برهان غليون يشرح فلسفة التغيير في الربيع العربي (2 من 2)
مشكلة النصرة في استقلاليتها وتنتظر الانتصار على الشك وفقدان الثقة بالمستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في الجزء الثاني من الحوار الشامل مع المفكر السوري المعارض برهان غليون، قال إن مشكلة النصرة ليست في عقيدتها إنما في استقلالية قرارها، وأكد أن سوريا تنتظر معجزة الانتصار على فقدان الثقة بالمستقبل، بعد معجزتي الثورة والصمود أكثر من عامين.
غسان المفلح: بعد مرور أكثر من 27 شهرًاعلى انطلاق الثورة السورية، يجد المفكر السوري المعارض برهان غليون متسعًا من الوقت ومزيدًا من الأفكار، ليخوض في ما آلت إليه أحوال الثورة السورية، التي تواجه التدخلات الخارجية، وفي مقدمها التدخل الايراني المباشر أو غير المباشر، "ولم يعد الشعب السوري وحده المهدد وإنما شعوب المشرق العربي كلها، وعلى العرب أن يتحملوا جزءًا من العبء الذي هو نصيبهم في معركة حرية العالم العربي واستقلاله وسيادة دوله في الوقت نفسه".
الأزمة انتقلت من صراع داخلي على الدولة إلى صراع دولي على سوريا
ويميز غليون بين التدخل الأجنبي والدعوة له، وبين دعوة الأمم المتحدة لتدخل انساني لحماية المدنيين على أساس مادة مسؤولية الحماية للشعوب المعرّضة لجرائم ضد الانسانية وجرائم الإبادة الجماعية المدونة في ميثاق الأمم المتحدة، "وكنت أعتقد أن تدخل الأمم المتحدة في أي شكل جاء يقلل من المخاطر السياسية لتدخل أجنبي في بلد حساس جداً من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية".
ويتطرق غليون إلى مشكلة النصرة ، فيرى أنها لا تكمن في تطرف ايديولوجيتها واختلاف عقيدتها مع عقيدة الجيش الحر فحسب، وإنما في استقلاليتها، وعدم خضوعها لأي قيادة مركزية سورية، بحيث تحولت إلى جيش داخل الجيش الحر، "وبهذا المعنى مشكلة النصرة ليست خاصة بها فحسب، لكنها تشكل جزءًا من مشكلة التشتت والبعثرة وغياب الاندماج والقيادة العسكرية المركزية التي ترخي بظلها على كل كتائب الجيش الحر وتضعّف أداءَه".
وينتظر غليون معجزة سورية جديدة، بعد معجزتي تفجير الثورة والصمود عامين كاملين في وجه القتل الممنهج، هي معجزة الانتصار على الشك والخوف والانتقام وفقدان الثقة بالمستقبل، ويقظة الروح الوطنية الجامعة التي تخرج سوريا من عثرتها.
في ما يأتي نص الحوار:
هل بقي الربيع العربي ربيعًا أم تحول إلى خريف نتيجة لمجيء الاسلاميين إلى السلطة عبر صندوق الاقتراع؟
قد يحصل في بعض فصول السنة أن تأتينا فترات نعيش فيها الفصول الأربعة في اليوم الواحد. وفي حقبة الانقلابات الثورية هذه، تزداد الأيام التي نشهد فيها الفصول الأربعة أو تختلط فيها الفصول كلها. لكن هذه الأيام القليلة تعبر عن اختلاطات محدودة و لا تلغي فصول السنة الأربعة، ولا تعكس اتجاهها. نحن في الربيع العربي، في هذه المرحلة، نعيش أيامًا أكثر من خريفية، نشهد فيها الفصول كلها.
إلى أين تسير الثورة السورية في ظل فضاء دولي يغطي جرائم السلطة الأسدية؟
الشعب السوري قهر الديكتاتورية الأسدية منذ أكثر من سنة، وقوض كل أركانه المادية والمعنوية. وسوريا الحرة التي تحررت من قيودها الأسدية هي التي تواجه اليوم التدخلات الخارجية، وفي مقدمها التدخل الايراني من خلال ميليشياته الايرانية المباشرة أو التابعة له في لبنان. ولم يعد الشعب السوري وحده المهدد وإنما شعوب المشرق العربي كلها. وعلى العرب أن يتحملوا جزءًا من العبء الذي هو نصيبهم في معركة حرية العالم العربي واستقلاله وسيادة دوله في الوقت نفسه. الشعب السوري وحده لن يستطيع أن يقاوم إلى الأبد محورًا مكونًا من روسيا وايران والبلدان العربية التابعة لها والسائرة في مشروع هيمنتها الامبراطورية. هناك قسط كبير من العبء يقع أيضًا على عاتق الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي يدفع الشعب السوري اليوم، من دون حق، جزءًا من فواتير أخطائها في المنطقة. وحتى لو لم تكن هذه الدول عميقة التعاطف مع ثورة الشعب السوري فهي مضطرة للوقوف إلى جانبه للدفاع عن حلفائها العرب، في الخليج المهدد بعمليات تخريب ايرانية لن تقف عند الخليج وحده، وإنما ستتوسع لو نجحت في كل الاتجاهات. هذه معركة حرية الشعب السوري واستقلاله وسيادته، لكنها تصبح أكثر فأكثر معركة حرية العرب واستقلالهم وسيادتهم في وجه التوسع الايراني والنزوع الامبريالي الجديد لروسيا المتعطشة للعودة إلى الحرب الباردة وروح امبراطوريتها السوفييتية الزائلة.
المفاجأة الأميركية
هل ترى إمكانية سقوط الاسد من دون تدخل دولي بعد تدخل سافر وعلني من قبل إيران وحزب الله وجماعات إيران في العراق؟
لم يكن أحد من الثوار مع التدخل الأجنبي على الطريقة العراقية أو الليبية، لأن السوريين كانوا يعتقدون أنهم، بشجاعتهم الأسطورية، سيقهرون عدوهم، ويجبرونه على الرحيل. وقد نزل الشباب في الشوارع عراة الصدر في أكثر من مرة ليظهروا للنظام أنهم غير خائفين من الموت، وأنهم مستعدون لكل الاحتمالات. وقد حققوا ما طمحوا إليه بالفعل وقهروا النظام. وهذا ما استدعى تدخل أسياده ووكلاء أمره وإرسالهم السلاح في جسور جوية أسبوعية، قبل أن يدفعوا بقواتهم البرية التي ربما تجاوز عددها اليوم ٥٠ ألفًا. كنت أميز بين التدخل الأجنبي والدعوة له، وبين دعوة الأمم المتحدة لتدخل انساني لحماية المدنيين على أساس مادة مسؤولية الحماية للشعوب المعرّضة لجرائم ضد الانسانية وجرائم الإبادة الجماعية المدونة في ميثاق الأمم المتحدة. وكنت أعتقد أن تدخل الأمم المتحدة في أي شكل جاء يقلل من المخاطر السياسية لتدخل أجنبي في بلد حساس جداً من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية، وهو في حالة حرب مع اسرائيل التي لا يغيب عن أحد التزام الغرب بحماية حدودها ومصالحها. منذ البداية كنا ننادي بحماية المدنيين، وأيدنا إرسال قوات الامم المتحدة لوقف القتال ومراقبة سلوك ميليشيات الحكم الفاشي. لكننا كنّا حذرين من طلب التدخل العسكري الغربي كي لا تفقد القوة المعنوية والسياسية للثورة السلمية، ولأننا كنّا نعرف أن سوريا غير ليبيا، وأن هذه الدول لن تضحي من أجلنا كما فعلت في ليبيا، وأن مصالحها في التدخل غير واضحة وغير أكيدة.
ماذا عن الموقف الأميركي؟
ما لم يكن في حسبان أحد، بما في ذلك الأميركيون أنفسهم، هو الانهيار المعنوي والسياسي الذي حصل للامبراطورية الأميركية. كنا نقول إنهم يتذرعون بالفيتو الروسي حتى يتجنبوا الانخراط في النزاع السوري، خوفاً من إثارة الروس أو تأمينا لمصالح اسرائيل التي يهمها إضعاف سوريا وتدمير بنياتها التحتية. لكن ما ظهر الآن يدل على أن الموقف الأميركي المتردد ينبع من إدراك عميق عند قسم مهم من القيادة الأميركية بأن أميركا لم تعد قادرة على الاستمرار في سياسة الهيمنة الدولية والحفاظ على النفوذ العالمي الواسع. تبدو أميركا اليوم مصابة في الصميم، وعلى طريق تغيير استراتيجيتها المستقبلية كليًا، وليست في وارد الدفاع عن دورها في القيادة العالمية، كما كانت تردد في عهد بوش وحتى كلينتون. كل ما تريده هو السلام لتتفرغ لإعادة تنظيم شؤونها المبعثرة والمؤرقة. ونهاية عصر القيادة الأميركية تفتح حقبة جديدة من التاريخ الحديث، وتشجع قوى مثل روسيا إلى إعادة تعريف دورها وموقعها العالمي، ولو أنها لا أمل لها في الحلول محل القيادة العالمية الأميركية. وهذا التحول الذي انكشف على ضوء الأزمة السورية هو المفاجأة الاستراتيجية، وهو أخطر ما واجهناه ونواجهه في كفاحنا البطولي نحن السوريين للخلاص من حقبة الديكتاتورية والعبودية الأسدية.
مشكلة النصرة
ماذا تقول في جبهة النصرة؟
مشكلة النصرة لا تكمن في تطرف ايديولوجيتها واختلاف عقيدتها مع عقيدة الجيش الحر فحسب، وإنما في استقلاليتها، وعدم خضوعها لأي قيادة مركزية سورية، بحيث تتحول إلى جيش موازٍ أو جيش داخل الجيش الحر. وبهذا المعنى مشكلة النصرة ليست خاصة بها فحسب، لكنها تشكل جزءًا من مشكلة التشتت والبعثرة وغياب الاندماج والقيادة العسكرية المركزية التي ترخي بظلها على كل كتائب الجيش الحر وتضعّف أداءه، وتحرمنا من الاستفادة المثلى من الموارد والقوى المقاتلة، ما يزيد من التكاليف البشرية والمادية لأي إنجاز. لا يهم اعتقاد الافراد أو الجماعات ومذاهب أعضائها، المهم منظومة العمل والقتال التي تدخل فيها هذه القوى أو تعتبر جزءًا منها. ولو وجدت مثل هذه المنظومة، واندرجت كتائب من النصرة فيها، وخضعت للقيادة المركزية، لكانت الأمور أقل خطورة والنتائج اقل سلبية. فمشكلة النصرة هي مشكلة كل الكتائب الأخرى، مع فارق أن النصرة تحظى بدعم مالي وتسليحي وإعلامي يمكنها الحفاظ على استقلاليتها والتوسع في اتجاه جذب عناصر من الجيش الحر المحرومة من الموارد والسلاح إلى صفها. وهكذا أصبحت تشكل جيشًا خاصًا إلى جانب الحر، لا يتبع قيادة الأخير ولا يؤمن بأهدافه ولا يعمل معه لتحقيق نفس القيم والمبادىء والغايات. هذا الوضع لا يمكن ولا ينبغي أن يستمر، ولا بد من إخضاع جميع القوى المقاتلة في صف الثورة لقيادة مركزية واحدة، وتنظيم عملها حسب خطة واحدة، وأهداف تحددها القيادة السياسية بالدرجة الاولى. وينبغي على المجلس العسكري الأعلى أن يدخل في مفاوضات مع جميع القوى المقاتلة، بما فيها النصرة، لوضع خطة لتوحيد القوات وتوحيد عقيدتها القتالية والسياسية وعدم القبول بالجيوش الموازية والمنفصلة.
هل ترى أن خوف الغرب أو الاقليات على مستقبل سوريا مبرر؟
أنا أيضًا متخوف على مستقبل سوريا وحاضرها. وكل سوري وطني متخوف مثلي من انتشار الفوضى، ومن استمرار النزاعات سنوات طويلة، ومن صوملة بلادنا. لكن ليس هناك تخوف أكبر من أن ينجح الأسد في البقاء في السلطة وأن يستمر حكم المافيا الدولية. ولو حصل لكنا امام ولادة دولة عنصرية جديدة مشابهة لاسرائيل في معاملتها للسكان الأصليين، وفي رهانها في وجودها على العنف والقسوة الوحشية، واعتمادها الرئيسي في الدفاع عن نفسها على الارتهان للدول الأجنبية. سنكون في هذه الحالة امام دولتين استثنائيتين تضعان نفسيهما فوق القانون والعرف والأخلاق، حليفتين ضد العرب ومشاريع تحررهم جميعًا، اسرائيل وسوريا الأسد.
إعادة هيكلة
كيف ترى وضع الجيش الحر وقوى الثورة المسلحة الآن؟
لا يمكن لحالة التشتت التي تعرفها الكتائب المقاتلة والموروثة من الحقبة الأولى لتسلح الثوار المدنيين في القرى والأحياء للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم أن تستمر وتحقق نتائج مطلوبة لحسم المعركة. لا بد من إعادة بناء هيكل القوات وتنظيمها وتدريبها وتحويلها إلى جيش وطني، يخضع لسلسلة قيادة واحدة، ويتحرك كجسد واحد وعلى ضوء خطط واضحة، تحت إشراف عسكريين محترفين وبمشاركتهم الميدانية. المطلوب في الواقع ليس توحيد التمثيل وإنما توحيد القوات نفسها، وإنشاء هيكل قيادة وتحكم وتوحيد موارد الدعم والاشراف الكامل عليها.
ما وضع الائتلاف المعارض اليوم؟
وضع الائتلاف غير مسر، والسبب أن روح التكتلات سيطرت عليه ومعها الصراع على توسيع دوائر النفوذ لكل منها، والتزاحم على احتلال مناصب المسؤولية من الاهتمام بمضمونها أو القيام بواجباتها. ومن هنا، سيطر مناخ النزاع عليه وزادت شكوك الرأي العام السوري والدولي بمقدرته على القيام بالمهام الملقاة عليه في تمثيل الثورة وقيادتها. ولا يمكن لمن يفتقر للقيادة أن يشكل هو نفسه قيادة لأحد. لكن الائتلاف يعكس ضعف خبرة النخب السورية السياسية المعارضة، والانقسامات داخل الحراك الثوري المدني والمسلح. وآمل أن يتمكن الائتلاف من تجاوز نقاط ضعفه والسير بشكل أفضل نحو الاتحاد والعمل الايجابي وتنمية روح المسؤولية والالتزام. بالنسبة لي لم أغيّر قراري منذ استقالتي من أول جمعية لحقوق الانسان في باريس بعد أن أسستها كفرع للمنظمة العربية لحقوق الانسان عام ١٩٨٥، وهو الابتعاد عن أي منصب مهما كان حتى في الجمعيات الانسانية، رغبة في أن أجنب نفسي النزاع أو الصراع على أي سلطة مهما كانت. الاستثناء الوحيد الذي حصل هو عندما قبلت أن استلم رئاسة المجلس الوطني السوري تلبية لما بدا لي واجبًا وطنيًا في خدمة الثورة. ولا أذيع سرًا عندما أقول إن تجربتي كانت مخيبة للآمال، لأنني وجدت نفسي في مواجهة التشاحن على المناصب والصراع حول مواقع سلطة رمزية على حساب القضية الرئيسية والهدف المنشود.
لماذا جنيف-2 طالما أن جنيف-1 لم يعطِ أية نتائج سوى تمديد القتل والتدمير، وكيف للمعارضة السورية أن تعالج الموقف منه؟
جنيف-2 إعلان جديد عن العجز الدولي والتغطية على الاستقالة الدولية وتعويض عن التدخل الانساني المطلوب لوضع حد للمجزرة اليومية ولهمجية نظام يعمل لصالح دول أجنبية، ورمي الكرة إلى السوريين ليتدبروا أمرهم بحسب ما يستطيعون. البديل عن التدخل لحسم الصراع لصالح الشعب الثائر كما حصل في ليبيا هو فتح مسار سياسي للتفاوض بموازاة المسار العسكري، لعله يكون بالإمكان التوصل إلى تسوية سورية - سورية توفر على الدول مزيدًا من الدعم وتخفف ضغط الرأي العام الدولي عن العواصم الكبرى، وتضمن قبل كل شيء مصالح هذه الأخيرة. وهو يفترض أن المسألة معقدة وطويلة كما يقولون دائمًا، وأن التفاهم المتعدد الأطراف السوري والاقليمي والدولي المطلوب لحلها لن يكون سهلاً. السوريون جزء من المسألة في جنيف وليس القضية كلها.
إلى أين؟
أخيرًا... الثورة السورية إلى أين؟
لم يحصل أن انقلبت دولة على شعبها وصارت قوة احتلال، وقررت أن تدمر بنياته وحضارته وتحوله إلى ركام وهي قائمة لتحميه وتضمن حقوق ابنائه وسلامتهم. الرد على مثل هذا الوضع ليس سهلًا ولن يكون سريعًا. وهو لا يتجاوز مقدرة معارضة بالكاد لملمت صفوفها بعد موت طويل، وانضم إليها مئات آلاف الشباب الذين لم يعرفوا يومًا خبرة العمل العمومي المنظم، وإنما يتجاوز مقدرة المجتمع الدولي كله. سوريا شهدت حتى الآن معجزتين، معجزة تفجير الثورة نفسها ضد نظام لم تعد همجيته تحتاج لوصف أو برهان، والثانية معجزة الصمود سنتين كاملتين في وجه استراتيجية القتل الممنهج والابتزاز بالدمار الشامل. تبقى معجزة ثالثة، الانتصار على الشك والخوف والانتقام وفقدان الثقة بالمستقبل، ويقظة الروح الوطنية الجامعة التي تخرج سوريا من عثرتها، وتوحد جميع السوريين بعد طول انقسام واقتتال، وتحررهم من أوهام الانفراد والسيطرة الأحادية، والرهان على القوى الأجنبية، والاستقواء بالعصبية القبلية أو الفئوية أو الطائفية، وتقودهم إلى العودة إلى سوريا المدنية. لقد أسقط الشعب نظام الجريمة الجماعية المنظمة بالدماء الغزيرة والبريئة التي قدمها جيل كامل من الشباب والبنات الأحرار، لكن لن نستطيع تنظيف البلاد منه ومن ميليشياته، ولا رفع رأسنا من تحت الأنقاض ما لم ننجح في تنظيم أنفسنا. هذه هي كلمة السر. أرى بوادر أمل كبيرة في تقدم ولو كان بطيئاً في إدارة بعض المناطق المحررة، وفي مواجهة الشعب للكثير من التجاوزات والاختراقات والانتهاكات التي يقوم بها البعض عن جهل أو ضلال، لما ينبغي أن يكون عهدًا وطنيًا جديدًا.