طهران عوّلت عليه بعد انتخابه كأول رئيس إسلامي لكنه خذلها
إيران تحجب تعليقها على عزل مرسي... ورجال دينها يعزونه إلى تبعيته لأميركا وإسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترى إيران نفسها مربكة حيال سقوط الإسلام السياسي في مصر، والذي أشادت به سابقًا كثيرًا وشجّعته، إذ لم تصدر ردود فعل رسمية حول عزل الرئيس الإخواني حتى الآن، في حين رأى رجال دين إيرانيون أن ما أطاح بمرسي رضوخه لأميركا وإسرائيل.
بينما سبق لإيران أن وصفت موجة الربيع العربي، التي أطاحت قبل حوالى عامين ونصف عام بمجموعة من الأنظمة المستبدة في المنطقة، بأنها "صحوة إسلامية"، واعتبارها ذلك إشارة دالة على تراجع النفوذ الأميركي ورغبة الشعوب في اللجوء إلى الإسلام، ها هي الآن لا تجد ما تقوله لتفسير السبب وراء سير "صحوة مصر الإسلامية" في الاتجاه الخاطئ، بعد سقوط نظام الرئيس محمد مرسي نزولًا عند إرادة الشعب.
ورغم أن طهران لم تصدر حتى الآن سوى تصريح مقتضب بخصوص الأوضاع المشتعلة في مصر من جانب وزارة الخارجية، والذي حَمِل مطالبةً بضرورة تحقيق مطالب الشعب المصري المشروعة والتحذير من انتهازية القوى الخارجية والأعداء لما يحدث، إلا أنه لم تصدر أية ردود فعل علنية من جانب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله على خامنئي، بخصوص عزل الجيش المصري للرئيس مرسي.
التبعية للخارج أسقطته
لكن في إشارة، ربما تدل على موقف المؤسسة الإيرانية المتوجّسة تجاه ما حدث في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، أرجع من خلال خطب الجمعة هناك يوم أمس، أرجع رجال دين متشددون، ممن يقال إنهم يحصلون على الأمور التي يتحدثون عنها في خطب الجمعة من مكتب المرشد الأعلى للبلاد، السقوط الذي تعرّض له نظام الرئيس محمد مرسي في مصر إلى مواقفه المؤيدة وسياساته التابعةللولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي خطبة الجمعة، التي ألقاها يوم أمس، آية الله أحمد خاتمي، جاء: "بدلًا من دعوة العالم الإسلامي إلى التوحد، قامت حكومة الرئيس مرسي بدعم الكفرة القتلة. حيث تعاملوا سياسيًا مع النظام الصهيوني بطريقة مخالفة للمبادئ التي كانوا يسيرون عليها من قبل".
وتابع حديثه بالقول: "كما أكدوا على شرعية اتفاقية كامب دافيد، وبثوا الخوف في نفوس شعبهم من إيران ومن الإسلام الشيعي"، في إشارة منه إلى الاتفاقية التي مهدت للسلام بين مصر وإسرائيل. وأكمل "إيران تأمل الآن ألا يسمح الأشخاص الذين دعموا (صحوة مصر الإسلامية) بعودة البلاد مرة أخرى لكي تكون بمثابة (الفناء الخلفي) لدولة إسرائيل".
تبرير للإخفاق
وأشار رسول نفيسي، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني، والمقيم في الولايات المتحدة، إلى أن طهران تحاول الآن تبرير ما يصفه بعض المراقبين بأنه إخفاق للإسلام السياسي.
وتابع "ما حدث في مصر هو استمرار للنداءات المطالبة بفصل الإسلام عن السياسة، وهو ما سيثير بالطبع قلق الإيرانيين. ومن ناحية أخرى، فإنهم يحاولون تبرير ذلك من خلال قولهم إن حكومة الرئيس مرسي لم تكن إسلامية بما فيه الكفاية".
وقال حجة الإسلام حسن العاملي، وهو خطيب إيراني آخر، يوم أمس الجمعة في مدينة أردبيل شمال غرب البلاد، إن البعض يرى أن التطورات الأخيرة في مصر ثورة ثانية وميل نحو العلمانية، لكن لا يجب أن ننسى أن تلك الأحداث هي نتيجة حماقة جماعة الإخوان المسلمين وقلة فهم الرئيس مرسي، ما شجّع الناس على تغيير قيادتهم.
وفي مدينة مشهد، أكد رجل الدين المتشدد آية الله علم عهدي، أن المصريين كانوا يريدون نظامًا إسلاميًا، لكن مرسي لم ينجح في تحقيق تلك الغاية.
أما في مدينة آراك، فاتهم وزير الاستخبارات السابق ورجل الدين الحالي، قربان علي دري نجف آبادي، الرئيس محمد مرسي بميله طوال فترة حكمه إلى الاعتماد على الولايات المتحدة وإسرائيل، منوهًا بأنه أخطأ بقطعه العلاقات مع سوريا، واستمراره في العلاقات مع إسرائيل.