أخبار

متشددو الليكود حجر عثرة أمام دفع المفاوضات برفض الدولة الفلسطينية

كيري ودّع الإقليم: لن نتقيّد بجداول زمنية زائفة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ختم وزير الخارجية الأميركي جون كيري مهمة دبلوماسية مكوكية الأحد من دون التوصل إلى اتفاق على استئناف محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، لكنه قال إنه جرى تضييق هوة الخلافات، أكد أنه سيعود إلى المنطقة قريبًا.

نصر المجالي: قال كيري، الذي توجّه إلى آسيا، إن الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) يتحليان بالصدق إزاء إيجاد وسيلة لإحراز تقدم. وأضاف قبل توجّهه إلى آسيا "لن نتقيّد بجداول زمنية زائفة. هذا خطأ كبير".

وقد أبقى كيري على ممثلين لوزارة الخارجية في المنطقة لمواصلة الاجتماعات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمتابعة بحث القضايا، التي طرحت خلال خامس زيارة له للمنطقة منذ توليه المنصب.

ويبدو أن إحدى المشاكل، التي تواجه مهمة كيري، تتركز في الملعب الإسرائيلي، ليس لجهة الاستيطان وحسب، بل لتصاعد قوة جناح المعارضين لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

ويحرص كيري على بدء محادثات سلام جديدة، قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي رفعت مرتبة الفلسطينيين إلى دولة غير عضو بصفة مراقب. وتعقد الدورة الجديدة للجمعية العامة في سبتمبر/أيلول.

خشية من سبتمبر
ويخشى كيري ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من أن يستغل الفلسطينيون اجتماع الجمعية العامة - في غياب محادثات سلام مباشرة - كنقطة انطلاق يقطعوا خلالها خطوات جديدة للحصول على اعتراف بدولتهم.

وأضاف كيري في مؤتمر صحافي في مطار تل أبيب قبل سفره "أقول لكم إن تقدمًا حقيقيًا أحرز خلال هذه الجولة. وأعتقد أنه مع بذل المزيد من الجهد، فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد".

وقال من دون الخوض في التفاصيل "بدأنا بخلافات كبيرة للغاية، ونجحنا في تضييقها بدرجة ملموسة. نحرز تقدمًا، وهذا هو المهم، وهذا ما سيجعلني أعود إلى هنا".

والتقى كيري على مدى أربعة أيام مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر من مرة وعلى نحو منفصل، بغية التوصل إلى صيغة لاستئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ أواخر عام 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

احتمال عودة وشيكة
وقال وزير الخارجية الأميركي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبا منه "العودة إلى المنطقة قريبًا". وأضاف "هذه دلالة على أنهما يشاركاني تفاؤلي المشوب بالحذر".

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه تحقق بعض التقدم، لكن "لم يحدث أي اختراق في جولات الوزير كيري لإنقاذ عملية السلام واستئناف المفاوضات".

وكان نتانياهو دعا عباس مرارًا إلى العودة إلى المفاوضات. لكنه رفض طلب عباس أن توقف إسرائيل أولًا التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه، إن عباس يسعى إلى الإفراج عن عشرات الفلسطينيين، الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون إسرائيلية. وأضاف أن نتانياهو يرى أن تجري مناقشة المسألة بعد استئناف المفاوضات.

وقال نتانياهو لمجلس وزرائه بعد محادثات مع كيري على مدى ست ساعات خلال الليل "إسرائيل مستعدة للدخول في مفاوضات من دون تأخير ومن دون شروط مسبقة. لا نضع أي عراقيل أمام استئناف محادثات الوضع النهائي في إطار اتفاق سلام دائم بيننا وبين الفلسطينيين".

كان عباس صرح بأنه لا بد أن يجمد نتانياهو البناء الاستيطاني ويعترف بحدود الضفة الغربية قبل عام 1967 كأساس لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية حتى يمكن استئناف المحادثات.

وترفض إسرائيل، التي تريد الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بموجب أي اتفاق للسلام، هذه الشروط، وتعتبرها شروطًا مسبقة. وتقول إن قوات الأمن لا يمكنها الدفاع عن حدود ما قبل 1967.

تشدد الليكود
إلى ذلك، فإنه يبدو أن المتشددين في حزب الليكود الأوفر حظًا لانتزاع زعامة أكبر حزب في اليمين الإسرائيلي في انتخابات داخلية تجري الأحد، وكبح جماح أي نية بتقديم تنازلات من جانب رئيسهم بنيامين نتانياهو للفلسطينيين.

وحسب تقرير لـ "أ ف ب"، فإن قوة جناح المعارضين لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تتصاعد، وبين هؤلاء نائب وزير الدفاع داني دانون، الذي يتوقع أن يفوز برئاسة اللجنة المركزية لحزب الليكود، التي تضم 3600 عضو، في الانتخابات التي تجري مساء الأحد في تل أبيب.

ودانون (42 عامًا) هو أحد قادة جناح لوبي المستوطنين، ويتمتع بشعبية كبيرة في الحزب، ما دفع نتانياهو إلى عدم الترشح ضده خوفًا من الهزيمة، بحسب وسائل الإعلام. لكن نتانياهو سيبقى رئيسًا للحزب.

ومن المتوقع فوز عضوين آخرين في الجناح المتشدد من الليكود لقيادته، هما نائب وزير الخارجية زئيف ألكين، الذي سيصبح رئيس المكتب السياسي لليكود، المسؤول عن القضايا العقائدية على الأرجح، والنائبة ميري ريغيف، التي قد تتولى الأمانة العامة للحزب.

وأكد دانون، الذي يتوقع معلقون أن يكون خليفة محتملًا لنتانياهو، للإذاعة، أنه لا يطمح إلى ذلك، بدون إخفاء خلافاته مع نتانياهو.
وقال إن "رئيس الوزراء ليس لديه منافس في الليكود، لكن يحق لنا أن تكون هنالك خلافات مبدئية وأيديولوجية". وأضاف "هناك أشخاص يفكرون مثلي في ما يتعلق بحل الدولتين".

وكان دانون أحرج نتانياهو عندما أعرب في أوائل حزيران/يونيو عن شكوكه إزاء جدية الحكومة في ما يتعلق باتفاق سلام مع الفلسطينيين، يقوم على إقامة دولة فلسطينية. وقال دانون أخيرًا "لم يحصل أبدًا نقاش داخل الحكومة أو قرار أو تصويت حول حل الدولتين".

وأضاف إنه في حال طرح هذا الحل للتصويت، فإن "غالبية وزراء الليكود ستكون ضده، ومثلهم البيت اليهودي"، في إشارة إلى الحزب القومي اليميني المتطرف المشارك في الحكومة والمؤيد للاستيطان.

شكوك
وأعرب زئيف ألكين عن شكوكه من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، محذرًا في الوقت عينه من أن أي ضوء أخضر قد يمنحه نتانياهو لإقامة دولة فلسطينية، قد يؤدي إلى "شرخ عميق في الليكود"، في إشارة واضحة إلى إمكانية الانقسام.

وأشار دانون إلى أنه في حال تمكن نتانياهو من الجلوس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "يتوجب عليه الحصول على ثقة الحزب والشعب من خلال الانتخابات أو استفتاء". وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أنه سيلجأ إلى استفتاء شعبي في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، في الوقت الذي يحاول فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إقناع الطرفين باستئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ نحو ثلاث سنوات.

مع ذلك، استبعد دانون إمكانية تفكك حزب الليكود. وقال إن "البعض يأمل في أن يقوم نتانياهو بمهام اليسار، لكن هذا الحلم لن يتحقق". وكانت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين المتعثرة منذ 2010 دانت صعود المتشددين اليمينيين في الليكود.

وقالت ليفني، وهي الوزيرة الوحيدة التي جعلت من إعادة إطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين أولوية، إنه "يتوجب على رئيس الوزراء أن يقرر ما إذا كان يريد +للدانونية+ (في إشارة إلى دانون) أن تسيطر على الحكومة".

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إن الاستياء من "بيبي" هو إحدى النتائج المخيّبة للآمال في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير الماضي، بعدما فرض نتانياهو اتحادًا مع حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان، وخاضا الانتخابات بلائحة مشتركة، لم تحصل سوى على 31 مقعدًا من أصل 120 في البرلمان، مقابل 42 مقعدًا في الانتخابات السابقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف