حسام الهندي لـإيلاف: لا إقصاء لشباب الجماعة ولا لجمهور مبارك
قيادي في "تمرد": الإخوان يتآمرون مع أميركا ليستعيدوا الحكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اتهم حسام الهندي، القيادي في حركة "تمرد"، الإخوان بعقد اتفاقات مع الولايات المتحدة من أجل العودة إلى سدة الرئاسة، مؤكدًا أن الحركة لا تُقصي أحدًا، لا شباب الإخوان ولا جمهور حسني مبارك.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: هم مجموعة من الشباب، استطاعت إسقاط نظام حكم الإخوان خلال أقل من ثلاثة أشهر من بدء حملتهم لجمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي. إنهم شباب حركة "تمرد"، الذين أبهروا العالم بفكرتهم وسلميتها، وأجبروا الملايين من المصريين على النزول إلى الميادين، ومن ثم أجبروا الجيش على الإنحياز إليهم، وإقصاء مرسي بالقوة.
وفي مقابلة مع "إيلاف"، قال حسام الهندي، القيادي في حملة تمرد، إن جماعة الإخوان المسلمين، وبالتعاون مع أميركا، تحاول القفز على شرعية ثورة 30 حزيران (يونيو)، وتصويرها للغرب على أنها انقلاب عسكري، وتسعى إلى إشاعة الفوضى وتدمير الجيش المصري.
أضاف الهندي: "الحملة دعت جموع المصريين إلى النزول إلى الشوارع والميادين بدءًا من اليوم السبت، على أن يكون الحشد الأكبر الأحد، من أجل حماية الثورة من محاولات الإخوان لإجهاضها، من خلال خروج أنصار الجماعة إلى الشوارع، سلميًا أو عبر العنف".
تفاهمات مع واشنطن
كشف الهندي عمّا وصفه بـ"المؤامرة الإخوانية الأميركية" لاستعادة الحكم. وقال: "جماعة الإخوان المسلمين لديها القدرة على التواصل والتوافق مع الولايات المتحدة الأميركية، وكانت تعتقد أن استمرارها في الحكم مرهون بدعم أميركا لها، ولذلك فهي تسوّق ما حدث للعالم على أنه انقلاب عسكري، رغم أن (اللي متغطي بأميركا عريان)".
وتابع بالقول: "للإخوان تاريخ من التواصل مع أميركا، والجميع يعلم أن للإخوان والرئيس مرسي دورًا واضحًا في الضغط على حركة حماس من أجل التهدئة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة".
حول استخدام لغة التخوين والعمالة للخارج مع الإخوان، رغم معاناة شباب الثورة منها، قال الهندي إن الاتهام بالعمالة أو الخيانة أو التواصل مع الغرب ضد الوطن إتهام كبير، لا يصحّ إطلاقه ضد المختلفين سياسيًا، لكنه قال إن لديه دليلًا على صدق اتصال الإخوان بالولايات المتحدة للضغط على الجيش والعودة إلى الحكم، مشيرًا إلى أن عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية السابق للشؤون الخارجية، طالب الغرب بالتدخل بشكل عسكري.
وتناول إغلاق القنوات الفضائية التابعة للجماعة بالقول: "رغم عدم موافقتنا على هذا الإجراء، لكنها لم تكن إلا قنوات تقدم مواد للفتنة، ولا تقدم مواد إعلامية". وتابع: "هؤلاء يقولون إن ما حصل عودة إلى حكم العسكر، رغم أنهم كانوا يقفون إلى جانب المجلس العسكري أثناء الفترة الانتقالية، التي تلت إسقاط حكم مبارك، لمجرد وجود تفاهمات مع العسكر".
وأضاف: "عندما تدافع أميركا عن مرسي أكثر من دفاعها عن مبارك، لا بد أن تكون هناك تفاهمات أكبر، ورغم أننا لا نفضّل إلصاق تهم التخوين بالآخرين إلا أن ما حدث من الإخوان حقيقة وواقع".
الملايين ليست بحاجة إلى الغرب
دعا الدكتور محمد البرادعي، المنسق العام لجبهة 30 يونيو، أميركا والغرب إلى التدخل للإطاحة بمرسي بالقوة. وقال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز، أعادت الصحف المصرية نشرها: "عملت بجد لإقناع القوى الغربية بضرورة الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة، لأنه فشل في عملية تحوّل البلاد إلى الديمقراطية الشاملة".
لكن الهندي قال إنه لم يطلع على تلك التصريحات، ولفت إلى أن أحدًا لم يكن في حاجة إلى دعوة الغرب إلى التدخل بالقوة للإطاحة بالإخوان، لاسيما في ظل مشاركة الملايين من المصريين في الاحتجاجات ضدهم. وأشار إلى أن تمرد لن تسعى إلى إقصاء الإخوان من الحكم، أو الاستيلاء عليه منهم، لكنّ المصريين انتخبوا مرسي رئيسًا من أجل الوفاء بتعهداته المحددة، أهمها تحقيق أهداف ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، "وعندما فشل في القيام بالمهمة التي جاء من أجلها، وأريق في عهده الكثير من الدماء، ومنها دماء أعضاء في جماعة الإخوان نفسها، طالبنا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه رفض، وأصرّ على موقفه، ولم يستمع إلى أصوات الملايين، التي خرجت ضده، فانحاز الجيش إليها".
واتهم الهندي قيادات الإخوان، ولاسيما مرسي المعزول والمرشد العام للجماعة، بالتحريض على إراقة الدماء واستخدام العنف، وبثّ شائعات على قنوات فضائية، حول انفصال قادة وجنود في الجيش المصري، وتكوين جبهات جديدة، "يعني أما أن يكونوا في الحكم أو أن يدمّروا الجيش المصري كله". وقال إنهم تركوا شعورًا لدى المصريين بأن مبارك كان أكثر وطنية من الإخوان.
لا إقصاء
نفى الهندي وجود أية اتفاقات أو نيات لإقصاء الإخوان من المشهد السياسي، رغم تأكيده على أن قياداتها لا تعمل من أجل مصلحة مصر، ولا يعنيها أن تراق دماء شباب الجماعة أو شباب المعارضة، "لأن أحدًا منها لا ينزل إلى التظاهرات، ولا ابن من أبنائها يشارك فيها ولا يجرح أحدهم".
أضاف: "جماعة الإخوان المسلمين، التي يتحكم فيها القطبيون، (نسبة إلى المفكر سيد قطب الذي أعدم في سجون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر) تسعى إلى هدم الدولة المصرية"، والحركة والقوى السياسية والجيش وعدوا بعدم إقصاء شباب الإخوان والتيار الإسلامي"، مشيرًا إلى أن الحركة أطلقت حملة بهذا الخصوص، قالت فيها إن شباب الجماعة جزء من الوطن، ولا يمكن بأية حال من الأحوال إقصاؤهم من المشهد السياسي.
كما نفى الهندي أن تكون مشاركة أنصار النظام السابق في تظاهرات 30 حزيران (يونيو) تعني إعادة إنتاج نظام حكم حسني مبارك. وقال: "يجب أن نفرّق بين الجمهور والقادة، فالكلام الذي ينطبق على شباب الإخوان ينطبق على المصريين الذين كانوا يحبّون مبارك، وما ينطبق على قيادات الإخوان ينطبق على رموز نظام حكم مبارك، فلا يمكن إقصاء 11 مليون مصري انتخبوا أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية، باعتبار أنه من الفلول، لا يمكن طردهم خارج مصر".