لندن سعيدة بترحيله بعد إسدال الستار على قضيته
"داعية الكراهية" أبو قتادة في قبضة الأردن وينفي تهمًا إرهابية موجّهة إليه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نفى الإسلامي المتشدد أبو قتادة، الذي تسلمته عمّان اليوم الأحد، إثر ترحيله من بريطانيا، أمام محكمة أمن الدولة الأردنية تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية. ويوصف أبو قتادة بأنه "أهم داعية متشدد" في بريطانيا و"سفير بن لادن في أوروبا".
شكّل الإسلامي المتشدد المعروف باسم أبو قتادة مشكلة للسلطات البريطانية لأكثر من عقد. وقال الأردن الذي تسلم (داعية الكراهية) أبو قتادة الأحد إنه حريص على توخي المصداقية والشفافية في التعامل مع ملف الرجل المتهم بالإرهاب، بينما أعربت بريطانيا عن سعادتها بمغادرته أراضيها بعد سنوات من المعارك القضائية والتكاليف المالية الباهظة.
وقد حطت طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في مطار عسكري قرب العاصمة الأردنية وعلى متنها عمر محمود محمد عثمان (ابو قتادة) حيث علم أن السلطات الأردنية ستنقله إلى سجن الموقر جنوب شرق عمّان.
وقد تم ترحيل أبو قتادة الذي وصفه قاض اسباني بأنه "الساعد الايمن لاسامة بن لادن في اوروبا" الى الاردن لتسدل بريطانيا الستار على جهود حكومية استمرت ثماني سنوات بهدف اعادته الى بلاده لمحاكمته.
وقالت وسائل اعلام إن طائرة تقل ابو قتادة اقلعت من مطار نورثولت في غرب لندن التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني الساعة 2:45 صباحا (0145 بتوقيت غرينتش).
وكان ابو قتادة نقل الى المطار العسكري من سجن بيلمارش ذي الاجراءات الامنية الصارمة في جنوب شرق لندن ضمن موكب مؤلف من شاحنة مصفحة تابعة للشرطة وسيارتين وجيب رانج روفر. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي التي أحبطت سلسلة من الاحكام القضائية جهودها لترحيل ابو قتادة من البلاد "رحل هذا الرجل الخطير من اراضينا الآن كي يمثل امام العدالة في بلده بتهم إرهاب".
واضافت في بيان "انني سعيدة لان اصرار هذه الحكومة على ترحيله قد تحقق واننا انجزنا في نهاية المطاف ما كانت تطالب به منذ زمن حكومات سابقة والبرلمان والجمهور البريطاني". وكان أبو قتادة قد اودع السجن وخرج منه عدة مرات منذ اعتقاله في عام 2001 . وأعيد الى السجن في مارس/ اذار الماضي لانتهاكه شروط الافراج عنه بكفالة.
تصريح المومني
وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ان من المنتظر ان تتسلم السلطات الاردنية الفار من وجه العدالة عمر محمود محمد عثمان والملقب بـــ "أبو قتادة" بعد أن غادر الاراضي البريطانية قبل قليل.
وأضاف في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انه نتيجة للتعاون والتنسيق بين الحكومتين الاردنية والبريطانية في سبيل تحقيق العدالة الجنائية سيتم تسلم "أبو قتادة" للتحقيق معه ومحاكمته عن تهم ادين فيها بهجمات إرهابية عامي 1999 و2000.
وقال المومني ان الدستور والتشريعات الأردنية تكفل المحاكمة العادلة أمام القضاء الأردني الذي يتمتّع بالنزاهة والعدل واحترام حقوق الإنسان. وأكد ان جلب "أبو قتادة" يُمثل رسالة واضحة لكل الفارين من وجه العدالة الأردنية بأنهم سيخضعون للمحاكمة أمام القضاء الاردني.
وأشار إلى أن الحكومة حريصة على توخي المصداقية والشفافية في التعامل مع ملف "أبو قتادة"، لهذا أعلنت عن جلبه عندما غادر بالفعل الأراضي البريطانية في طريقه للأردن .
آخر العقبات
وذلل الاردن في الشهر الماضي آخر عقبة كانت تمنع بريطانيا من اعادة أبو قتادة الى وطنه بتوقيعه معاهدة تسليم لتهدئة مخاوف قضاة بريطانيين من ان ادلة تم الحصول عليها عن طريق التعذيب سوف تستخدم ضده.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي إن بريطانيا تحتاج الآن الى القاء نظرة فاحصة على قوانينها الخاصة بحقوق الانسان "لحذف الشرائح العديدة من الطعون المتاحة لرعايا اجانب ممن نسعى الى ترحيلهم".
واضافت ان "رحيله يكرس نهاية الجهود التي بذلت منذ العام 2001 لترحيله، واعتقد ان الرأي العام البريطاني سيرحب بهذا الامر". وجاءت هذه الاجراءات بعد اسابيع على مصادقة عمان ولندن على اتفاق يهدف الى تأكيد عدم استخدام اي ادلة تم الحصول عليها ضده خلال اي محاكمة في الاردن.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح في ايار (مايو) انه سيكون "واحدا من اسعد الناس في بريطانيا" بعد رحيل الداعية الذي اوقف للمرة الاولى في هذا البلد في 2002 بموجب قانون مكافحة الارهاب.
وكانت لندن عبرت عن ارتياحها ايضا بعد تسليمها اسلاميا آخر هو ابو حمزة الى الولايات المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد معركة قضائية طويلة. وستبقى زوجة ابو قتادة وابناؤه الخمسة في بريطانيا التي وصل اليها في 1993 ثم حصل على اللجوء.
حكم بالاعدام
وابو قتادة واسمه الاصلي عمر محمود محمد عثمان مولود في 1960 في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة وهو يحمل الجنسية الاردنية لانه ولد في هذه البلدة عندما كانت الضفة تابعة للاردن. وقد حكم عليه بالاعدام في الاردن في 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات ارهابية من بينها هجوم على المدرسة الاميركية في عمان لكن تم تخفيف الحكم مباشرة الى السجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة.
وفي العام 2000 حكم عليه بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن. وقد اشتهر ابو قتادة في بريطانيا حيث يعتبره القضاء "تهديدا للامن القومي"،بخطبه المعادية للغربيين والاميركيين واليهود.
وقد وصفه القاضي الاسباني بالتازار غارثون بانه "سفير اسامة بن لادن في اوروبا" و"الزعيم الروحي للقاعدة" في اوروبا. وعثر على تسجيلات فيديو لخطبه في شقة اقام فيها محمد عطا احد منفذي اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة.
محاولات منع التسليم
وكان ابو قتادة الذي امضى السنوات الاخيرة في محاولة منع تسليمه الى الاردن امام القضاء البريطاني والقضاء الاوروبي، اعلن عن طريق محاميه ومن دون ان يكون ذلك متوقعا، انه موافق على العودة الى بلده بعد ابرام الاتفاقية التي تضمن محاكمته بشكل عادل.
وكانت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان اشارت الى احتمال استخدام ادلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده في القضاء الاردني، لعرقلة تسليمه.
ومنذ العام 2002، اعتقل ابو قتادة في بريطانيا بموجب قانون مكافحة الارهاب وبقي مسجونا او خارج السجن بكفالة وتحت رقابة مشددة مذاك استنادا الى معلومات استخبارية اكدت انه زعيم روحي لمجندي القاعدة الجدد. لكنه لم يحاكم لاي جريمة في بريطانيا.
وبدأت بريطانيا الاجراءات الرسمية لترحيله في 2005 في معركة قضائية اكدت الحكومة انها كلفتها اكثر من 1.7 مليون جنيه (2.7 مليون دولار). والاتفاق الذي وقعته بريطانيا مع الاردن لا يذكر قضية ابو قتادة بالتحديد لكنه ينص على الضمانات اللازمة لمنع استخدام ادلة تم الحصول عليها تحت التعذيب ضده.
واكد المسؤول السلفي الاردني محمد شلبي الملقب ابو سياف لفرانس برس خلال الاسبوع الجاري انه يأمل في ان يتم الافراج عن ابو قتادة بسرعة. وقال "نحن مقتنعون بان لا علاقة له باي شيء ادين به (...) وان شاء الله ستتم تبرئته في محاكمة سريعة وعادلة".
أبو قتادة ينفي أمام محكمة أردنية تهمة التآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية
لاحقًا قال محامي الاسلامي المتشدد ابو قتادة، الذي تسلمته عمّان اليوم الاحد، اثر ترحيله من بريطانيا، ان موكله نفى امام محكمة امن الدولة تهمة المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية (التفاصيل).