إخوان الأردن يتهمون أميركا بتدبير "عزل مرسي" !

نصر المجالي: اعتبر الإخوان المسلمون في الأردن ان ما جرى في مصر كان جزءا من مؤامرة أميركية ضد إرادة الشعب المصري وتجربته الديموقراطية الوحيدة في المنطقة.

وفي أول رد فعل على الانتقال السياسي في مصر وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، اتهم مجلس شورى الإخوان في الأردن بعد اجتماع طارئ صادر عن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين "دولا عربية واطرافا اقليمية متعددة وتجمعات ارهابية حاقدة وبقايا النظام الفاسد وبلطجيته" بالتورط في المؤامرة والانفاق عليها, بهدف "اغتيال حلم الجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والاستقلال والتخلص من الارتهان والتبعية المذلَة للعدو الصهيوني".

وفي بيان حاد اللهجة له حمل توقيع رئيس المجلس نواف عبيدات دان مجلس الشورى "الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس الشرعي المنتخب الوحيد في التاريخ المصري الحديث, واكدته عشرات الملايين من احرار الشعب المصري الذين تظاهروا نصرة للشرعية والارادة الحرة".

واكد المجلس "على ان كل ما ترتب على هذا الانقلاب العسكري باطل وفاسد ومناقض لادنى معايير الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب ويتنافى مع ارادة الشعوب وخيارات الامة, وندعو الدول الحرة بعدم الاعتراف بالتشكيل العسكري الجديد والعودة الى الشرعية التي قررتها ارادة الشعب المصري بانتخابات حرة ونزيهة وغير مسبوقة"

واضاف بيان إخوان الأردن: "بعد ستين عاما من الحكم العسكري المتسلط وتحقيق اول تجربة ديمقراطية جاء الانقلاب العسكري الذي حظي بمباركة صهيونية واضحة واحتفاء رسمي من بعض الزعماء العرب المفروضين وبعض التيارات السياسية المفلسة وفي مشهد بائس جمع بين بابا الكنيسة وشيخ الازهر المعين زمن الرئيس المخلوع, وازلام اميركا يعيد الى الواجهة من جديد النظام السابق بفساده واستبداده وتبعيته وارتهانه للعدو الصهيوني والسفارة الاميركية وقيامه بنفس الادوار الوظيفية التي مارسها النظام السابق في التآمر على القضية الفلسطينية ومحاصرة المقاومة وملاحقة المقاومين".

ودافع البيان عن جماعة (الاخوان المسلمين) في مصر، وقال انها واجهت الفساد والاستبداد وقاومت التبعية والارتهان وقدمت على طريق الحرية قوافل الشهداء وصبرت على اذى الظالمين وقمعهم وسجونهم.

وأضاف في معرض حديثه عن الجماعة قائلا إنها "تحملت المسئولية التاريخية باداء حضاري متميز عندما اختارها الشعب لقيادة المرحلة وعبر ست عمليات انتخابية متلاحقة, قدمت انموذجا في حرية الراي والتعبير وضمان حقوق المعارضين لم يتوافر مثله في الدول الديمقراطية العريقة بل وتحملت اذى الارهابيين من البلطجية وفلول النظام السابق عندما حوصرت المساجد وحرقت مقارها ومراكزها وقتل ابناؤها وكفت يدها عن الرد او الاقتصاص".

وقال مجلس شورى إخوان الأردن: ويكفي ان المرحلة لم تشهد اغلاق منبرا اعلاميا واحدا او حالة اعتقال واحدة على خلفية سياسية او فكرية او اعلامية على الرغم من اداء الجوقات الاعلامية التي امتهنت فن الكذب والافتراء وصناعة الوهم والفتنة.

وأضاف: ولقد اكدت الوقائع والاحداث حرص التيار الاسلامي على الديمقراطية والالتزام بقواعدها والخضوع لنتائجها ولخيارات الشعوب في حين فشلت معظم التيارت والاحزاب الانتهازية التي تتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في القبول بنتائج الخيار الديمقراطي ورضيت بالانقلابات العسكرية التي تعيدهم الى واجهة الحكم في خدمة المشاريع الاستعمارية التي تملك القرار وتفرض المسار.

تحول تاريخي

وجدد إخوان الأردن في بيانهم العهد "باننا ماضون في طريقنا ومستمرون في منهجنا في حمل الامانة واستكمال التحول التاريخي الذي يعيد للشعوب مكانتها وسلطتها ودورها في البناء الحضاري والتخلص من عهود الظلم والفساد وان ما جرى لن يكون اكثر من عصا واهنة في عجلة التغيير القادم والقادر على المقاومة والانتصار" .

ووجه المجلس تهديدا ووعيدا للأنظمة العربية التي قال إنها شاركت بالمؤامرة على الامة وفرحت بهذا الانقلاب وساهمت بانتاجه وتمويله بانها "لا تملك شرعية الشعوب ولم تات بصناديق الاقتراع والدور عليها في التغيير قادم, وليس هذا الانقلاب نهاية المطاف في محطة لا تعود فيه ساعة الزمن الى الوراء".

وختم شورى إخوان الأردن بيانه: " فالذين وقفوا مع الحق ونافحوا عنه بالكلمة والموقف قادرون على النهوض والتغيير لان المواجهة اليوم بين ارادة الشعب العميقة في الاصلاح والتغيير وبين نزوع الانظمة الفاسدة واتباعها نحو الاستبداد والفشل, هذه سنن الله في الكون ونواميسه في الحياة ومن صادمها قهرته وغلبته ولو بعد حين".

(العاقبة للمتفين والمصلحين والخزي والعار لمن رضي بالضيم واعان عليه).

"إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" .. والله أكبر ولله الحمد