مظاهرات اسلامية واجهتها أخرى تطالب بالدفاع عن ثورة 30 يونيو
ثلاثة قتلى في اشتباكات بين الجيش والاسلاميين في القاهرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دعت جماعة الإخوان المسلمينمناصريها إلى الخروج اليوم الجمعة في احتجاجات سلمية ضد ما أسمته بالانقلاب العسكري،منددة بـ"اقامة دولة بوليسية" في مصر.
القاهرة:قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب اخرون في اشتباكات بين الجيش واسلاميين امام دار الحرس الجمهوري في مصر الجديدة، شرق القاهرة، بعد توجه متظاهرون من منطقة رابعة العدوية التي كانوا متجمعين فيها الى الدار الواقعة على مقربة من هذا الميدان.
وتم تغطية جثتين لشخصين بملاءة بيضاء بينما كانت جثة ثالثة على الارض وقد مزقت رصاصة رأسها.
وشارك الاف الاسلاميين الجمعة في تظاهرات اطلقوا عليها "جمعة الرفض" لدعم شرعية محمد مرسي الذي اطاحه الجيش الاربعاء اثر تظاهرات حاشدة شارك فيها ملايين المصريين.
ودار الحرس الجمهوري منطقة عسكرية تابعة للجيش كان يقيم فيها محمد مرسي خلال الايام التي سبقت عزله واحتجازه اثر تظاهرات حاشدة شارك فيها الملايين الاحد الماضي.
ونددت جماعة الاخوان المسلمين في مصر بإقامة "دولة بوليسية" في البلاد، غداة عزل الجيش للرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي ينتمي الى صفوفها.
وفي الوقت نفسه، دعا مؤيدو القوى الاسلامية الى التظاهر بأعداد كبيرة اليوم الجمعة احتجاجًا على "الانقلاب العسكري". ودعت "الجبهة الوطنية للدفاع عن الشرعية" التي تضم ابرز القوى الاسلامية في البلاد مناصريها الى التجمع "سلميًا" خلال "جمعة الرفض".
وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان: "يرفض الاخوان ارهاب الدولة البوليسية باعتقال رموز الجماعة والحزب واغلاق القنوات الفضائية واقتحام القنوات الفضائية"، في اشارة الى حزب الحرية والعدالة الذي يمثل "الاخوان المسلمين" سياسيًا.
واضافت في البيان: "نقف ضد الانقلاب العسكري ضد الشرعية والدستور"، مؤكدة "عدم التعامل مع السلطة المغتصبة". كما اعلن الاخوان "رفضهم القاطع لكل صور العنف ضد المظاهرات ويؤكدون التزامهم بالتظاهر السلمي".
واضاف البيان: "يحمّل الاخوان كافة مؤسسات الدولة" مسؤولية "حماية المظاهرات السلمية".
أول تجربة فاشلة
وقال محللون إن تنظيم الاخوان المسلمين انتظر 80 عاماً ليصعد الى حكم مصر غير أنه لا يمكنه في المقام الاول الا أن يلوم نفسه على فشل اول تجربة له في الحكم بعد 12 شهرًا. ويتهم معارضو الرئيس المعزول محمد مرسي هذا الاخير بأنه خان قيم ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت بسلفه حسني مبارك، وذلك من خلال سعيه الى تركيز كل السلطات بيده وفشله في انهاض اقتصاد البلاد المترنح.
وفي الوقت الذي يختلف الناس بشأن طبيعة ما حدث، وهل هو انقلاب عسكري أم اقالة تحت الضغط الشعبي، يتفق محللون على أن الاخوان المسلمين ساهموا في تسريع سقوطهم. واعتبر سلمان الشيخ المحلل لدى مركز بروكينز بالدوحة أن الاخوان المسلمين ومرسي "فشلوا بشكل كامل (..) ورغب المصريون في انقلاب وحصلوا عليه".
يذكر أن الاخوان المسلمين وبعد أن ظلوا يراقبون عن بعد ثورة 2011، انضموا الى انتفاضة الشعب التي اطاحت في 18 يومًا بحسني مبارك في 11 شباط/فبراير من العام ذاته. وخاضوا قبل عام غمار الانتخابات الرئاسية بمرشحهم محمد مرسي بعد رفض مرشحهم الاساسي خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة.
واخرج الفوز في الانتخابات جماعة الاخوان المسلمين من الحالة الشبه السرية التي عاشتها لعقود منعت فيها رسميًا من ممارسة السياسة وتعرضت خلالها للقمع. واعتبر المحلل ناتان براون أن "رئاسة مرسي هي بالتأكيد افدح اخطاء الاخوان المسلمين في تاريخهم".
حتى أن الرئيس الاسلامي تعرض للنقد من حلفائه بسبب طريقته في حكم البلاد. وفي هذا السياق، قال محمد محسوب المسؤول في حزب الوسط الاسلامي القريب من الاخوان "الرئيس ماطل وجماعته اضاعت فرصة بناء قاعدة وطنية لعزل الثورة المضادة".
واضاف أن "المرشد يتحمل مسؤولية في سقوطه"، في اشارة الى مرشد الاخوان محمد بديع.
