أخبار

جمال قرني يؤكد أن قيادات الجماعة تجتمع لوضع خارطة طريق استعادة الشرعية

قيادي إخواني لـ"إيلاف": الانقلاب على مرسي مدبّر منذ شهور

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قال الدكتور جمال قرني القيادي في جماعة الإخوان المسلمين إن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان، تم التخطيط له منذ شهور، داعيًا الشعب المصري إلى التمسك بشرعية مرسي والاحتشاد في الشوارع والميادين بسلمية، حتى يعود إلى الرئيس الحكم.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أوضح جمال قرني، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، لـ"إيلاف"، أن قطاعًا عريضًا من الشعب المصري وعددًا من الدول الخارجية والمحللين السياسيين والصحف الغربية، يعتقدون أن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن المسيرات والتظاهرات التي خرجت طوال اليومين الماضيين ترفض الانقلاب الذي نفذه العسكر ضد الشرعية.

انقلاب باعتراف الغرب
وأشار إلى أن محمد مرسي هو أول رئيس مصري منتخب بإرادة شعبية عبر صناديق الانتخابات، منوهًا بأن القاصي والداني إعترف وأقرّ بنزاهة تلك الانتخابات.

ولفت إلى أن العالم الخارجي رفض الاعتراف بالانقلاب العسكري. ونبّه إلى أن الاتحاد الأفريقي جمّد عضوية مصر. وأفاد بأن الصحف الغربية وصفت ما حدث بالانقلاب أيضًا، ومنها صحيفة الأندبندنت البريطانية، التي نشرت كاريكاتيرًا يصوّر ما حدث، عبر تجسيد جنرال مصري يلقي بصناديق الانتخابات من الشرفة.

وردًًا على سؤال حول ما يقال من أن ما حدث يأتي استجابة لثورة شعبية عارمة، خرج فيها ملايين المصريين، أوضح قرني أنه في الوقت الذي تظاهر فيه معارضو مرسي، كان هناك الملايين من مؤيدي مرسي يتظاهرون أيضًا في ميدان رابعة العدوية والعديد من المحافظات والميادين الأخرى في القاهرة.

وتابع: "لكن إعلام الفتنة هو الذي صوّر أن أعداد المعارضين أكثر حجمًا، رغم أن الإسلاميين نزلوا بأكثر من 10 مليون متظاهر، وللأسف لم يغطِّ الإعلام تلك المظاهرات". وواصل: "نعم، نحن لا ننكر أن ميدان التحرير كان يضم أعدادًًا كثيرة من المصريين، ويقال إن الجيش إنحاز إلى الشعب، ولكن ألم نكن نحن أيضًا من الشعب".

يرى التظاهرات بعينين
واشار إلى أنه "اليوم وفي ميدان رابعة العدوية تواجد أكثر من أربعة ملايين، وفي ميدان الجيزة نحو مليونين، أليس هؤلاء من الشعب المصري، ورغم ذلك يتم تجاهل تلك الحشود، ويتم الانقلاب على الشرعية والعودة إلى حكم العسكر".

وأوضح أن الإخوان ومؤيدي مرسي سوف يستمرون في الاحتشاد في الميادين والشوارع، حتى يعود الرئيس إلى الحكم، منتقدًا الدعوات إلى العنف أو تدخل أية أطراف تتنهج العنف. وقال: "إن تظاهراتنا سلمية، وسوف تظل سلمية، إلى أن يعود مرسي إلى منصبه".

مدبّر منذ شهور
أضاف قرني: "هذا القرار ليس وليد اللحظة، بل يدبّر له منذ أمد بعيد، منذ شهور، وليس نابع من أحداث 30 يونيو، هكذا يرى المحللون أيضًا".

وأرجع أسباب الانقلاب العسكري إلى الرغبة في إجهاض المشروع الإسلامي، مشيرًا إلى أن "مصالح الداخل والخارج تلاقت من أجل إسقاط مرسي، رغم أن فترة حكمه تميزت بالديمقراطية، فلم يقصف قلمًا، ولم تغلق قناة ولا صحيفة، رغم اعترافه واعترافنا ببعض الإخفاقات، في حين أغلقت القنوات الإسلامية الآن، وأغلقت جريدة الحرية والعدالة، وجرت حملات اعتقالات واسعة في أوساط قيادات الإخوان والإسلاميين، بمجرد الإعلان عن بيان الانقلاب، وحاولوا التعتيم الإعلامي على الحشود التي تؤيّد الشرعية"، مشيرًا إلى أنهم لن ينجحوا في ذلك.

برعاية الفلول!
وأضاف أن ثمة أسباب أخرى وراء الانقلاب العسكري، بخلاف إجهاض المشروع الإسلامي، منها الرغبة في استمرار الفساد، وعدم تطهير مؤسسات الدولة. ودلل على ذلك بأن "من يقود الحركة هم الفلول، وليس الثوار"، مشيرًا إلى أن "الشباب سوف يندم، عندما يعلم أن من استفادوا من المشهد كله هم الفلول".

ورفض القول إن فشل مرسي في إدارة البلاد طوال الفترة الماضية هو السبب في السخط ضده. وأوضح أن مرسي كانت يده مغلولة. وقال: "لا جيش معاه ولا شرطة ولا إعلام ولا قضاء، فمثلًا عندما يتم القبض على البلطجية متلبسين بحرق وتخريب المنشآت العامة، تُفرج عنهم النيابة العامة".

وفي ما إذا كانت لديه ثمة معلومات عن مكان تواجد مرسي، قال قرني إن هناك "مسيرة ضخمة خرجت باتجاه الحرس الجمهوري، حيث يعتقد أنه رهن الإقامة الجبرية هناك".

خارطة طريق مضادة
عن أسباب تأخر ظهور الدكتور محمد بديع المرشد العام، قال قرني: "الجيش نفذ الانقلاب العسكري منذ يومين، وكان مكتب الإرشاد يعقد اجتماعات متواصلة من أجل تدارس الأمر، ومناقشة الكيفية المثلى للرد على هذا الانقلاب، ووضع خارطة الطريق لاستعادة الشرعية".

وأضاف أن "جميع قيادات الإخوان متواجدون في الميادين العامة مع المتظاهرين، وليس كل الإسلاميين معنا، لأن بعضهم خذلنا. معنا الآن مصريون عاديون، لا ينتمون إلى التيارات الإسلامية، بأعداد تفوق عدد التيار الإسلامي مئات المرات". وقال: "كلنا متواجدون في الميدان، ولا صحة لمعلومات تفيد باعتقالنا، إنها مجرد شائعات".

جماعة محلية
ونفى قرني إجراء أو تلقي الإخوان إتصالات مع جهات خارجية، لاسيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وقال: "لا لم يحدث، نحن أناس محليون، نتشاور مع إخواننا في مصر، لكن ما نقرأه في الصحف الخارجية، يقول لنا إن بريطانيا وألمانيا وتركيا وبعض البلاد الغربية ترفض هذا الانقلاب، والانقضاض على الديمقراطية".

وحذر من أن "مصر تدخل في حالة من الفوضى ومعترك لا يعلمه إلا الله، فأي رئيس يتم انتخابه في ما بعد لن يصمد طويلًا، فإذا رفضته مجموعة من المصريين، سوف تعتصم ضده في ميدان التحرير، والعسكر يشيلوه، وبهذه الطريقة يكون العسكر هم من يحكمون، وليست هناك ديمقراطية".

سلاحنا الإيمان
وحول موقف الإخوان من الهجمات التي تتعرّض لها قوات الشرطة وبعض وحدات الحيش في سيناء، تحت مسمى دعم الشرعية، قال قرني: "الرئيس محمد مرسي أعلن تمسكه بالشرعية، ودعا إلى مساندتها في إطار من السلمية، وجميع قيادات الإخوان متمسكون بالسلمية، ويرفضون ويستنكرون أي مظاهر للعنف، حتى لو استخدم العنف ضدنا".

وتابع: "الدليل على ذلك هو أن المتظاهرين السلميين أمام جامعة القاهرة تعرّضوا للقتل، وأصيب نحو 200 آخرين، ولم يردوا بالمثل، نحن ليس لدينا سلاح إلا سلاح الإيمان بربنا سبحانه وتعالى".

وعن الخطوات المقبلة، التي تنوي الجماعة اتخاذها، قال قرني: "نحن الآن محتشدون في الشوارع، وحتى انتهاء الليل، نجلس معًا، ويجتمع القيادات الكبار، لدراسة الموقف أولًا بأول، ولكل حادث حديث".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف