قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعيش المصريون حالة كبيرة من القلق والتوتر، ويتوقعون اندلاع اعمال عنف في البلاد التي تشهد تظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي، وأخرى مؤيدة له، وتبدو الشوارع في ساعات الصباح خالية من السيارات والمارة، باستثناء الميادين التي يحتشد فيها المتظاهرون.القاهرة: في أحد الشوارع الخاوية من المارة والسيارات قرب ميدان التحرير، تقول الموظفة اماني محمد: "أخشى من حدوث عنف بين المتظاهرين خلال الـ48 ساعة القادمة. اشاهد التلفزيون كل يوم قبل النزول لأكون اكثر اطمئنانًا"، معبرة بذلك عن حالة القلق والترقب التي يعيشها المصريون وألزمت الكثير منهم البقاء في منازلهم. وفجر الأربعاءأعلنت وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع عدد حالات الوفاة في أحداث العنف في محيط جامعة القاهرة إلى 16 حالة، إضافة إلى 200 مصاب، فيما ذكر مصدر أمني، أن فرقة 777 قتال بالقوات المسلحة، تقوم بتمشيط محيط ميدان النهضة وجامعة القاهرة، الذي يعتصم فيه مؤيدو محمد مرسي للقبض على حائزي الأسلحة النارية، بعداشتباكات عنيفة بين معارضي النظام ومؤيدي الإخوان أطلقت خلالها الأعيرة النارية، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا، ومن بينهم العقيد ساطع النعماني نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الذي أصيب بطلق ناري بالوجه، وتم نقله إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة في حالة حرجة، وتسبب كل ذلك بحالة من الذعر لدى المصريين ومنحهم إجازة إجبارية وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أنه على غير عادة بدت شوارع العاصمة المصرية خلال ساعات نهار الثلاثاء شبه خالية من السيارات والمارة وكأنّها في اجازة عيد في مشهد يتناقض كليًا مع حركة النشاط الدائم التي تعيشها هذه المدينة التي لا تنام.فقد اختفت الطوابير الطويلة عند محطات التزود بالوقود، كما ساد الهدوء محيط الكثير من المصالح الحكومية بوسط المدينة، واختفى الزحام من امام محلات الطعام الشهيرة المزدحمة عادة. وتشهد مصر ازمة سياسية حادة هي الاكثر تعقيدًا منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011، حيث يطالب معارضو الرئيس الاسلامي محمد مرسي برحيله محتشدين في ميدان التحرير وحول قصر الاتحادية الرئاسي. في المقابل، يحتشد انصار مرسي في منطقة رابعة العدوية (شرق القاهرة) وامام جامعة القاهرة غربًا استجابة لدعوة الاحزاب والقوى الاسلامية التي تدافع عن شرعيته التي ذهب قيادي في جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس الى حد الدعوة الى "الشهادة" لمنع الانقلاب عليها.وقد اثار احتكام الفرقاء السياسيين هذا الى الحشود في الشارع القلق لدى ملايين المصريين الذين يخشون حدوث مواجهات دامية، بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه. وحذر الجيش المصري الرئيس مرسي عصر الاثنين من مغبة عدم تحقيق "مطالب الشعب" خلال 48 ساعة في اعقاب التظاهرات الحاشدة وغير المسبوقة التي جرت الاحد خاصة، وقدر المشاركون فيها بالملايين، والتي طالبت بتنحي مرسي.الا أن رئاسة الجمهورية رفضت هذا التحذير من الجيش الذي اعتبرت في بيان أنه يساعد على "ارباك المشهد المصري". وتقول الموظفة اماني وهي في الطريق الى ميدان التحرير: "انا قلقة جدًا. الاستقطاب حاد والغضب عارم. والكل في الشارع"، فيما قالت زميلتها منى الغرناوي "إنها الآن معركة بين مؤسسات الدولة والاسلاميين.. اخشى من الغد".من جهته، يقول سائق التاكسي سعيد عبد الفتاح "لا يوجد زبائن. الناس اختفت تماماً"، رغم أنه وقت الذروة، وتابع: "لم اقل سوى سبعة زبائن في 7 ساعات شغل. الطبيعي أن يكونوا 30".ووضعت معظم المحال في احياء مختلفة من القاهرة ألواحًا خشبية على واجهاتها الزجاجية، في حين تمترست أخرى خلف ابواب حديدية اضافية. وعلى مقربة من المقر العام المحترق والمنهوب لجماعة الاخوان المسلمين في ضاحية المقطم، جنوب القاهرة، الذي قتل امامه 8 اشخاص مساء الاحد، اختفت هوية محلات وبنوك عدة خلف هياكل خشبية ضخمة. فيما خلت شوارع كثيرة من السيارات الخاصة بشكل مريب.وابلغت مصالح حكومية قريبة من مناطق التظاهرات موظفيها بعدم الحضور للعمل خوفًا على سلامتهم. كما قررت بنوك استثمارية وشركات الاتصالات اغلاق فروعها في محيط الاحداث. وقالت الموظفة عفاف محمود التي تعمل بمجمع المصالح الحكومي في ميدان التحرير :"مديري اتصل بي وابلغني أن المجمع مغلق. لم اذهب للعمل منذ السبت".كما اكد محامون أن العديد من المحاكم توقف عن العمل الثلاثاء. وقال معتز ماجد، وهو نائب مدير فرع لاحد البنوك الاستثمارية في القاهرة: "قلصنا ساعات العمل من تسع ساعات الى ست ساعات لاعتبارات امنية"، كما قالت موظفة في بنك استثماري آخر إن "ادارة البنك قررت عمل الرجال فقط واعطت السيدات اجازة مفتوحة خوفًا من احداث عنف".ويخشى المواطنون والمستثمرون واصحاب الاعمال من حدوث حالة فوضى في البلاد يعقبها انفلات أمني واسع، كما حدث قبل ثلاثين شهرًا ابان ثورة يناير 2011. ذلك رغم أن القوات المسلحة نشرت آلياتها ووحداتها حول المنشآت الحيوية، كما تعهدت الشرطة اكثر من مرة بحماية المواطنين.وقال موظف امني في بناية تضم مقرات لنحو اربعين شركة تجارية خاصة في حي الدقي (وسط القاهرة): "اتخذنا اجراءات امنية اضافية لتأمين مداخل ومخازن البناية خوفًا من اعمال بلطجة وسرقات". كما قال محمد الكاشف، وهو مدير فرع لأحد محلات الملابس الشهيرة وضع ستارًا حديديًا يمنع الدخول لمحله: "نحن نخشى اندلاع مواجهات في الشوارع بين المتظاهرين يتخللها انفلات امني. لا بد أن أحمي نفسي بنفسي لأن الشرطة لا تحمي احدًا".ويتبقى نحو ساعات قليلة من مهلة الجيش لمرسي، التي رفضتها الرئاسة، وسيكون فيها القلق والترقب على أشده خوفًا من المجهول مع تجدد نزول المتظاهرين عصر الثلاثاء الى الشارع من انصار مرسي ومعارضيه. ويقول الطالب محمد غريب: "أخشى مواجهة دموية.. كلنا في شوارع متقاربة للغاية".