وتأسست جماعة الاخوان المسلمين في 1928 بهدف تربية "جيل اسلامي" واقامة دولة تطبق الشريعة. وبدا وكان حلمهم يتحول الى حقيقة حين فاز مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2012 على احمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
وبعد أن أقسم اليمين في 30 حزيران/يونيو 2012 سعى محمد مرسي الى فرض نفسه على الساحة السياسية من خلال منح نفسه صلاحيات واسعة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. واتهمه حينها محمد البرادعي القيادي المعارض بالتعسف في استعمال السلطة، ونعته بـ "فرعون جديد". ونظمت اثر ذلك اولى التظاهرات الجماهيرية ضد الرئيس الاسلامي.
عجز ولا حلول
وزاد من تأجيج الغضب ضده من خلال العمل على صياغة دستور من قبل هيئة هيمن عليها الاسلاميون وقاطع اعمالها الليبراليون والاقباط. واستكملت اضلع مثلث فشل مرسي والاخوان من خلال عجزهم عن ايجاد حلول للازمة الاقتصادية وكسب ثقة مؤسسة الجيش القوية.
وقال براون: "صحيح أن الاسلاميين حصلوا على نتائج جيدة في الانتخابات وانهم واجهوا مشاكل مستعصية". واضاف: "لكن صحيح ايضًا أن مرسي والاخوان المسلمين ارتكبوا كل الاخطاء التي يمكن تخيلها (..) مثل الانقضاض على السلطة وعدم القدرة على نسج تحالفات مع الآخرين".
وتابع: "لقد نفروا حلفاء محتملين وتجاهلوا الغضب المتصاعد وركزوا (فقط) على تعزيز سلطتهم". واشارت مجموعة الاستخبارات الاميركية ستريتفور الى أن الجيش قام من جهته بدور في سقوط الرئيس الاسلامي.
وقالت إن "مرسي لم يسيطر فعليًا ابدًا على جهاز الحكم، وذلك يفسر من جهة بضعفه السياسي، ومن جهة أخرى بكون جماعة الاخوان المسلمين لم تكن جاهزة للحكم، ومن جهة ثالثة لأن الجيش لم يتركه يفعل ذلك". وتابعت مجموعة ستراتفور أن "العسكريين لم يكونوا يرغبون في أن تحل الفوضى (..) ولم تكن لديهم أي ثقة بالاخوان المسلمين وكانوا سعداء باجبارهم على التنحي عن الحكم".
جبهة الانقاذ الوطني توجه دعوة عاجلة للتظاهر "للدفاع عن ثورة 30 يونيو"
من جهة أخرى، دعت جبهة الانقاذ الوطني الى تظاهرات عاجلة "للدفاع عن ثورة 30 حزيران (يونيو) "، في اشارة الى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر الاحد الماضي وانتهت بتدخل الجيش لاطاحة محمد مرسي.
وقالت الجبهة في بيان إنها "تدعو المصريين جميعًا إلى النزول للميادين للدفاع عن ثورة 30 يونيو التي قامت من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير" التي اطاحت بحسني مبارك".
واضاف البيان "إننا الآن مطالبون بحماية مكتسبات الموجة الثانية لثورة 25 يناير، وتأكيد إرادتنا في استعادة الاستقرار لبناء الوطن وتنميته"، مؤكدًا أن "بقاءنا في الميادين إلى حين استكمال إجراءات المرحلة الانتقالية سيؤكد للعالم بأجمعه أن المصريين فخورون بثورتهم، ومتمسكون بنجاحها".
وتأتي هذه الدعوة للتظاهر فيما يتظاهر عشرات آلاف من الاسلاميين دعمًا "لشرعية" الرئيس المعزول.
كما تزامنت هذه الدعوة مع قرار الاتحاد الافريقي بتعليق عضوية مصر فيه.
ويتبع الاتحاد الافريقي سياسة تعليق عضوية أي بلد يشهد "تغييرًا غير دستوري في السلطة". ويطبق هذا الاجراء عادة حتى العودة الى النظام الدستوري.
ودعا الجيش المصري الى الوحدة و"المصالحة" ورفض "الانتقام" بعد عزله الرئيس الاسلامي وتوقيف ابرز قيادات جماعة الاخوان المسلمين، وذلك قبل ساعات على تظاهرة لمؤيدي محمد مرسي اليوم الجمعة، وسط مخاوف من صراع جديد واعمال عنف في البلاد.
واكدت القوات المسلحة المصرية في بيان ليل الخميس الجمعة ضرورة "تجنب اتخاذ اية اجراءات استثنائية أو تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي".
واضافت أنها "تؤمن بأن طبيعة اخلاق الشعب المصري السمحة والقيم الإسلامية الخالدة لا ولن تسمح بأن ننساق إلى أي دعوة للشماتة أو الانتقام بين فرقاء الشعب الواحد، وما يصاحب ذلك من اعتداءات منبوذة على أي مقرات حزبية أو ممتلكات عامة أو خاصة". كما اشار البيان الى أن "التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي حق مكفول للجميع"، الا أنه شدد على أن "الافراط في استخدام هذا الحق دون داعٍ وما قد يصاحبه من مظاهر سلبية" يمثل "تهديدًا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن".