دعوات لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا
هيومان رايتس تتهم تركيا والعراق والأردن بمنع دخول اللاجئين السوريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية إن لبنان هو البلد الوحيد بحدود مفتوحة مع سوريا، بينما أقفلت تركيا والأردن والعراق الحدود بوجه تدفق اللاجئين السوريين، ودعتها إلى إعادة النظر في هذا القرار.
بيروت: من أهم وجوه المحنة السورية المستمرة منذ أكثر من 27 شهرًا استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا والعراق والأردن ولبنان. وهذه المأساة مرشحة للتفاقم بعد ما أعلنته تركيا والعراق والأردن عن إعادة اللاجئين إلى سوريا، وإقفال العديد من معابرها المشتركة مع سوريا، ما دفع بمنظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان اليوم الاثنين إلى دعوة هذه الدول للتوقف عن إعادة اللاجئين ليموتوا في الحرب المستعرة في سوريا.
لبنان الوحيد
قالت المنظمة في بيان أصدرته: "يمنع حرس الحدود العراقي والاردني والتركي عشرات الآلاف من السوريين الذين يحاولون الفرار من سوريا من دخول اراضيها، بعد إغلاق العديد من المعابر الحدودية تمامًا، او السماح لأعداد محدودة فقط من السوريين بالعبور". وتشير أرقام الامم المتحدة إلى أن اكثر من 1,7 مليون شخص فروا من سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار (مارس) 2011، ولجأت غالبيتهم العظمى إلى تركيا والعراق والاردن ولبنان.
وقالت المنظمة إن لبنان هو البلد الوحيد المجاور لسوريا الذي يتبع سياسة الحدود المفتوحة مع السوريين الفارين من النزاع، مستضيفًا أكثر من 568 ألف لاجئ سوري، بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
ودعا الباحث في شؤون اللاجئين في المنظمة جيري سمبسون هذه الدول إلى "التوقف عن اعادة اشخاص منكوبين إلى أماكن تتعرض فيها حياتهم للخطر".
وطلب سمبسون من الدول المانحة "مساعدة جيران سوريا عن طريق تقديم الدعم السخي لهم، وللمنظمات الانسانية التي تساعد ما يقرب من مليوني لاجئ" فروا من النزاع الذي اودى باكثر من 100 الف شخص.
تدفق مستمر
شددت المنظمة على أن كافة الدول تلتزم باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، ويحظر عليها اعادة اي شخص إلى بلد أو صد أي شخص يحاول مغادرة بلد يتهدد فيه الخطر حياته أو حريته. واشارت المنظمة إلى أن الاردن ينفي إغلاقه حدوده في وجه اللاجئين السوريين، الا أن بعض هؤلاء اللاجئين يقولون إن حرس الحدود الاردني منعهم من الدخول لمدة أيام أو أسابيع في أيار (مايو) الماضي.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، قوله: "هناك استمرار في تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى البلاد، حيث وصل عدد الذين دخلوا ليلة السبت الأحد إلى 2329 لاجئا".
أضاف: "ما تشهده الحدود الأردنية من ارتفاع متزايد لدخول اللاجئين السوريين يفوق قدرات المخيمات المجهزة لاستقبالهم ويحمل القائمين عليها جهودًا كبيرة، فالأردن يتعامل معهم انطلاقا من الواجب الإنساني والقومي، ما يحمله المزيد من الأعباء الإضافية على الموارد الاقتصادية".
وأشار إلى أن كل الجهات المعنية باستقبال اللاجئين تبذل جهودًا كبيرة لتأمين الحماية لهم وتقديم جميع الاحتياجات الإنسانية".
لمنطقة آمنة
كما قالت هيومان رايتس ووتش إن السلطات في حكومة كردستان العراق تعترف بانها أغلقت حدودها مع سوريا في أيار (مايو)، وإن بعض السوريين المحتاجين إلى مساعدة انسانية عاجلة هم فقط من سمح لهم بالعبور منذ منتصف حزيران (يونيو)، وإن السلطات العراقية المركزية فرضت قيودًا شديدة على عدد السوريين المسموح لهم بالدخول منذ آب (اغسطس) 2012، كما توقف توافد لاجئين جدد في أواخر آذار (مارس) الماضي. اما تركيا فتمنع دخول الآلاف من السوريين من باب السلامة وأطمة وغيرها من المعابر الحدودية، بحسب المنظمة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي وشهود قولهم إن ما لا يقل عن ألفي شخص فارين من العنف في سوريا منعوا من دخول تركيا قبل أيام، عند أحد المعابر الحدودية غير الرسمية في إقليم هاتاي في جنوب تركيا. وأضاف المسؤول، الذي امتنع عن الكشف عن اسمه: "لم يعد لدينا أماكن لإيواء هؤلاء الناس، ونعمل على إنشاء أماكن إيواء، وعندما تكتمل فسنسمح لهم بالعبور".
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال في الأسبوع الماضي: "قد لا توجد مساحة في تركيا لإيواء اللاجئين إذا زاد عددهم على 100 ألف، وعلى الأمم المتحدة إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا".