الحركة ستكون مضطرة لعلاقة أكثر مرونة مع الوضع الجديد
عزل مرسي في مصر قد تكون له نتائج كارثية على حماس
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تشعر حركة حماس بالقلق بعد الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر، ويرى محللون أن ما حدث يمكن أن تكون له نتائج كارثية على حماس ولم تكن الحركة تتوقعها، وكان الأمر بمثابة ضربة قوية تلقاها الإخوان في غزة.
غزة: رأى محللون سياسيون أن حماس تواجه تحديًا كبيرًا بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي وسقوط حكم الاخوان بمصر الذي قد تكون له "نتائج كارثية" على الحركة التي قد تضطر لاتخاذ مواقف اكثر مرونة تجاه علاقتها مع جماعة الاخوان والوضع القادم في مصر.وقال مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية والتاريخ في جامعة الازهر في غزة إن ما حصل في مصر "له نتائج كارثية على حماس لم تكن تتوقعها". وكانت حماس اقامت احتفالات غير مسبوقة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه، فور الاعلان عن فوز مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية قبل عام واحد.وسمح هذا الفوز للحركة بتعزيز علاقتها مع جماعة الاخوان المسلمين، وعقدت عدة لقاءات بين مرسي ورئيس الحركة خالد مشعل ورئيس حكومة حماس اسماعيل هنية وحصل تعاون رسمي على المستويين الاقتصادي والامني بين حكومة هنية وحكومة مرسي. ويقول ابو سعدة "الاسوأ لحماس هو أن عزل مرسي جاء بعد موجة تحريض في الاعلام المصري ضد حماس يحملها مسؤولية المشاركة في الاحداث".ويضيف: "بغض النظر عن صحة هذه الاخبار، حماس خسرت التعاطف الشعبي المصري وبالتالي مع الشعب الفلسطيني وغزة الذي كان سلاحًا قويًا لحماس زمن (الرئيس المصري حسني) مبارك". من جهته، يرى المحلل السياسي هاني حبيب أن "الاطاحة بحكم مرسي شكل ضربة للاخوان المسلمين في كل مكان خصوصًا في قطاع غزة". واشار الى "صدمة" لدى قيادة الحركة، موضحاً أن "هذا ما يبرر اجتماعاتها المتتالية لدراسة معمقة للنتائج المترتبة على ما حدث في مصر لأن حماس تدرك المنحنى الهائل والخطير في الايام القادمة عليها بسبب دعمها وعلاقتها بالاخوان". ولم تصدر حماس أي بيان للتعليق على ما جرى في مصر.لكن اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس حرص في خطبة صلاة الجمعة للتأكيد أن ما جرى لن ينعكس سلبًا على سياسة مصر تجاه قطاع غزة والقضية الفلسطينية. وقال "لا خوف على القضية الفلسطينية ولا خوف على المقاومة ولا خوف على غزة. فمصر عمقنا وبلادنا العربية والاسلامية عمقنا".ويشير حبيب الى أن "الوضع الامني في سيناء سيتخذ مبررًا للضغط على حماس من زوايا عديدة مثل هدم واغلاق الانفاق التي تشكل شريانًا مهمًا لقطاع غزة وحماس، وكذلك لتنقلات قادة الحركة عبر البوابة الوحيدة " وهي معبر رفح. ويقول المحلل السياسي مصطفى الصواف إن العلاقة بين حماس وقيادة مصر "ستتأثر في بعض جوانبها لكن لن تصل لدرجة السوء التي سادت العلاقة زمن حكم مبارك".ويشير الصواف الى أن "الملف الفلسطيني ملف أمني والجهة المسؤولة عنه المخابرات العامة بمصر التي لم تتغيّر في زمن مبارك ولا في ظل حكم مرسي وبالتالي هي تعرف جيدًا كيفية التعامل مع ملف فلسطين وغزة وحماس". ويتابع أن هذا "الملف محكوم وفقًا لسياسة مرسومة ومحددة"، مشيرًا الى أن "حماس تعاملت مع نظام مبارك وبامكانها التعامل مع أي نظام جديد، القيادة المصرية تعرف أن ما روجه الاعلام المصري ضد حماس ليس صحيحًا ولن تبني عليه سياساتها ومواقفها". وقال مصدر مطلع في القاهرة إن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق غادر مع فريقه القاهرة التي يقيم فيها موقتًا الاسبوع الماضي.ويقول الصواف رئيس التحرير السابق لجريدة فلسطين التي تصدر في غزة إن "ملف فلسطين ورقة رابحة في يد أي قيادة بمصر لذا سيكون بالنسبة للقيادة المصرية كما بالنسبة لحماس حرص كبير على بقاء العلاقة". اما هاني حبيب، فيرى أن مواطني قطاع غزة البالغ عددهم اكثر من مليون وسبعمائة الف نسمة "سيكتوون بنار الاجراءات كاغلاق الانفاق مع اقتراب شهر رمضان".ويضيف "لا مؤشرات أن الوضع هذا سيتغيّر قريبًا بسبب الوضع الصعب والانشغال بالشأن الداخلي بمصر".وقد اغلقت كافة الانفاق المنتشرة على طول الحدود الفلسطينية المصرية قبل عشرة ايام ما ادى الى نقص حاد في السلع والمواد المهربة الى القطاع المحاصر منذ ست سنوات خصوصاً الوقود ومواد البناء وبعض السلع الغذائية، ويقوم الجيش المصري الذي عزز تواجده على الحدود بهدم عدد من الانفاق منذ عدة ايام. ويرى عدنان ابو عامر استاذ العلوم السياسية في جامعة الامة في غزة أن ما يجري في مصر "شأن فلسطيني بامتياز وليس فقط شأناً مصرياً بالنسبة للفلسطينيين لأنه يؤثر مباشرة على الوضع الفلسطيني والقطاع".ويضيف ابو عامر أنه يتوقع علاقة "فاترة وباردة" بين حماس ومصر، مشيرًا الى أن العلاقة مع مصر "علاقة جوار اجبارية".وبعدما اشار الى أنه بصعود الاخوان للحكم "تحقق استقرار سياسي بمصر وانعكس ايجابيًا على غزة"، قال إن "الانشغال المصري بالشأن الداخلي الآن سيجمد جهود المصالحة الفلسطينية ايضًا". ويتوقع ابو عامر وسعدة مشاكل اقتصادية في القطاع. وقال ابو عامر إن "اغلاق معبر رفح والانفاق قد يستمر الى اجل غير مسمى"، ما سيؤدي الى "ازمة اقتصادية خانقة في القطاع". اما ابو سعدة فيتوقع أن تواجه حماس "شحًا في الدعم المالي ونقصًا بالمواد والامدادات باشكالها وعزلة سياسية".لكن سعدة يعتبر أن "الوقت لم يفت لخروج حماس من المأزق بأقل الخسائر"، موضحًا أن ذلك يتم "بأن يتعاملوا سياسيًا لا ايديولوجيًا. حماس ليست مجبرة أن تبقى مع الاخوان فهم كانوا حلفاء للنظام السوري في ظل قمع الاخوان بسوريا".ويؤكد أنه "على حماس اعادة قراءة كل المرحلة السابقة لأن المنطقة كلها باتت شبه معادية لحماس فهم خسروا علاقتهم بمحور ايران سوريا حزب الله، والنظام الجديد بقطر لا نعرف كيف ستؤول علاقتهم به".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف