أخبار

الانتخابات الداخلية تهدّد الائتلاف مع حزب (إسرائيل بيتنا)

نتنياهو يخسر قبضته على حزب الليكود

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن بنيامين نتنياهو يخسر مكانته في حزب الليكود، بعدما أظهرت الانتخابات الحزبية الأخيرة ضعفه، وانفصاله عن الناشطين الميدانيين في الحزب، ما يرسم سيناريوهات عدة، منها احتمال انشقاقه عن الليكود لتشكيل حزبه الخاص، كما فعل أرييل شارون سابقًا.

أيمن الزامل من عمّان: أظهرت نتائج الانتخابات الداخلية لرئاسة مؤسسات حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، التي جرت الأحد الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يخسر موقعه في الليكود، على الرغم من أنه بذل كل ما في وسعه لإبعاد نفسه عن انتخابات رئاسة مؤسسات الحزب، فلم يدفع بمرشحين من قِبله، حتى إنه لم يحضر إلى صندوق الاقتراع في القدس، وإنما تم إحضار صندوق الاقتراع إلى منزله في الصباح الباكر بشكل سرّي، حسبما أفادت الصحف الإسرائيلية.

نتنياهو والانشقاق
بدا أن فوز داني دانون، نائب وزير الدفاع عضو الكنيست، بمنصب رئيس اللجنة المركزية للحزب، هو الانتصار الأكبر على نتنياهو في انتخابات الليكود الداخلية، فإلى جانب كونه أحد أبرز أعضاء الكنيست تطرفًا، يضع دانون باستمرار التحديات أمام نتنياهو، خصوصًا في ما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، فهدف دانون منها هو إحراج رئيس الحكومة.

وكان دانون صرّح قبل نحو أسبوعين أن حزب الليكود والحكومة يعارضان قيام دولة فلسطينية، في وقت يتعامل فيه نتنياهو مع جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، ويتعرّض لضغوط دولية بهذا الخصوص.

كتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة يديعوت أحرونوت، سيما كدمون: "فوز دانون لا يدلّ على قوته بقدر ما يدلّ على ضعف نتنياهو، فقد شعرنا بـ (دي. أن. آيه) يميني لهذا الحزب، ويبدو أن المتنافسين، الذين لا ينتمون إلى الخط اليميني المتشدد، لا يجرؤون على القفز إلى هذه الساحة".

وأضافت: "عندما يتم تعيين أحدهم في منصب نائب وزير، فإن هذا المنصب يدفنه، إلا أن ما يحدث هنا هو أن جميع نواب الوزراء أقوياء في الساحة، والوزراء يخافون من منافستهم".

تابعت تكتب: "لا يمكن التفكير بوجود رئيس حزب ليست لديه سيطرة على الحزب مثلما هو حاصل في حالة نتنياهو، حسبما يقول وزراء الليكود، فلا يوجد رجال لنتنياهو في الليكود اليوم، ولو كنا في منتصف الولاية لحدثت خطوات سريعة بهدف الذهاب إلى انتخابات عامة، لكننا لا نزال في بدايتها، ولا مصلحة للآخرين في الائتلاف بالذهاب إلى انتخابات مبكرة، وما نشهده الآن هو ضعف مطلق للطاعة، ووصلت الأمور إلى حد أن اجتماعات الكتلة في الكنيست خالية من النواب.

تصفية حسابات
نقلت كدمون عن قياديين في حزب الليكود قولهم: "ضعف نتنياهو ناتج من تراكم الإحباط، فمثلما تعامل مع الليكود يتعامل الليكود معه الآن، فيحاسبه على الفشل في الانتخابات، والوحدة مع ليبرمان، والتعامل مع رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت، وعلى خموله في المفاوضات الائتلافية".

تطرقت كدمون إلى الأنباء التي ترددت أخيرًا حول إمكانية انشقاق نتنياهو عن حزب الليكود، مثلما فعل أرييل شارون في العام 2005، وقالت: "يتم التعامل في الليكود مع هذه الإمكانية على أنها نكتة، ويقولون إنه لا يستطيع تشكيل حزب آخر، إذ ليست لديه أجندة، كما كان لدى شارون، وهي خطة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة، ولا أحد يريد الانشقاق معه".

ونقلت كدمون عن وزير رفيع المستوى قوله إن الوضع الحالي في الليكود من شأنه أن يؤدي إلى أن لا يتمكن نتنياهو من المنافسة على رئاسة الليكود مرة أخرى، "وما زلنا لا نرى كيف سيحدث هذا، لكن الأمور ستصل إلى هذا الوضع، إذ إنه ببساطة لم يعد يملك مؤيدين".

سيناريو شارون
من جهة أخرى، ثمة قياديون في الليكود لا يوافقون على هذه التقديرات. قال أحدهم لكدمون إن الأمر الأكثر حكمة الذي في إمكان نتنياهو فعله الآن هو الابتعاد قليلًا، ومن الجيد له أن يبتعد عن هذه الحرب، التي يخوضها الجميع ضد الجميع".

أضاف هذا القيادي في الليكود: "عندما تنتهي الانتخابات في الحزب، سيكون نتنياهو قادرًا على إعادة بسط سيطرته، إذا توقف عن الاستخفاف بالنشطاء الميدانيين، فهناك غضب كبير على عدم مبالاته واهتمامه بهم، لكن هذا ليس عداءً بنيويًا، وإذا ما عمل بالشكل الصحيح، فبإمكانه أن يستعيد القوة".

خلصت كدمون إلى أن ما يحدث في الليكود الآن يعيد الحزب إلى أيام شارون، عندما كانت المؤسسات نشطة للغاية، "فشارون حارب مؤسسات الليكود أيضًا، لكنه كان قويًا، وفي أحيان كثيرة انتصر، لكن عندما كان يفشل كان يعرف كيف يحوّل الخسارة إلى إنجاز لدى الجمهور العريض، والأمر الواضح جدًا اليوم هو أن ما يحدث في الليكود حاليًا يقوده إلى الانفصال عن حزب إسرائيل بيتنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف