عباس: لا حل مع إسرائيل إذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لا حل مع إسرائيل إذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين، معربًا عن أمله بنجاح مهمة جون كيري وزير الخارجية الأميركي بإعادة إحياء المفاوضات في الأسابيع المقبلة، مؤكدًا على وجود مساع أميركية حثيثة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
جاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام في ختام زيارته للبنان التي استمرت ثلاثة أيام. وقال عباس "سنناضل من أجل اهدافنا الوطنية، وعلى رأسها القدس التي تهمّ العالمين العربي والإسلامي وكل العالم، والقدس أمر لا نفرّط به ونعاهد الله إذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين فلن يكون هناك حل".
وعن المصالحة الفلسطينية أوضح الرئيس الفلسطيني أنها تعثرت، معلنًا أنه "إذا وافقت حركة حماس على إجراء الانتخابات، فنحن جاهزون فورًا وخلال ثلاثة أشهر". وأعلن عباس أنه على استعداد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، متمنيًا تعاون حركة حماس "لإنهاء مرحلة مخجلة من حياتنا في الانقسام الذي حصل".
وردًا على سؤال حول وجهة المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي ستسبق المفاوضات، قال عباس "لا أضع شروطًا مسبقة قبل المفاوضات، وإنما أطرح مفهومًا للتفاوض، إضافة إلى مشكلة الأسرى الفلسطينيين". وبشأن العلاقات مع لبنان قال الرئيس الفلسطيني "نحن ضيوف مؤقتون في هذا البلد، وتحت القانون وليس فوقه، ونحن عنصر إيجابي، ولا نتدخل مع هذه الجهة أو تلك". مضيفًا "ما يهمّنا هو الاستقرار ووحدة وسيادة لبنان، ونحن ننظر بهذا المنظار إلى العلاقة مع إخوتنا في الدول العربية، أي إن ما يجري في أي دولة عربية لا نتدخل فيه أو نبدي رأيًا في هذه الأحداث التي بدأت في تونس ومصر وسوريا واليمن".
وردًا على سؤال حول يأس اليهود في الولايات المتحدة من موضوع حل الدولتين ونصيحتهم إلى الفلسطينيين بأن يكونوا مواطنين في دولة إسرائيل، قال عباس "نحن تبنينا حل الدولتين على أساس 67، وفي 93 اعترفنا بإسرائيل، وعلى هذا الأساس تفاوضنا معهم وما زلنا، إن هناك بعض الأصوات في الجيل الفلسطيني الجديد، تقول بالقبول بحل دولة واحدة، وأنا أقول هذا غير ممكن، ولا نقبله ولا الإسرائيلي يقبله".
وتابع عباس "لدينا تقصير وبكل صراحة تجاه الجاليات اليهودية المنتشرة في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، فأنا كنت اعتقد أنهم بعبع، وان كنت لا اريد تبرأتهم من تطرفهم، ولكنهم ليسوا مثل بعض رجال الحكومة في اسرائيل". وأضاف "اتمنى على اي دبلوماسي واعلامي عربي ان يجلس مع هؤلاء اليهود، وبالتالي لا بد ان يستمعوا الى الرأي الآخر، لأنهم لا يستمعون الا الى رأي نتنياهو. لا بد ان نتكلم معهم كي يفهموا وجهة النظر العربية، وانا ارى ان بعضهم بدأ يفهم ان اسرائيل هي المتعنتة".
وقال الرئيس الفلسطيني"نحن لا نقبل بحل الدولة الواحدة وانما بحل الدولتين، اما المستوطنات فهذا ما لا يمكن ان نقبل به كأمر واقع"، مؤكدا على عدم الانخداع بالامر الواقع" لأن كل الاستيطان الذي بدأ العام 67 هو غير شرعي، وعلى هذا الاساس نتفاوض".
وردا على سؤال حول غياب فلسطين عن اهتمام العرب بسبب الربيع العربي، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ان ما يسمى بالربيع العربي، وهذا رأيي، وهو حراك عربي داخلي، لا يمكن ان ننكر انه اثر علينا كثيرا، وان الدول التي حصل فيها الحراك انكفأت على نفسها، لكننا استطعنا ان نحصل على 138 صوتا في الامم المتحدة، وامتناع 41 ورفض 9. وذلك في ظل ازمات الدول العربية التي شهدت حراكا".
واكد على عدم التدخل بشؤون هذه الدول، وقال "انما نحن نتأثر لأننا بشر وعرب، ولكن مصلحتنا الاساسية ان دعونا بحالنا". وحول معاناة حركة حماس اليوم في مصر وسوريا، قال الرئيس الفلسطيني "لقد تأثرت علاقاتها مع سوريا ودول عربية، ولا اريد ان اقول انه ليس بسبب سياسة غير واضحة، انما مهما كان السبب، فحماس جزء من الشعب الفلسطيني، ونريد المصالحة معهم، ومن اليوم نريد ان نحقق المصالحة، ولا نريد اقصاء احد، ان شعبنا الفلسطيني واحد موحد، ويجتمع على كلمة واحدة هي فلسطين".
وبشأن عدم قيام السلطة الفلسطينية بعقد اتفاقات اقليمية مع دول عربية بشأن الغاز الفلسطيني، فأجاب معترفا "صلاحيتي كرئيس منتهية، واطالب بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية"، نافيا في الوقت عينه اتهامه بتعطيل حكومة وطنية، ومطالبا بحكومة تكنوقراط لثلاثة اشهر.
وعن مسألة الغاز الفلسطيني اشار الى مشاكل كثيرة بهذا الشأن مع اسرائيل، مؤكدا "اننا سنحصل على حقنا في الغاز والنفط والبوتاس الموجود في البحر الميت، ولكن لأننا تحت الاحتلال لا يمكن ان نعقد اتفاقات غاز مع اي دولة". وحول غياب كلمة المقاومة في خطابات الرئيس عباس، قال الرئيس الفلسطيني "لن اقول كلمة مقاومة مسلحة، وقد جربناها، وكان آخرها الانتفاضة الثانية، التي دمّرت كل شيء، وحصلت حرب 2007 و2009، وللمرة الاولى ترعى مصر اتفاقا للتهدئة بين حماس واسرائيل، وتعتبر ان العمل المسلح عدائي".
واضاف "انا غير مستعد لاطلاق صاروخ عبثي لأدمّر بلدي، نحن مع المقاومة السلمية الشعبية، وقد تم الاتفاق عليها بيننا وبين حركة حماس مكتوبة ومقروءة من قبل الاخ خالد مشعل، اي انه اتفق معي على حدود 67، وعلى المقاومة السلمية، وانني ممثل الفلسطينيين في المفاوضات. وانني لست مستعدا ان اكون عبثيا ومغامرا، ولكن كل المقاومات السياسية والدبلوماسية سنمارسها".
وردا على سؤال حول اتهامه بالديكتاتورية وتقديم التنازلات، نفى الرئيس الفلسطيني ان يكون قد قدم اي تنازل في موضوع حق العودة، كما نفى ان يكون دكتاتورا، وان كان يتمنى ان يكون دكتاتورا لكن لا يستطيع.
وعما إذا كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان طلب منه امرا ما بشأن السلاح الفلسطيني، فأجاب الرئيس الفلسطيني"نحن ضيوف في هذا البلد، وكان في الماضي عندنا مقاومة، وهذا مبرر لحمل السلاح، فما هو مبرر حمل السلاح طالما لا مقاومة عندنا. انا اعيش في بلد سيادته لبنانية، وما هو قيمة السلاح في المخيمات وما الذي يفعله"، مكررا رفضه ان يكون الفلسطيني طرفا في اي صراع داخلي في اي بلد".