إمتثلوا لخطاب مرشدهم وتحريضه ومارسوا عنفًا شديدًا
مصريون: الإخوان هاجمونا بالأسلحة النارية وعاملونا ككفّار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شكا مواطنون مصريون يقيمون في حي المنيل في القاهرة من شدة الاشتباكات العنيفة والدامية ليلة الجمعة، والتي خلفت 7 قتلى على الأقل وعشرات المصابين. واتهموا الإخوان المسلمين باستعمال أسلحة نارية، والامتثال لتحريض مرشدهم.
القاهرة: "الإخوان هاجمونا بالأسلحة النارية بعد خطاب المرشد محمد بديع.. قتلوا منّا كثيرين"، هكذا يلخص أحمد فتوح أحد أهالي حي المنيل في القاهرة الاشتباكات العنيفة والدامية في الحي ليلة الجمعة، التي خلفت 7 قتلى على الأقل وعشرات المصابين، بحسب طبيب، بعد دقائق قليلة من خطاب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، الذي دعا فيه أنصاره إلى فداء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بأرواحهم.
9 ساعات من العنف
وشهد حي المنيل ليلة الجمعة السبت اشتباكات واسعة، استمرت نحو 9 ساعات، بين أهالي الحي وأفراد من جماعة الإخوان، هاجموهم من ناحية جامعة القاهرة، حيث يعتصم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي منذ الثلاثاء، بحسب روايات الأهالي.
قطع الحجارة وكسر الزجاج والبقع السوداء الكبيرة على الأرض من بقايا الإطارات المشتعلة تلخّص المشهد على كوبري الجامعة على النيل، حيث جرت الاشتباكات العنيفة. بعض أعمدة الإنارة سقطت على الأرض، التي امتلأت أيضًا بالفواصل الحديدية التي تستخدمها الشرطة المصرية، والتي يبدو أنها استخدمت للفصل بين الطرفين فوق الجسر.
بديع حرّض والأنصار استجابوا
وكان بديع خاطب عشرات الآلاف من أنصاره في اعتصام أمام جامع رابعة العدوية في مدينة نصر، شمال القاهرة، قائلًا "رئيسنا هو مرسي". وكرر أكثر من مرة "نحن هنا إلى أن نحمله على أعناقنا أو نفديه بأرواحنا"، ودعا "الملايين" إلى البقاء في الميادين حتى يعود مرسي إلى رئاسة البلاد.
وعبر مدن البلاد، سقط أمس الجمعة 30 قتيلًا في اشتباكات بين أنصار الرئيس الإخواني المعزول ومعارضيه والأهالي الذين اتهموا الإخوان بإطلاق النيران عليهم، خاصة في الأسكندرية، التي سقط فيها 12 قتيلًا إثر خطاب بديع. ويقول الشاب فتوح "الهجوم جاء بعد دقائق من انتهاء خطاب بديع.. عاملونا ككفار.. كانوا يهتفون الله أكبر وهم يضربوننا بالنار".
أسلحة نارية وأخرى بيضاء
بغضب شديد يقول التاجر محمد فكري (29 عامًا)، الذي أصيب بالخرطوش لفرانس برس: "المئات من الإخوان جاؤوا من منطقة جامعة القاهرة بالأسلحة النارية والآلية والأسلحة البيضاء، مثل السيوف والسنج، وحاولوا المرور باتجاه التحرير". وتابع فكري بانفعال: "هناك عشرة قتلى، منهم 6 من زملائي، قتلوا برصاصة واحدة في الرأس.. كان هناك قناصة فوق مسجد صلاح الدين".
وأضاف: "أطلقنا عليهم الخرطوش والحجارة فقط.. كنا ندافع عن أنفسنا وعن منطقتنا وعن التحرير". وكانت مسيرات لأنصار الجماعة توجّهت إثر خطاب بديع إلى التحرير ومحيط مبنى التلفزيون في ماسبيرو مساء الجمعة، حيث حاولت مهاجمة الميدان، ما أدى إلى سقوط قتلى.
ليسوا مسلمين!
