قيادي اخواني: كتب علينا القتال وهو كره لنا
مرسي: اجراءات الجيش انقلاب كامل مرفوض من أحرار الوطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين إن ما يجري في مصر الان هو "إنقلاب عسكري" مؤكدًا لـ"إيلاف" الحصول على معلومات تفيد بأن هناك حالة تمرد في الأجهزة الأمنية والسيادية ضد مرسي منذ توليه الحكم لذا وضعت الجماعة سيناريوهات لمواجهة هذه المخططات.
القاهرة: قال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إن "إجراءات الجيش انقلاب كامل مرفوض من كل أحرار الوطن"، في أول رد فعل على قرار القيادة العامة للقوات المسلحة عزله وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا "إدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد" وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
وقال مرسي في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إن الإجراءات التي قامت بها المؤسسة العسكرية "إجراءات مرفوضة تعيد مصر للوراء". وأضاف أن ذلك "انقلاب عسكري مكتمل الأركان، وهو مرفوض جملة وتفصيلا من كل أحرار الوطن الذين ناضلوا لكي تتحول مصر إلى مجتمع مدني ديمقراطي".
وشدد البيان على أن مرسي بصفته رئيساً للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة يدعو جميع المواطنين -مدنيين وعسكريين، قادة وجنوداً- إلى الالتزام بالدستور والقانون وعدم الإستجابة لهذا الانقلاب الذي يعيد مصر إلى الوراء، والحفاظ على سلمية الأداء وتجنّب التورّط في دماء أبناء الوطن. كما دعا الجميع إلى تحّمل مسئولياتهم أمام الله ثم أمام الشعب والتاريخ.
يأتي ذلك ردا على ما تضمنه ما أعلنه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في بيانه المتلفز من "تعطيل العمل بالدستور" و"تشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة"، وتشكيل حكومة "كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية".
كما تضمن البيان تشكيل حكومة كفاءات ولجنة لمراجعة التعديلات الدستورية ووضع ميثاق شرف إعلامي وتشكيل لجنة عليا للمصالحة. ودعا البيان العسكري الشعب المصري إلى الالتزام بالتظاهر السلمي، وحذر من التعامل بقوة وحزم مع كل من يخالف القانون والخروج عن السلمية.
وكانت صحيفة الأهرام الحكومية قالت على موقعها الإلكتروني قبيل إعلان البيان، إن الجيش أعلم الرئيس مرسي عند الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي بأنه لم يعد رئيسا للجمهورية.
وكانت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، نشرتتدوينة قالت إنها للرئيس محمد مرسي، وجاء فيها: "ليعلم أبناءنا أن أباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبداً من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم".
ونشرت الصفحة أيضاً تدوينة أخرى منسوبة للدكتور أحمد عبد العاطي، مدير مكتب الرئيس، قال فيها: "اللهم إنا علي العهد باقون. ولمرضاتك سائلون. ولجنتك متشوقون".
وقال حزب مصر القوية، برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رفيق درب مرسي، أن "حراك الشعبي الحادث حالياً هو نتاج لسوء إدارة البلاد، وإضاعة الفرص المتوالية بداية من التوافق الوطني حتى الانتخابات الرئاسية المبكرة، والبعد عن مطالب الثورة وأهدافها". ودعا الحزب، إلى "رفض عودة النظام القديم برموزه وأساليبه وأدواته الاقتصادية والأمنية والقمعية". و"رفض تدخل القوات المسلحة في إدارة الحياة السياسية".
و"استكمال أهداف الثورة من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية واستقلال وطني". "نبذ العنف والتأكيد على حق التعبير السلمى بداية من إبداء الرأى ونهاية بالعصيان المدنى". "البدء في تشارك وطني حقيقي، غير قائم على الإقصاء والاستبعاد لأي فصيل وطني بأي شكل مهين؛ بما يحافظ على تناغم وتنوع النسيج الوطني المصري؛ وبما لا يهدد مستقبل البلاد".
وفي السياق، ذاته رفضت حملة "تنسيقية 30 يونيو"، ما قالت أنها "ضغوط خارجية تُمارس على الجيش المصري بهدف عزله عن الحركة الجماهيرية، وتصوير موقفه الوطني انقلابًا"، مشيرة إلى أن هناك "مناورات تمارسها جماعة الإخوان وحلفائها بهدف إجهاض الحركة الشعبية، التي انطلقت بالملايين، ونخص بالذكر الموقف الأميركي المساند لجماعة الإخوان بهدف تنفيذ مصالحها سواء كانت التي تخص إعادة ترتيب العلاقات الدولية أو تلك المرتبطة بالمصالح الاقتصادية الأميركية في مصر والشرق الأوسط".
وأضافت إن الحركة الشعبية الحالية في مصر، والتي لم يشهد العالم مثيلًا لها هي استكمال لثورة 25 يناير، وسوف تحقق أهدافها في العدالة والكرامة للوطن والمواطنين، بفضل نضال شعبها الجسور. ودعت القوى الوطنية لاستمرار مسيرتها وتكاتفها ووحدة الصف لقطع السبل لأي تشتت أو تقسيم. وطالبت بسرعة القبض على المتورطين في أعمال العنف والتحريض عليه.
الاخوان يرفضون اي خارطة طريق
وفي وقت سابق، قبل الإطاحة بالرئيس الإسلامي، قال قيادي إخواني لـ"إيلاف" إنهم لن يقبلوا بأية سيناريوهات غير خارطة الطريق التي وضعها مرسي، مشيرًا إلى أنّ ما يحدث في مصر حالياً، بخصوص تدخل الجيش لصالح المظاهرات، التوصيف الصحيح له "إنقلاب عسكري"، وأضاف أن الإخوان انتشروا في الميادين، ولن يتنازلوا عن الشرعية التي حصلوا عليها عبر صناديق الإنتخابات بطريقة "شهد العالم بنزاهتها".
وقال القيادي الذي فضل عدم كشف هويته، إنه "إذا أصروا على الإنقلاب فإنه سيكون قد كتب علينا القتال وهو كره لنا"، مشيراً إلى أن الجماعة وضعت سيناريوهات لمواجهة مثل تلك المخططات، بسبب ما حصلت عليه من معلومات تفيد بأن هناك حالة تمرد في الأجهزة الأمنية والسيادية ضد الرئيس منذ توليه الحكم في 30 يونيو 2012.
وأضاف: لن نقبل، أن نقوم بالثورة ثم تخطف منا، ويزج بنا إلى السجون والمعتقلات وتهتك أعراضنا وتنتهك حرماتنا، كما حدث في إنقلاب جمال عبد الناصر علينا في 1954، لن نقبل أن نتعرض للتعذيب والقتل في السجون لمدة 60 سنة أخرى"، مشيراً إلى أنهم "سوف نتعرض للقتل والذبح بالشوارع، ولن يتعاطف معنا أحد، بسبب حملات التشويه التي قادتها أجهزة مخابراتية ضدنا منذ فوزنا بالإنتخابات البرلمانية في نهاية العام 2011".
وما زال مئات الآلاف من أنصار مرسي، يتظاهرون في ميدان رابعة العدوية، وعدة ميادين أخرى، في مقابل تظاهرات تصل إلى الملايين في ميدان التحرير، وعدة محافظات أخرى. وتواجد مجموعة من قيادات الإخوان، بين المتظاهرين، ومنهم مفتي الجماعة عبد الرحمن البر ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان والقيادي بالحزب محمد البلتاجي.
وقال الدكتور العريان، في كلمة له أمام المتظاهرين: "ثوار 25 يناير لن يسمحوا بعودة حكم العسكر مرة أخرى"، مشيراً إلى أن "المصريين عرفوا طريق الديمقراطية بعد انتخاب أول رئيس جمهورية مدني". ولفت إلى أن "فلول النظام السابق يحاولون إجهاض ثورتنا المجيدة واستنساخ نظامهم البائد مرة أخرى".
فيما دعا عبدالرحمن البر إلى التمسك بشرعية الرئيس محمد مرسي، وقال: "لن نعود إلى بيوتنا إلا ومعنا النصر، وإجبار الجميع على احترام الإرادة الشعبية، أو يذهب جميع الإسلاميين إلى القبور في جنازة جماعية، أرحم لنا من أن نعيش في وطن يُسرق ويُنهب من قبل رجال مبارك".
وإنتشرت قوات من الجيش في محيط المتظاهرين المؤيدين لمرسي، وأبدى المتظاهرون قلقهم من تعرضهم لما وصفوه ب"مذبحة الليلة"، وقال أحمد نائل، أحد مؤيدي مرسي، بميدان لـ"إيلاف"، عبر الهاتف، أن هناك مخاوف جدية من عمل "كماشة" على المتظاهرين المؤيدين، وأدخال البلطجية بالأسلحة لقتلهم، بهدف تفريقهم، والحد من تجمعاتهم.
وأضاف أن هذا السيناريو حدث مساء أمس في ميدان جامعة القاهرة، مشيراً إلى أنه تم عمل كماشة على المتظاهرين، وأمطرهم البلطجية بوابل من الرصاص من داخل أسوار حديقة الحيوان وجامعة القاهرة.
ومن جانبه، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة، تلك الإدعاءات، وقال في بيان: "فى إطار إدعاءات البعض خلال مداخلات تليفزيونية على شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية بقيام عناصر من الجيش المصرى بإستهداف المتظاهرين فى منطقة رابعة العدوية - تؤكد القوات المسلحة على ما يلى:
- عدم صحة هذه الإدعاءات شكلاً وموضوعاً، وأنما جاءت فى إطار أكاذيب وإفتراءات لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة.
- أن الجيش المصرى هو جيش لكل المصريين، وأن قوات التأمين المنتشرة بأماكن متفرقة من البلاد مسئولة عن تأمين أرواح المصريين دون تفرقة.
- نجدد ونكرر مطالبة كافة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بضرورة تحرى الدقة فى ما يتم تداوله عن المؤسسة العسكرية والأوضاع الداخلية فى مصر وتجنب محاولات البعض للوقيعة بين الجيش والشعب والتزييف الممنهج للحقائق... وأهمية التواصل المستمر مع المؤسسة العسكرية من خلال متحدثها الرسمى كونه المنوط بهذا الشأن".
وفي السياق ذاته، دعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وهي أعلى هيئة إسلامية تضم التيارات الإسلامية في مصر، الجيش إلى عدم قتل إخوانهم، معتبرة أن إسقاط مرسي باطل، ودعت المصريين إلى الإحتشاد وقالت: "إن شريعة الله تعالى تقضي بأن الحاكم هو من انعقدت له بيعة المسلمين باختيارهم الحر، وحيث انعقدت هذه البيعة بالفعل للرئيس الحالي محمد مرسي فإن أي منازعة للرئاسة دون الرجوع إلى الشعب الذي انتخبه تعتبر منازعة باطلة شرعا".
وأضافت: "أن الوقوف وراء هذا المبدأ الأصيل من السياسة الشرعية، هو واجب شرعي وطاعة لله ورسوله، ولذلك تهيب الهيئة الشرعية بجموع المسلمين أن يحتشدوا في كافة ميادين مصر للدفاع عن حقوقهم الشرعية والمشروعة". وتابعت: "تؤكد الهيئة الشرعية على حرمة التخوض في الدماء والأموال بغير حق؛ والله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا}".
ودعت الجيش إلى عدم إراقة دماء المصريين، وقالت: "تهيب الهيئة الشرعية بضباط وجنود الجيش المصري العظيم ألا يُستَدرجوا إلى قتل إخوانهم وأهلهم من المصريين، وليذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)؛ ولو اقتضى الأمر مخالفة الأوامر العسكرية؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأي معصية أشد من قتل نفس معصومة".