العداء للسلطات يتفاقم نتيجة التمييز
إقليم شينجيانغ يفضح فشل سياسة الصين ازاء الأقليات الاتنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تروج الدعاية الصينية لارض نموذجية يعيش فيها الاويغور المسلمون والمهاجرون الصينيون بانسجام تحت راية الحزب الشيوعي. لكن اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط عشرات القتلى الاسبوع الماضي تكشف حقيقة اقل مثالية في اقليم شينجيانغ.
بكين: قبل شهر رمضان تشهد شينجيانغ، تلك المنطقة شبه الصحراوية الهائلة توترا عشية ذكرى اضطرابات العام 2009 في العاصمة اورومتشي وبعد الاحداث الدامية الاسبوع الماضي التي اوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلا وصفتهم السلطات ب"الارهابيين".
وشهدت اورومتشي في الخامس من تموز/يوليو 2009 اسوأ اعمال عنف بين الهان واصولهم صينية والاويغور الناطقين بالتركية منذ الثورة الثقافية (1966-1976) اوقعت مئتي قتيل.
وينص الدستور الصيني على ان الاقليات في الصين جزء لا يتجزأ من الامة. لكن الخبراء يرون ان الاوضاع الخاصة التي منحت لها وترمي اصلا الى مكافحة التمييز، تغذي في الواقع العداء للادارة المركزية.
ويعود بسط السلطة الصينية على اقليم شينجيانغ حيث تعتبر الثقافة واللغة قريبتين من الدول الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى، الى عدة قرون.
والعلاقات بين السلطة المركزية واقاليمها البعيدة كانت في الماضي مرنة نسبيا. لكنها فقدت هذه المرونة تدريجيا مع وصول الشيوعيين الى السلطة في 1949. وعلى كل الصينيين مثلا ان يحملوا بطاقات هوية يشار فيها الى انتمائهم القومي.
ويدعو الدستور الى "مكافحة التعصب القومي" وخصوصا "تزمت الهان" و"التزمت المحلي".
ويقول الخبراء ان الهوية الاتنية التي كانت في الاصل تأكيدا لحق الاقليات، انقلبت على مروجيها.
وقال رضا عصمت الاخصائي في قضايا الصين في جامعة اوكسفورد "لقد اطلقوا رصاصة على انفسهم باعترافهم الآلي بالاتنيات".
واضاف "تحت هذا الغطاء ساهم الحزب (الشيوعي) في تغذية الخلافات الاتنية".
وتحت الضغط السكاني الصيني الهائل شهد اقليم شينجيانغ الغني بالموارد الطبيعية في العقود الماضية تدفق ملايين من الهان الاتنية التي تشكل غالبية في البلاد. وهم يتولون في الاقليم افضل الوظائف واعلاها راتبا في المصارف والخدمات والدوائر العامة بحسب رضا عصمت.
والاويغور المهمشون غير قادرين على التنافس مع الشبكات الاجتماعية النافذة للهان وينطوون اكثر واكثر على الهوية الثقافية والدينية خصوصا وان اللغة الصينية تفرض في المدارس على حساب لغة الاوريغور لدخول الجامعة.
وتابع عصمت "بهذه الطريقة يبرزالتشدد من جيل لاخر".
ويرى ويلي لام الخبير في السياسة الصينية في جامعة هونغ كونغ "انه كما الحال في التيبت يحاولون اضفاء الطابع الصيني على الاويغور" واي تظاهرة اجتماعية تعد محاولة للتمرد على بكين بتواطؤ اجنبي.
وقالت الصحف الصينية انه بالنسبة الى السلطات "انه التحدي الثلاثي للارهاب والتطرف الديني والنزعة الانفصالية محليا وفي الخارج".
والاثنين نفت ان تكون اعمال العنف ناجمة عن "نزاع اتني" بين الاويغور والهان مؤكدة انها مرتبطة ب"الارهاب".
وقال ويلي لام انها تسمية "تبرر الاجراءات الصارمة" و"فشل السياسة الصينية في الترويج لحوار حقيقي مع القادة الروحيين والمثقفين في شينجيانغ".
ولا يؤيد الاويغور تشديد الاجراءات الامنية في الاقليم والمراقبة الامنية في محيط المساجد ومراقبة انشطة الجالية المسلمة.
وجذب الوضع انتباه الممثليات الاجنبية في الصين.
ورأى سفير الاتحاد الاوروبي لدى بكين ماركوس اديرر انه "من الضروري تسوية الاسباب الكامنة وراء التوترات الاتنية للتوصل الى استقرار وازدهار دائمين".
وفي جنوب شينجيانغ شددت ايضا الاجراءات الامنية في التيبت بعد حوادث عنيفة نسبها معظم المراقبون الى عداء السكان المحليين لتدفق الصينيين. وتعتبر الصين من جهتها ان"انفصاليين" تأثروا بالدالاي لاما وراء هذه الحوادث.