خيّمت أجواء حزينة وغاضبة على الحي، الذي تسكنه الطبقة المتوسطة على نهر النيل. ولم تفتح معظم المحال أبوابها بعد. وعلى باب معدني لمحل خردوات في الحي، علقت ورقة بيضاء، كتب عليها بالأسود إن صاحب المحل "شهيد عبد الله سيد عبد العظيم" توفي. وقال الأهالي إن صاحب المحل شاب في السادسة والعشرين من عمره قتل برصاصة في الرأس.
محمد يحيى، الذي أصيب بالحجارة في ذراعه اليمنى، قال بتأثر بالغ "ثلاثة من أصدقائي قتلوا.. الإخوان هجموا علينا بكل أنواع الأسلحة". وأضاف يحيى، الذي سبق ورشح مرسي في الانتخابات الرئاسية قبل عام، "الإخوان جماعة إرهابية تريد حرق البلد.. ليسوا مسلمين على الإطلاق".
قناصة
ومن شرفة منزلها، شاهدت الموظفة هند طه الأحداث قائلة :"كان هناك قناصة ملتحون فوق مسجد صلاح الدين وفوق بعض العمارات.. على الأرض كان الكثير من الملتحين القادمين من اتجاه جامعة القاهرة يحملون أسلحة آلية"، الرواية تلك أيّدها أمين شرطة، رفض ذكر اسمه، قائلًا إن "الأهالي ألقوا القبض على إخواني يحمل سلاحًا ناريًا فوق سطح إحدى البنايات".
إطلاق النيران من فوق البنايات أكده طبيب في مستشفى القصر العيني، القريب من الحي، والذي نقل إليه ضحايا الاشتباكات. وقال الطبيب إيهاب السيد: "مات سبعة على الأقل بين يدي أثناء إسعافهم.. وأعتقد أن عدد القتلى اكبر من ذلك بكثير". وتابع "الإصابات كلها بطلقات نارية... وهناك 3 قتلى وعشرات المصابين أصيبوا بطلقات أطلقت من أماكن مرتفعة.. مكان دخول الرصاص في أعلى الجسد ومكان خروج الرصاصة في أسفل الجسد".
وأوضح الطبيب أن "معظم القتلى من أهالي المنيل، إن لم يكونوا كلهم. وتقريبًا كل المصابين من الأهالي"، وتابع "كان هناك مصابان من الإخوان، حاول الأهالي الفتك بهما، لكننا نجحنا في تهريبهما".
الإخوان: تظاهراتنا سلمية
في الجهة المقابلة، يؤكد أحمد سبيع الناطق باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، لفرانس برس، قائلًا: "الإخوان المسلمون نزلوا إلى الشارع بالملايين الجمعة تأييدًا لمرسي في تظاهرات سلمية"، وأضاف سبيع عبر الهاتف من اعتصام رابعة العدوية "ليس كل ملتحٍ ينتمي إلى الإخوان".
بغضب شديد، يلوم الأهالي الشرطة والجيش على تركهم فريسة للإخوان طيلة المعركة. ولم تتواجد قوات الأمن أثناء زيارة فرانس برس للحي. وقال سيد عبد النعيم: "الشرطة جاءت بعد خمس ساعات، ولم تفعل شيئًا.. والجيش لم يأتِ على الإطلاق"، وهو ما أكده أحمد سعد، الذي قال "الشرطة لم تفعل شيئًا".
وتعهدت الشرطة أكثر من مرة بحماية المواطنين أثناء تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو. وكان المقر القديم لجماعة الإخوان المسلمين في حي المنيل أحرق، لكن الأهالي، الذين قابلهم مراسل فرانس برس، قالوا بالإجماع إنهم خدعوا في الجماعة التي اتهموها بمحاولة حرق البلد.
وقال خالد توفيق، الذي بدا مصدومًا للغاية: "المعركة بدأت في السابعة والنصف، واستمرت حتى الثالثة صباحًا.. ذخيرتهم لم تكن تنتهي". وقال أيضًا: "هم يحاولون ترهيبنا والاستيلاء على البلد".