يشاركون بقوة في الاحتجاجات لإسقاط مرسي والإخوان
أنصار نظام مبارك... فلول الأمس ثوار اليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يحظى أنصار النظام السابق في مصر، ومن يعرفون بـ"أبناء مبارك"، بتواجد قوي وكثيف في مظاهرات اليوم، التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وبنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين. وتحوّل من يوصفون بـ"فلول الأمس" إلى "ثوار اليوم".
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أعلن مؤيدو الرئيس السابق عن مشاركتهم في تظاهرات اليوم بصراحة، فرفعوا صورًا لحسني مبارك في ميدان التحرير، وقاد بعضهم مظاهرات بشكل علني للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، ومنهم معتز الشاذلي، نجل كمال الشاذلي، أحد أقطاب النظام السابق، الذي توفي قبل اندلاع الثورة بأشهر قليلة، وعبد الرحيم الغول، الذي وصف بأنه زعيم الفلول في الصعيد.
فيما يقود الإعلام توفيق عكاشة، المعروف بانتمائه وولائه لنظام السابق، يقود تظاهرات واعتصامات أمام وزارة الدفاع منذ نحو أسبوعين للمطالبة بانقلاب الجيش على مرسي.
نحن السابقون وأنتم اللاحقون
تحمل مظاهرات اليوم في طياتها ملامح انتقامية من أنصار النظام السابق ضد النظام الحالي، لاسيما بعدما احتضنت المعارضة "الفلول".
ودعا الدكتور محمد البرادعي إلى انخراطهم في الحياة السياسية مرة أخرى. ولم تكن التغريدة التي كتبت على صفحة الحزب الوطني المنحل، الحزب الحاكم سابقًا على صفحته في موقع توتير، إلا تأكيدًا على أن الفلول "ينتقمون".
وجاء في تلك التغريدة للصفحة التي توقفت منذ أكثر من عامين ونصف عام: "نحن السابقون وأنتم اللاحقون"، في رسالة واضحة إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تعرّضت مقارها للحرق، وتعرّض عدد من أنصارها للقتل والإصابة أثناء المظاهرات المندلعة ضد الرئيس محمد مرسي منذ أيام عدة.
مبارك ثائرًا في التحرير
ويحشد أنصار النظام السابق، الذين استطاعوا الذوبان أو الانصهار في أوساط المعارضة والتيارات الثورية، ضد نظام حكم الإخوان، لإسقاطه، لاسيما أنهم يحمّلون الجماعة المسؤولية المباشرة عن إسقاط نظامهم في ثورة 25 يناير، ويتهمونها بإحراق أقسام الشرطة، ومقار الحزب الوطني المنحلّ، وفتح السحون وتهريب السجناء، خاصة أعضاء حركة حماس وحزب الله اللبناني.
وظهرت صور الرئيس السباق حسني مبارك، علانية في ميدان التحرير، على مدار الأيام الماضية، قبل أن يتنبه الثوار إلى ذلك، ويطالبون بعدم رفعها، حتى لا تتم الإساءة إلى الثورة، وحتى لا توصف بأنها "الثورة المضادة".
حضور سليمان وشفيق
صور مبارك الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، مازالت تباع في الميدان، لاسيما الصورة الصغيرة، والميداليات التي تحمل صورهم.
وقال محمد فتحي، بائع متجوّل في ميدان التحرير لـ"إيلاف"، إنه مضطر لبيع صور مبارك ورموز النظام السابق، مشيرًا إلى أن هناك إقبالًا عليها، بعدما كان الإقبال في السابق على شراء صور محمد مرسي لشهور عدة بعد فوزره بالانتخابات الرئاسية.
وأضاف أن صور الرئيس جمال عبد الناصر حاضرة في جميع الفعاليات، وتباع باستمرار في أية مظاهرات في الميدان. ولفت إلى أن الرواج في مظاهرات لإسقاط مرسي، هي لصور مبارك، ونبه إلى أن بعض الثوار تهجموا عليه، بسبب عرض صور وبوسترات كبيرة لمبارك، منذ عدة أيام، مشيرًا إلى أنه أوضح لهم أنه يكره مبارك ونظام حكمه، ويتمنى ألا يعود مرة أخرى، لكن "أكل العيش مر".
ولفت إلى أن الميدان يشهد الآلاف من أنصار النظام السابق، وهؤلاء يقبلون على شراء صوره هو وعمر سليمان وشفيق، بل وصور توفيق عكاشة أيضًا. ونبه إلى أنه الآن يبيع الميداليات التي تحوي صورًا لهؤلاء فقط.
تجلى الظهور العلني لقوى النظام السابق، عندما قاد معتز الشاذلي، نجل الراحل كمال الشاذلي، أحد أقوى رجال النظام السابق، الذي توفي قبل الثورة بأشهر قليلة، مظاهرات، ضمت الآلاف من الأشخاص في مدينة الباجور في محافظة المنوفية، ضد نظام حكم الرئيس محمد مرسي، وهتف المتظاهرين فيها: ''يا مرسي يا مرسي رجالة الشاذلي أهما"، "نام وارتاح يا كمال واحنا نرد على الخرفان"، "الشعب يريد إسقاط النظام''.
لا للإخوان ولا لمبارك
بعض القوى الثورية تدرك جيدًاً أن أنصار النظام السابق يحاولون الانصهار بينهم، من أجل الانتقام من الإخوان، أو إحياء نظامهم. وقال أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، "إن هذه الثورة ستظل نقية أبية على أي متسلق أو انتهازي. وأضاف في تصريح له تلقت إيلاف نسخة منه: "لن نسمح أبدًا بأن يعود أبناء مبارك أو أن يعود إلى الواجهة العسكريون، الذين تحتاجهم مصر فقط في ثكناتهم وعلى ثغور وطنهم".
وتابع قائلًا: "إننا على موعد للتمكين الشعبي، موعد للتأكيد على أن بقاء أي رئيس لمصر مرهون فقط باستكمال الثورة وأهدافها، على موعد مع إعادة مطالبنا إلى مقدمة الصورة، في أجور عادلة ووظائف وإعادة توزيع الثروة، في القصاص والحريات، في الكرامة الإنسانية والوطنية معًا، إننا في سبيل ذلك نعلن التزامنا بالعمل الشعبي السلمي حتى يحقق الشعب آماله وطموحاته".
ونبه ماهر إلى أن "الثورة لم تقم في يناير/كانون الثاني على مبارك أو رجاله فقط، ولكنها كانت ثورة على الظلم والقهر واﻹفقار والتهميش والتبعية والهوان، وأنها لم تنجح حين سقط رأس النظام، أو حين أودع السجن بعض من أقطابه، بل كان ذلك مجرد بداية لنضال ثوري ممتد، نضال ثوري يرفع راية التغيير الشامل لمنظومة عميقة من الفساد البيروقراطي، والرأسمالية الطاحنة، والنخبة الزائفة"، مشيرًا إلى أن هذا النضال "لن يتوقف في مواجهة رأس للنظام نفسه، حتى لو استتر خلف زيّ عسكري، وما كان له أن يتوقف مع رأس للنظام نفسه ولو تنكر بقشور الدين".
غطاء المعارضة
المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قال إن حزبه لن يشارك في أية فعاليات يستخدم فيها بلطجية نظام مبارك العنف. وقال: تعلن "مصر القوية" أنها لن تشارك في أي فاعليات شعبية تتعاون مع بلطجية مبارك بغطاء من بعض فصائل المعارضة بهدف إسقاط النظام الشرعي بالقوة أو إحداث فوضى تؤدي إلى انقلاب عسكري"، لكنه دعا في الوقت نفسه الرئيس مرسي إلى أن "يقوم كرئيس مسؤول دستوري عن أمن البلاد بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة".
وهم كبير
جماعة الإخوان المسلمين تدرك جيدًا أيضًا أن النظام السابق إستطاع التسرّب إلى حركات وأحزاب المعارضة، ويقود حربًا لا هوادة فيها لإسقاط نظامها، والعودة بالثورة إلى عصر مبارك، لاسيما أن هناك حالة من السخط على أداء الجماعة أو الرئيس محمد مرسي، وغالبًا ما يعقد المصريون مقارنات بين عصر مبارك وعهد مرسي، وتأتي المقارنة لمصلحة مبارك، لاسيما في ظل تفشي الأزمات، ومنها إنقطاع الكهرباء، والمياه، وأزمة المحروقات، إضافة إلى الفوضى وحالة الإنفلات الأمني، والبطالة، وتدهور قطاع السياحة، الذي يعمل فيه ما يزيد على خمسة ملايين شخص، جميعهم على ولائهم لنظام حسني مبارك.
مرسي شخصيًا، أفاض في الحديث عن فلول النظام السابق، وانخراطهم في المعارضة، ومحاولة القفز على الثورة والانتقام من نظام حكمه، واستحوذ الحديث عن رموزهم على مساحة كبيرة من خطابه بمناسبة مرور العام على حكمه. وقال: "لم يدخر أعداء مصر جهدًا لوأد التجربة الديمقراطية بالبلطجة والعنف، ومعروف أن المستفيدين من النظام القديم عز عليهم أن يروا أهلها وجيشها وشرطتها متحدين مع بعض".
وأضاف: "أحمد شفيق فيه قضية عليه، ومطلوب للعدالة، لكنه مقيم في الخارج، ليحرّض على قلب نظام الحكم، وهي جريمة، وبعض الناس اللي هنا بيروحوا يقعدوا معاه وكأنه من ملهمي الثورة". واتهم مرسي المعارضة بالتحالف مع النظام السابق. وقال: " "أقدّر أن تنافس المعارضة من خلال الآليات الديمقراطية، لكنني أربأ بها أن تشارك بغير قصد في الانقضاض على الثورة أو التحالف مع أعدائها". وأشار مرسي في حديث آخر إلى أن "إعادة إنتاج النظام السابق وهم كبير".
من جانبه، يستنكر الناشط السياسي والكاتب الصحافي، وائل قنديل، هذا التحالف، ويقول: "هناك تعاون حدث بين الميدان والفلول لإزاحة نظام الرئيس مرسي". وأضاف في مقال له: ''إن استدعاء الميدان للفلول على طريقة (عدو عدوي صديقي ولو كان عدوي) لا يصح أن يكون أمرًا حتميًا لمواجهة الإخوان، لأن ذلك ينقل الميدان من كونه المدينة الفاضلة للثورة، إلى مجرد ملعب انتخابي أو ساحة سياسية تعتمد قوانين السوق ومهارات البيع والشراء والصفقات''.
الشعب لن يسمح
الإخوان يرون أن النظام السابق حاضر في كل الفعاليات الإحتجاجية ضد مرسي. وقال الدكتور فهمي عبده، عضو حزب الحرية والعدالة، لـ"إيلاف"، إن هناك مساعي ومخططات لإعادة إنتاج النظام السابق، مشيرًا إلى أن النظام السابق مازال يسيطر على مفاصل الدولة، ولديه أنصار متنفذون في أجهزة الدولة، لاسيما الأجهزة الأمنية.
ولفت إلى أن هؤلاء إستطاعوا التحالف مع بعض قوى المعارضة، واتحدت مصالهم في القفز على الشرعية، وإسقاط الرئيس محمد مرسي، عبر استخدام البلطجة والعنف. وأشار إلى أن الشعب المصري لن يسمح لهذا التحالف الشرير بأن ينقض على الشرعية.
جزء من الشعب
لكن الدكتور محمد البرادعي، المعارض البارز، دعا إلى "احتضان ملايين المصريين الذين كانوا أعضاء في الحزب الوطني في عهد الرئيس السابق حسني مبارك مع محاكمة من ارتكبوا جرائم"، مشيرًا إلى أن "كلمة فلول صارت من الماضي".
أما أنصار النظام السابق وأقطابه فيرون أن المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام حكم الإخوان، ليست إلا ثورة شعبية، يشارك فيها الشعب المصري كله، بمن فيه من يطلق عليهم "الفلول". وقال حيدر بغدادي، عضو الحزب الوطني المنحل سابقًا، لـ"إيلاف"، إن ثورة 30 يونيو، هي ثورة للشعب المصري كله، مشيرًا إلى أنه لا أحد يستطيع إقصاء الملايين من أبناء الحزب الوطني المنحل من المشاركة فيها من أجل إسقاط حكم الإخوان الاستبدادي، الذي فرّق المصريين، على حد قوله.
وأضاف أن العديد من أعضاء وقيادات تحالف نواب الشعب برئاسته، وحزب الحركة الوطنية برئاسة الفريق أحمد شفيق، يشاركون في المظاهرات ضد حكم الإخوان، ويطالبون بإسقاط الرئيس محمد مرسي، مع كل أبناء الشعب المصري.