعار وانقطاع متكرر للكهرباء وازمات في الوقود.
وبث محمد البرادعي احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة مساء الاحد شريط فيديو قصيراً دعا فيه المصريين الى المشاركة في التظاهرات "السلمية"، وطالب الرئيس مرسي بـ"الاستماع الى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة".
وصباح الاحد صدرت صحيفة التحرير القريبة من المعارضة وعلى صفحتها الاولى كلمة واحدة بخط عريض "ارحل" بينما عنونت صحيفة الشروق المستقلة "مهلة الجيش انتهت والقوات في انتظار تعليمات السيسي" ، في اشارة الى الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الاسبوع الماضي بالتوصل الى وفاق وطني قبل الثلاثين من حزيران/يونيو.
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في ادارة الدولة وبأنه يسعى الى "اخونة" كل مفاصلها كما تتهمه بـ"الاستبداد" منذ أناصدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 اعلانًا دستوريًا اثار ازمة سياسية كبيرة في البلاد.
ويرد انصار الرئيس مؤكدين أن المعارضة ترفض احترام قواعد الديموقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين اياها بأنها تريد "الانقلاب على الشرعية".
ميدان التحرير يرفع "الكارت الاحمر"
لوح آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير ببطاقات كرة قدم حمراء كتب عليها "ارحل" للرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي، فيما عادت روح ومظاهر ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 الى الميدان.
وهتف المتظاهرون: "الشعب يريد اسقاط النظام"، وهو الهتاف الاشهر الذي رفعه المتظاهرون في الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ومهدت الطريق لتولي مرسي حكم البلاد.
ورفع عشرات من المتظاهرين البطاقات الحمراء وهتفوا "ارحل ارحل".
ويطلق عشرات المتظاهرين ابواق آلة الفوفوزيلا (آلة تستخدم في مدرجات كرة القدم) بشكل احتفالي وتباع اعلام مصر في كل مكان في الميدان، بينما تذيع ميكروفونات أغاني وطنية ترج الميدان.
ورغم ان المركز الرئيسي المعلن للتظاهرات التي من المفترض أن تنطلق في الخامسة عصرًا هو محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، الا أن التحرير ظل قبلة التظاهرات تمامًا كما كان قبل 30 شهراً، حين اسقط اعتصام دام 18 يومًا حكم الرئيس المصري السابق.
ويقول النجار ابراهيم حمودة القادم من مدينة دمياط في شمال البلاد: "هذه هي الثورة الثانية والتحرير رمز الثورة.. الثورة عادت لبيتها وستنطلق منه".
وانتخب مرسي كأول رئيس مدني في تاريخ البلاد في حزيران/يونيو 2012، لكنّ المتظاهرين يتهمونه بخيانة اهداف الثورة وبمحاولة تكريس السلطة في يد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
وفي كافة ارجاء الميدان، علق المتظاهرون صوراً لمرسي وضعت عليها علامة X حمراء، كما نظم آخرون معارض لصور تمثل عامًا من حكم مرسي في عدة اماكن في التحرير.
واستبدل المتظاهرون صور رموز نظام مبارك التي رفعوها قبل عامين بصور لرموز جماعة الاخوان المسلمين. ووضعت صور مناهضة للمرشد العام للاخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وقادة الجماعة مثل محمد البلتاجي وعصام العريان وعليها علامات x حمراء.
وقال السائق محمد سمير الذي جاء من المنصورة "انا هنا لأن مرسي الذي رشحته في الانتخابات خدعني ولم ينفذ وعوده"، وتابع "سنحرر مصر مجددًا من التحرير".
وقال الطالب حسام احمد الذي وضع رابطة سوداء كتب عليها "ارحل يا مرسي": "انا رشحت مرسي لكنه اثبت انه ليس رئيسًا لكل المصريين. لا اراه الآن رئيسًا شرعيًا لمصر".
وتعالى هتاف "مرسي يا ابو وشين.. قسمت البلد اتنين"، في اشارة الى حالة الانقسام الحاد بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري.
ولكن اجواء حماسية ومبهجة تخيم على ميدان التحرير حيث يبدو المتظاهرون واثقين من قدرتهم على تحقيق مطالبهم.
ويقول المحاسب امير عبد الله "كلنا هنا مصريون. هذا وقت وحدة بلا أي تصنيف".
وقال مدير التسويق محمد عبد الوهاب الذي حضر للتحرير برفقة أسرته "جئت الى هنا لأن الاخوان لم يكملوا ثورتنا واصروا على اخونة الدولة"، وتابع "التحرير هو الاصل".
ويتحايل المتظاهرون على الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بوسائل مختلفة فاستخدم بعضهم بخاخات صغيرة لتلطيف الاجواء الحارة بينما وضع منظمو التظاهر مظلات بيضاء بخطوط زرقاء في قلب الميدان استظل تحتها عشرات المتظاهرين.
كما شيدت عشرات الخيام البيضاء التي يمضى فيها عشرات المعتصمين ليلتهم منذ الاربعاء.
وانتشرت حول الميدان لجان تأمين يقف فيها شباب يرتدون سترات فسفورية ويقومون بتفتيش الداخلين للميدان حرصاً منهم على الحفاظ على سلمية التظاهرات وخوفاً من اختراقها من قبل أي اشخاص يحملون سلاحًا.