استقالة المتحدثين باسم مرسي ورئاسة مجلس الوزراء في مصر
مباشر: "تمرد" تحشد ليوم الشعب والمعارضة لا تؤيد الإنقلاب العسكري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعت حملة تمرد المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي إلى الاحتشاد أمام قصري الاتحادية والقبة حتى الاستجابة لمطالب الشعب ورحيل النظام. وأعلنت الحملة خريطة المسيرات لليوم الذي أطلقت عليه "يوم الشعب".
القاهرة: تقدم متحدث باسم رئاسة الجمهورية والمتحدث باسم مجلس الوزراء بطلب اعفائهما من منصبيهما في اخر حلقات سلسلة الاستقالات من حكومة الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي يواجه ضغوطا شعبية كبيرة للتنحي عن منصبه حسب مصادر رسمية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية المصرية لفرانس برس ان المتحدث باسم الرئاسة ايهاب فهمي، الذي جرى انتدابه من وزارة الخارجية للعمل بالرئاسة، طلب اعفاءه من هذه المهمة.
كما اكد المتحدث باسم مجلس الوزراء علاء الحديدي لوكالة انباء الشرق الاوسط انه ابلغ رئيس الوزراء هشام قنديل باستقالته.
ودعت حملة "تمرد" المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي إلى الاحتشاد أمام قصري الاتحادية والقبة حتى الاستجابة لمطالب الشعب ورحيل النظام. وتزايد عدد المتظاهرين المعتصمين بمحيط القصر فيما أغلق العشرات من متظاهري قصر القبة مبنى حي الزيتون وعلقوا لافتة مكتوبة عليها "الحي مغلق لحين رحيل النظام".
وأعلنت "تمرد" خريطة المسيرات ايوم الذي أطلقت عليه "يوم الشعب"، في الوقت الذي أعلنت فيه "جبهة 30 يونيو"، المنبثقة عن الحملة، تفويض القيادي بالمعارضة، محمد البرادعي، للعمل على "ضمان الاستجابة" لمطالب الشعب المصري، برحيل نظام الرئيس محمد مرسي.
وذكرت الحملة، التي قادت الدعوة إلى احتجاجات 30 حزيران (يونيو) المنصرم، لـ"إسقاط" حكم جماعة الإخوان المسلمين، إنه سيتم تنظيم أربع مسيرات رئيسية، بعد ظهر الثلاثاء، تتجه جميعها إلى قصر "القبة" الرئاسي، الذي يُعتقد أن الرئيس مرسي انتقل إليه، بسبب الاحتجاجات الحاشدة التي يشهدها محيط قصر "الاتحادية".
قيادي في جماعة الاخوان يدعو "للشهادة" لمنع "الانقلاب على الشرعيةّ
دعا القيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي الثلاثاء انصار الرئيس محمد مرسي الى "طلب الشهادة منعا لمرور الانقلاب" عليه مؤكدا انه من تدبير "النظام السابق والثورة المضادة وكتائب الاعلام المضللة".
وقال البلتاجي على صفحته على فيسبوك "نحن بوضوح امام انقلاب رسمي للنظام السابق تؤيده الثورة المضادة وكتائب الاعلام المضللة (..) ومن ثم يكون طلب الشهادة منعا لمرور هذا الانقلاب هو ما يمكن ان نقدمه وفاء لشهداء الثورة السابقين".
وكان الجيش المصري حذر في بيان الاثنين مرسي من انه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية اذا لم تتحقق "مطالب الشعب" خلال 48 ساعة وذلك اثر التظاهرات الحاشدة وغير المسبوقة في القاهرة والمحافظات التي تطالب برحيل الرئيس الاسلامي.
الا ان رئاسة الجمهورية رفضت هذا التحذير واكدت ان "البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه".
واضافت في بيان "ترى الرئاسة أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب".
المعارضة لا تؤيد "الانقلاب العسكري"
اعلنت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة و"جبهة 30 يونيو" التي تشكلت قبل ايام وتضم كل الاحزاب والحركات المشاركة في التظاهرات ضد مرسي انها فوضت رئيس حزب الدستور محمد البرادعي التفاوض مع الجيش حول المرحلة الانتقالية.
وقال بيانان صادران عن "جبهة 30 يونيو" وجبهة الانقاذ الوطني انهما قررتا "تفويض البرادعي" بعرض رؤيتهما بشأن المرحلة الانتقالية على الجيش.
واكدت المعارضة المصرية الثلاثاء انها لا تدعم "انقلابا عسكريا" مشيرة الى ان المهلة التي اعطاها الجيش للرئيس الاسلامي محمد مرسي لتحقيق "مطالب الشعب" لا تعني انه يريد لعب اي دور سياسي.
وجاء في بيان لجبهة الانقاذ الوطني (الائتلاف الرئيسي للمعارضة) "نحن لا ندعم اي انقلاب عسكري" مضيفا "نثق في اعلان الجيش الذي يؤكد عدم رغبته التدخل في السياسة".
واضاف البيان ان "جبهة الانقاذ التزمت منذ تشكيلها في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ببناء دولة مدنية حديثة وديموقراطية تشارك فيها كل الاطياف السياسية بما فيها التيار الاسلامي. نثق في اعلان الجيش الذي عكسه بيانه (الاثنين) بانه لا يرغب في التدخل في السياسة او لعب اي دور سياسي".
من جهة اخرى اعتبرت الجبهة ان "مطالبة مرسي بالرحيل لا تتعارض مع القواعد الديموقراطية ... لانه لم يتم تحقيق اي من مطالب الثورة".
وعلى العكس فان "مرسي والاخوان المسلمين قادوا البلاد الى اتجاه اخر يعكس رغبتهم في الهيمنة على مفاصل الدولة ولم يحققوا الديموقراطية ولم يتمكنوا من تحسين ظروف معيشة المصريين" مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي.
كما ادانت جبهة الانقاذ "اعمال العنف والاعتداءات على مقار جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة" الذراع السياسية للجماعة، التي جرت ليل الاحد الاثنين.
وكان الرئيس المصري الاسلامي رفض بيان القوات المسلحة الذي انذره بتدخل الجيش اذا لم تتحقق مطالب الشعب، وذلك في بيان لرئاسة الجمهورية صدر في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء. وقال بيان رئاسة الجمهورية أن "البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه".
واضاف "ترى الرئاسة أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب". وأكد البيان أن "الدولة المصرية الديمقراطية المدنية الحديثة هي أهم مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة"، مشددا على انه "لن تسمح مصر بكل قواها بالعودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف". وقال البيان ايضا "لقد اخترنا جميعا الآليات الديمقراطية كخيار وحيد لتكون الطريق الآمن لإدارة اختلافنا في الرؤى".
وتجاهل بيان رئاسة الجمهورية المهلة التي اعطتها القوات المسلحة لتحقيق مطالب الشعب خلال 48 ساعة مؤكدة انها "ماضية في طريقها الذي خططته من قبل لإجراء المصالحة الوطنية الشاملة استيعابا لكافة القوى الوطنية والشبابية والسياسية واستجابة لتطلعات الشعب المصري العظيم"، وذلك "بغض النظر عن أي تصريحات من شأنها تعميق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وربما تهدد السلم الاجتماعي أيا كانت الدافع وراء ذلك"، في اشارة واضحة الي بيان القوات المسلحة الذي بثه التلفزيون الرسمي الاثنين.
وقال البيان ان مرسي "لا يزال يجري مشاورات مع كافة القوى الوطنية حرصًا على تأمين مسار التحول الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية".
واتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما بنظيره المصري الثلاثاء للتعبير عن قلقه ازاء الوضع السياسي المتوتر في مصر، بحسب مسؤول في البيت الابيض. واضاف المسؤول ان اوباما اجرى الاتصال من تنزانيا المحطة الاخيرة في جولته الافريقية، وابلغ مرسي بان واشنطن "ملتزمة بالعملية الديموقراطية في مصر ولا تدعم اي فريق او مجموعة". (التفاصيل)
وحذر الجيش المصري الاثنين الرئيس محمد مرسي من انه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية اذا لم تتحقق "مطالب الشعب" خلال 48 ساعة غداة تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة طالبت برحيل الرئيس الاسلامي. (التفاصيل)
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان اذاعه التلفزيون الرسمي ان "القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع [48] ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها".
واضاف الجيش في بيانه انه "اذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استنادا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ... ودون إقصاء أو استبعاد لأحد"، في اشارة واضحة الى ان الجيش سيتدخل لتلبية مطلب المتظاهرين باقالة الرئيس المصري المنتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين.
فرحة عارمة في شوارع القاهرة
"هذا ما كنا ننتظره من الجيش"، هكذا علق الشاب العشريني احمد امام بفرحة واضحة على بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذي اكد ان الجيش سيضطر الى التدخل في الحياة السياسية اذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال 48 ساعة.
وغمرت الفرحة العارمة ميدان التحرير، وهتف المتظاهرون "الجيش والشعب ايد واحدة"، و"انزل يا سيسي..مرسي مش رئيسي" فور اذاعة البيان غداة تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة في القاهرة والعديد من المحافظات تطالب باستقالة مرسي. (التفاصيل)
القبض على 15 حارسًا لخيرت الشاطر
إلى ذلك، قال مصدر عسكري الاثنين انه تم القاء القبض على 15 حارسا شخصيا لخيرت الشاطر النائب العام لجماعة الاخوان المسلمين امام المقر الرئيس للجماعة في القاهرة واحالتهم على النيابة العسكرية الاثنين فيما أكدت جماعة الاخوان في تغريدة على موقع تويتر ان "بلطجية يحاولون اقتحام منزل نائب المرشد العام للجماعة والرجل القوي فيها خيرت الشاطر".
واكد المصدر العسكري "القى المتظاهرون والاهالي القبض على 15 حارسا شخصيا لنائب المرشد العام للاخوان المسلمين خيرت الشاطر امام المقر الرئيس للجماعة في ضاحية المقطم (جنوب القاهرة) في الساعات الاولى من صباح الاثنين"، واضاف المصدر انه "جرى تسليم الحراس لقسم شرطة المقطم الذي سلمهم للنيابة العسكرية بتهمة حيازة اسلحة دون ترخيص".
واوضح المصدر ان "النيابة العسكرية تتولى التحقيق مع الحراس وكلهم مصريو الجنسية". والليلة الماضية، قتل ثمانية متظاهرين معارضين للرئيس مرسي في اشتباكات امام المقر الرئيس للجماعة، بحسب ارقام وزارة الصحة المصرية. وسمع اطلاق نار من سلاح الي وهو ما تبعه سقوط عشرات الجرحى. واضرم عشرات المتظاهرين النار فيالمقر ذاته صباح الاثنين قبل ان يقتحموه ويستولوا على محتوياته.
استقالة وزراء
في غضون ذلك تواصل مسلسل الاستقالات في مجلس الوزراء المصري، قدم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو استقالته كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية الثلاثاء.وهذه الاستقالة من ابرز عضو في الحكومة المصرية تعزل بشكل اضافي مرسي.
يذكر ان هناك 5 وزراء قد اعلنوا الاثنين استقالتهم من حكومة الدكتور هشام قنديل وهم: هشام زعزوع وزير السياحة، وعاطف حلمي وزير الاتصالات، والمستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون القانونية، وخالد فهمي وزير الدولة لشؤون البيئة، والدكتور عبد القوي خليفة وزير المرافق.
قلق الأزهر
وأعربت مؤسسة الازهر في بيان اصدرته الاثنين عن قلقها من "اندساس" مسلحين بين المتظاهرين السلميين ودعت السلطات المصرية الى القبض على هؤلاء لمنع "مواجهات لا يعلم مداها الا الله".
وقال البيان "ان الأزهر ينظر إلى ما يجرى الآن بقلق شديد خاصةً ما يذكر عن سقوط ضحايا والقبض على مهربي الأسلحة الذين قد يكونون مندسين على المشهد السلمي الوطني بغرض توجيه تلك الأسلحة إلى أماكن التجمعات، ما يمكن أن يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء المصرية".
وتابع البيان ان "الأزهر لا يمكنه أن يغض الطرف أو يتجاهل الموقف أو يقف مكتوف اليدين أمام تلك المجموعات التي تندس بين المتظاهرين السلميين وتحمل كل أنواع السلاح لجر البلاد إلى مواجهات لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى".
ارتفاع عدد القتلى
ميدانيا، ارتفعت حصيلة اعمال العنف خلال المواجهات الى 16 قتيلا. واعلن وزير الصحة محمد مصطفى حامد "ارتفاع حصيلة أحداث أمس الأحد في القاهرة والمحافظات وحتى ظهر اليوم (الاثنين) إلى 781 مصابا و16 حالة وفاة".
وقتل ثمانية اشخاص في الاشتباكات التي اندلعت امام مقر جامعة الاخوان المسلمين في ضاحية المقطم، جنوب العاصمة، كما قتل 3 اشخاص في محافظة اسيوط (جنوب البلاد)، وسقط قتيل في كل من محافظة الفيوم (وسط البلاد) وبني سيوف (جنوب البلاد) ومحافظة كفر الشيخ (شمال البلاد).
وتوفي متظاهر اختناقا جراء التظاهرات الحاشدة التي شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي بالاضافة الى وفاة مصاب من المتظاهرين متاثرا بجراحه، بحسب الوزارة. وهاجم بعض المتظاهرين مقر جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة. واظهرت الصور التي بثها التلفزيون المبنى وهو يحترق فيما يهاجمه عشرات الاشخاص ويرشقون الحجارة ويلقون القنابل الحارقة.
واندلعت المواجهات العنيفة امام المقر الرئيس لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بين مؤيدين للرئيس المنتمي إلى الجماعة ومعارضين له يطالبونه بالتنحي وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأطلق نشطاء في جماعة الاخوان النار من بنادق صيد على المهاجمين لمنعهم من الوصول للمقر، وفي وقت لاحق من مساء الاحد تطور اطلاق الخرطوش الى طلقات رشاشة سمع دويها في محيط المقر.
غضب متصاعد
وتزامن انتشار حملة تمرد مع تصاعد الغضب الشعبي في البلاد الذي غذته أزمة اقتصادية متفاقمة انعكست على الحياة اليومية للمصريين في صورة ارتفاع في الاسعار وانقطاع متكرر للكهرباء وازمات في الوقود.
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بـ"الفشل" في ادارة الدولة والسعي الى "اخونة" كل مفاصلها كما تتهمه ب"الاستبداد" منذ اصدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 اعلانا دستوريا اثار ازمة سياسية كبيرة في البلاد.
ويرد انصار الرئيس مؤكدين ان المعارضة ترفض احترام قواعد الديمقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين اياها بانها تريد "الانقلاب على الشرعية".