تقدم طفيف للنظام في حي الخالدية وتدمير 70 بالمئة منه

أحرز جيش النظام السوري تقدمًا طفيفًا في حي الخالدية بحمص، بسبب كثافة القصف بالأسلحة الثقيلة، بألف قذيفة يوميًا.

بيروت: لليوم العاشر على التوالي، وبلا أي توقف، تنهمر القذائف على أحياء حمص التي يسيطر عليها الجيش الحر. واليوم الاثنين صباحًا، قالت تقارير صحفية مقربة من النظام السوري أنه بعد أيام من العمليات العسكرية في أحياء حمص وريفها، وبعد مواجهات عنيفة، سيطرت جيش النظام على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة، ابتداء من دوار القاهرة ووصولًا إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية، وذلك نقلًا عن مصادر عسكرية سورية. وأضافت التقارير أن الجيش سيطر أيضًا على معظم الكتل المحيطة بمسجد خالد بن الوليد، مواصلًا التقدم في حي باب هود.

وقال مسؤول عسكري تابع للنظام إن القوات الحكومية ما زالت تطهر الجيوب التي كان المسلحون يهيمنون عليها. إلا أن أحد ناشطي الثورة في الخالدية أكد أن التوار ما زالوا يسيطرون على حي الخالدية، لكنهم يتعرضون لقصف عنيف جدًا.

ألف قذيفة يوميًا

أفاد ناشطون آخرون بأن حيي الخالدية وباب السباع يتعرضان لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، بالتوازي مع الاشتباكات الطاحنة بين عناصر الجيش الحر وعناصر الأمن السوري المدعومة بقوات من حزب الله على أطراف حي الخالدية، أسفرت عن تدمير أجزاء من جامع خالد بن الوليد.

وبثت تنسيقية حي الخالدية في الثورة السورية شريط فيديو على موقع يوتيوب يسمع فيه دوي الانفجارات قرب مسجد خالد بن الوليد، ويُظهر الدمار هائلا والدخان متصاعدًا من كل مكان بعد كل انفجار.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي قوله إن القوات النظامية استطاعت الدخول إلى أجزاء من حي الخالدية، بعدما استخدمت أسلوب الأرض المحروقة، بتكثيف القصف العنيف، مشبهًا الحالة بحالة مدينة القصير، من حيث استخدام القوات النظامية الأسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات، محصيًا سقوك نحو ألف قذيفة يوميًا على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص. وانتقد تقاعس قيادة الجيش الحر عن دعم ثوار حمص الذين يقاتلون بسلاح خفيف، مؤكدا وجود نحو 800 عائلة محاصرة في الأحياء.

دمار شامل

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن ثلثي أحياء حمص قد دمرت كليًا بسبب القصف الذي وُصف بالأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفنسية إن ستين إلى سبعين بالمئة من حي الخالدية مدمر، إما بشكل كامل وإما بشكل جزئي، وإما غير صالح للسكن.

اضاف: "لا توجد صورة محددة بالنسبة إلى أحياء حمص القديمة، التي تعاني ايضًا من مستوى كبير من الدمار، فتدمير حمص المحاصرة يتم بشكل ممنهج، وهناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام، بهدف دفع السكان والثوار الى الهرب".

واوضح عبد الرحمن أن الدمار طال كل شيء، المنازل والمحال والمواقع الاثرية في كل المدن السورية، "إلا ان حمص تعاني من أكبر نسبة من الدمار ومنذ مدة طويلة، لا بل الاطول بالمقارنة مع المناطق الاخرى".

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية - سانا إن القوات الحكومية عثرت في حمص على نفق طوله نحو 500 متر وارتفاعه 170 سنتيمترًا، يربط بين حي باب هود وحي جورة الشياح، "كان الإرهابيون يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة"، كما قال مسؤول عسكري سوري لسانا.