أخبار

مرض مانديلا ألقى بظلاله على جولة الرئيس الأميركي في القارة السمراء

أوباما يواجه صعوبات في نيل اعجاب أفريقيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رغم الخطابات الطنانة للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال جولته الأفريقية الأخيرة إلا أن المراقبين اشاروا الى أن خطاباته لم تكن تحمل الكثير من الوعود الحقيقية التي تحتاجها القارة السمراء بالفعل.جوهانسبرغ: وصفت جولة الرئيس الاميركي باراك اوباما في أفريقيا بأنها صفحة جديدة في العلاقات مع القارة المتسارعة النمو، ولكن آمال الكثيرين خابت بسبب وعوده التي افتقرت الى التفاصيل، والتي تتفوق عليها استثمارات الصين المبهرة في القارة السوداء.واعتبرت عودة اوباما المنتظرة الى أفريقيا اعترافًا بالاهمية المتزايدة لهذه المنطقة على الساحة الدولية وتحديًا لنفوذ بكين الاقتصادي المتزايد في القارة. وصرح اوبري ماشيكي، الباحث في مؤسسة هيلين سوزمان في جنوب أفريقيا، "يوجد اعتراف واضح في واشنطن بأن أفريقيا تصبح بشكل متزايد لاعبًا استراتيجياً على الساحة العالمية، وأن الدول التي لا تستغل الفرص التي بدأت تظهر في أفريقيا .. ستتخلف عن باقي الدول".وما عقد جهود اوباما في التعويض عن الوقت الذي اضاعه في استغلال الفرص في المنطقة، مرض البطل الأفريقي نلسون مانديلا الذي ألقى بظلال ثقيلة على جولة اوباما في الدول الثلاث. ورغم أن خطابات اوباما الطنانة ودعواته للقادة الافارقة لخدمة شعوبهم حازت على التصفيق والتهليل، الا أن المراقبين اشاروا الى أن خطاباته لم تكن تحمل الكثير من الوعود الحقيقية.وقالت صحيفة "ذا نيو ايج" الجنوب أفريقية إنه في النهاية لم تكن زيارة اوباما "تحمل علاجًا شافيًا لكل داء". واعلن اوباما أنه سيستضيف قمة تاريخية لقادة من مختلف انحاء دول أفريقيا جنوب الصحراء العام المقبل.الا أن عرضه تقديم 7 مليارات دولار لدعم انتاج الطاقة في المنطقة لم يكن يشكل سوى جزء طفيف من الاستثمارات الصينية في القارة، والبالغة نحو 20 مليار دولار. وقال ماشيكي إن "مبلغ 7 مليارات دولار هو في الحقيقة ما تنفقه جنوب أفريقيا على محطة كهرباء واحدة".ووعد اوباما بأن لا يقدم هدايا نقدية، وسعى الى أن يؤكد على أن الاستثمارات والشراكات على الطريقة الاميركية هي افضل من الصينية، وقال إن الشركات الاميركية تقدم المزيد لبناء القدرات الاقتصادية للمجتمع المحلي.وهدفه النهائي هو "أفريقيا لبناء أفريقيا للافارقة". واثار انتخاب اوباما في 2008 توقعات في أفريقيا حيث أمل العديدون في أن يولي اول رئيس اميركي اسود اهتمامًا كبيرًا بالقارة الأفريقية.ولكن ورغم أنه زار غانا بعد اقل من 24 ساعة على تنصيبه رئيسًا، وقال للبرلمان الغاني إنه يحمل "الدم الافريقي داخله"، كانت تلك هي الزيارة الوحيدة الى المنطقة حتى عامه الخامس من الرئاسة.وعندما كانت تحظى القارة السوداء باهتمام البيت الابيض، كان ذلك في غالب الاحيان لأسباب امنية". وتضاعفت العمليات العسكرية الاميركية في أفريقيا مع استغلال العصابات الارهابية حالة عدم الاستقرار في مالي. وتراقب الطائرات الاميركية بدون طيار أفريقيا انطلاقًا من قواعد في اثيوبيا والنيجر وجيبوتي.وبعكس اوباما، زار الرئيس الصيني السابق هو جينتاو حتى نهاية ولايته أفريقيا اربع مرات جاب خلالها 18 بلداً. وكانت أفريقيا أولى محطات الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ الذي اصبحت بلاده الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا في 2009 متفوقة على الولايات المتحدة.ويرى خبير العلوم السياسية لاجا اودوكويا من جامعة لاغوس أن زيارة اوباما "تنبثق عن مصالح قومية اميركية".واضاف أن "أفريقيا لها اهمية استراتيجية بالنسبة لأميركا بوصفها مصدرًا للنفط الرخيص وسوقاً كبيرة لمنتجاتها". وبالنسبة لمعظم الجنوب أفريقيين الذين خبروا مشاكل التفرقة العنصرية، فإن صعود اوباما الى السلطة يذكرهم بتاريخهم الذي انهى قرابة نصف قرن من حكم الاقلية البيضاء للبلاد قبل نحو عشرين عامًا.ورغم أن اوباما حاول أن يغطي مناطق أفريقيا الثلاث، الا أن قراره عدم زيارة نيجيريا وكينيا اللتين تعانيان من الفساد، اعتبر نوعاً من التكبر. كما غضبت زيمبابوي من دعوته للاصلاح وانهاء مضايقة مواطنيها، ووصفها أحد مساعدي الرئيس روبرت موغابي على أنها "غير حضارية".ولم تسر زيارة اوباما نشطاء مكافحة مرض الايدز.وقالت فويسيكا دوبولا من حملة معالجة الايدز إن زيارة اوباما "لن تجلب لنا أي شيء جديد"، لكنّ هناك املاً في أن "تلهمه بالعودة الى ادارته ويطلب منها المزيد من المال لمكافحة الايدز".كما اعتبر وعده تقديم 10 ملايين دولار لمكافحة الاتجار بالحياة البرية في أفريقيا متواضعًا نسبيًا نظراً لأن ثمن قرن وحيد القرن يبلغ آلاف الدولارات في السوق السوداء العالمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف