قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا تزال الأوضاع في مصر غير مستقرة حيث يواصل مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي اعتصامهم في عدة مناطق مطالبين بعودته للحكم، في وقت تجمع مئات الالاف من المعارضين للاخوان في ميدان التحرير للتأكيد على انجازات الثورة الثانية.
خرج مئات الآلاف من المصريين في مظاهرات حاشدة بميدان التحرير، ومحيط قصر الإتحادية، تلبية لدعوة أطلقتها القوى السياسية، لـ"حماية الثورة"، فيما توافد الآلاف من مناصري الرئيس "المعزول" محمد مرسي، إلى ميدان رابعة العدوية وأمام مقر الحرس الجمهوري، وميدان جامعة القاهرة، من أجل "حماية الشرعية"، وسط مخاوف من حدوث مواجهات بين الجانبين، لاسيما في ظل تماس المعارضين والمؤيدين في نقطتين، الأولى عند قصر الإتحادية وأمام مقر الحرس الجمهوري، والثانية في ميدان نهضة مصر، الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن ميدان التحرير.
ضد أوباما أسترد ميدان التحرير حيويته بعد يومين فقط، وعاد المصريون بمئات الآلاف ليحتشدوا فيه، تلبية لدعوة حركة تمرد، وجبهة 30 يونيو، من أجل حماية الثورة، تحت عنوان "الشرعية للشعب"، وأحتشد مئات الآلاف بالميدان والشوارع المؤدية إليه، ولم يتبق به موضع قدم، وهتف المصريون في الميدان "الجيش والشعب أيد واحدة"، ورددوا هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمون، والرئيس المعزول محمد مرسي، كما رددوا هتافات ضد أميركا والرئيس باراك أوباما، ورفعوا لافتات منددة بموقف الولايات المتحدة، الذي لم يعترف حتى الآن بشرعية النظام الجديد، ومن تلك اللافتات، ما كتب باللغة الإنجليزية: "أوباما.. أبعد يدك التي تدعم الإرهاب عن مصر، نحذرك من التدخل في شؤوننا الداخلية، اذهب أنت ومعونتك إلى الجحيم". كما أنتشرت صور أوباما وهو ملتحي في صورة أقرب ما يكون إلى زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، كما انتشرت صوراً للسفيرة الأميركية بالقاهرة، آن باترسون، وقد بدت في صورة شيطانية، وكتب عليها: "عودي إلى بلدك". "إرادة شعب". وكست الأعلام المصرية ميدان التحرير وشتى الميادين الأخرى المؤيدة للإطاحة بمرسي، فيما رسمت الطائرات الحربية المصرية العلم المصري، في سماء الميادين المختلفة، وألقت بالزهور على المتظاهرين، الذين ردوا عليها بهتاف "الشعب والجيش ايد واحدة".
الشعب خط أحمر ومن الهتافات التي رددها المصريون دعماً للموجة الثانية من ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مرسي: "الشعب خلاص أسقط النظام"، "الشعب خلاص أسقط حكم المرشد"، "إحنا الشعب الخط الأحمر"، "الثورة رجعت للميدان"، "شكراً يا سيسي مرسى مش رئيسي"، "بنحبك يا سيسي"، "كلنا أيد واحدة كلنا مع بعض"، "الشعب والجيش إيد واحدة"، وقاد نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مسيرة مؤيدة لإسقاط مرسي، انتهت إلى ميدان التحرير.
اعتصام مؤيدي مرسي وفي المقابل، واصل الآلاف من أنصار مرسي اعتصامهم، في ميداني رابعة العدوية وجامعة القاهرة، فيما وصف بـ"مليونية الإصرار"، ورددوا هتافات مؤيدة لمرسي، منها"بنحك يا مرسي"، "الشعب يريد إستعادة الشرعية"، "يا سيسي يا سيسي.. مرسي هو رئيسي". وقال عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس "المعزول"، محمد مرسي للحوار المجتمعي إن "الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر"، مشيراً إلى أنه: "يقابل كل ما يحدث معه من ظلم وقهر بالصلاة والصيام والقيام، واحتسب كل هذا لله سبحانه، ولا يريد إلا الإصلاح لهذا الوطن". واتهم عبد الغفور، جبهة الإنقاذ ومعارضي مرسي بالوقوف في صفوف الخائنين، وقال: "مالي أراكم تقفون في صفوف الخائنين، أيها الظالمون ماذا صنعتم بإرادة الشعب المصري، هل تقفون مع الشعب أم تقفون ضد الشعب؟"، مشيراً إلى أنهم: "أجرموا جرائم عظيمة، وخيانة للوطن عن طريق إهدار إرادة الشعب". وقال: "لن نترك الميادين حتي يعود الرئيس وسنفدي مصر بأرواحنا ودمائنا".
لا مقايضة على الشرعية وبينما أفادت الأنباء أن المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، عرض الإفراج عن الرئيس "المعزول"، محمد مرسي، على أن يقدم استقالته بنفسه، ويعلن عن إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، مقابل إخلاء الميادين من أنصاره، نفت الجماعة تلك الأنباء، وقال ياسر محرز المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، إن "التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس الشرعي محمد مرسي لا يقبل أي مفاوضات قبل سحب البيان الذي أصدره الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وعودة الرئيس مرسي إلي منصبه الشرعي". وأضاف في تصريح له، إن "التحالف وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين متمسكون برأيهم وموقفهم في ضرورة تصحيح المسار وعودة الخريطة السياسية إلى طريقها الصحيح، حفاظا علي الشرعية والديمقراطية والحفاظ علي مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة". ودعا محرز "الشعب المصري للنزول اليوم في كل ميادين المحافظات وفي القلب منها رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري، من أجل إعادة الرئيس المنتخب إلي منصبه وعودة العمل بالدستور الذي استفتي عليه الشعب"، على حد قوله.
بلطجية ملتحون وبينما تجري أعمال عنف بين المؤيدين والمعارضين لمرسي، حذر التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم عدة أحزاب إسلامية، منها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وقال في بيان له، مما وصفته ب"أنباء شبه مؤكدة أن أجهزة الأمن سوف تقوم بدفع أعداد من البلطجية وبعضهم "ملتحي" إلى ميدان التحرير لإرباك المشهد عن طريق الإعتداء على المتظاهرين بالميدان وإيقاع عدد كبير من القتلى والمصابين، ثم الإدعاء بأن مؤيدى الرئيس المنتخب والاتجاهات الإسلامية تشن هجوماً على المتظاهرين السلميين". وأشار مؤيديو مرسي إلى أن "منهجهم السلمية كمبدأ أصيل للوقوف إلي جانب شرعية الرئيس المنتخب والوقوف إلي جانب الشعب الذي أهدرت أصواته الانتخابية وإرادته الحرة بالانقلاب الذي قام به السيسي".ووصفت مؤيدي مرسي بأن: "هم دائماً المعتدى عليهم بالمولوتوف والخرطوش والرصاص الحي وحرق المقرات، و أن معظم الشهداء والقتلى والمصابين من صفوفهم". وحذر التحالف "اللاعبين بالنار أن إحداث فتنة طائفية في هذا الوقت الخطير لن يكون في صالح أي طرف في مصرنا الغالية، ولن يستفيد منه إلا أعداء مصر في الداخل و الخارج".
اتصالات لتوضيح الإنقلاب وفي محاولة من بعض القوى السياسية، لتوضيح الصورة للخارج، الذي يرى أن ما حدث بمصر "إنقلاب عسكري"، أجرى ما يعرف ب"الإتحاد الوطني للقوي السياسية" والذي يضم 38 حزبًا و10منظمات مدنية و100 شخصية عامة اتصالا تليفونيا بعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي مطالبا باتخاذ موقف جدي حيال موقف الرئيس أوباما لرفضه الاعتراف بشرعية الثورة المصرية. وقال المهندس أشرف بارومة، رئيس الإتحاد، إنه أجرى اتصالات بأعضاء الكونغرس، إيد رويس ومايكل ماكويل وادوارد روي واليوتس أنجل وداج ليمبورن والمستشار وليد فارس مستشار الكونجرس الأميركي، مشيراً إلى أنهم أبدوا اعترافهم بشرعية الثورة المصرية ومساندتهم لها، مؤكدين أن مرسي وجماعة الأخوان المسلمين لم يتبنوا مبادئ الديمقراطية الحقيقية وحصروها في العملية الإنتخابية، وأضاف أنهم أكدوا له أن هناك موقف جدي للكونغرس الأميركي تجاه أوباما خلال الفترة القادمة ومساءلته حول الامتيازات المادية التي منحها لجماعة الأخوان المسلمين خلال الفترة الماضية. وطالب بارومة القوات المسلحة والرئيس المؤقت للبلاد المستشار عدلي منصور بضرورة اتخاذ موقف حيال السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون، واصفاً إياها بـ "رأس الفتنة"، بسبب "موقفها السيئ من ثورة الشعب المصري"، على حد قوله.