أخبار

لعدم امتلاكها المكونات اللازمة لوقوع حرب أهلية طائفية كارثية

خبراء يستبعدون مرور مصر بنفس ملابسات السيناريو السوري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى خبراء أنه رغم احتدام المواجهة في مصر إلا أن هذا البلد لن يدخل في حرب أهلية بسبب أن المؤسسات الحكومية ما زالت قوية وفاعلة ولا تتداخل الانقسامات السياسية مع الطائفة، المنطقة أو العرق.
أكد خبراء أن هناك أسباباً عدةربما تحول دون سير مصر على النهج السوري، موضحين أنه ورغم أن مصر ربما بدأت تخطف الأضواء الإعلامية حالياً من سوريا، إلا أن المزاعم التي تقول إنها سوف تسير على خطى سوريا هي مزاعم مبالغ فيها. وكان البعض قد ذهب في تحليلاته عقب الأحداث الدامية التي وقعت في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة نتيجة وقوع اشتباكات بين قوات الحرس ومناصرين للرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى ومئات المصابين، ذهب إلى توقع استمرار مسلسل سفك الدماء، خاصة مع دعوة الإسلاميين الآن لتمرد شامل ضد الجيش وتحميل جماعة الإخوان المسلمين وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، مسؤولية ما حدث، في الوقت الذي تقول فيه إنه يريد الدفع بمصر إلى نفس المصير الذي تعيشه سوريا منذ عامين ونصف. وهو نفس ما عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعروف بدعمه للرئيس السوري بشار الأسد، حيث سبق له أن قال "سوريا بالفعل في قبضة الحرب الأهلية... ومصر تسير في الاتجاه نفسه". وبينما تزيد أعمال الفوضى المتصاعدة في البلاد من حالة التعتيم الخاصة بمستقبل مصر السياسي والمدني، فقد بدأت تتحدث جماعات منوطة بحقوق الإنسان عن إدانتها لأعمال العنف وتطالب السلطات بأن تتحمل مسؤوليتها وأن ترد على التقارير الخاصة بوقوع حالات اغتصاب وتزايد أعداد القتلى. ونقلت في هذا السياق مجلة "جلوبال بوست" الأميركية عن جوي ستورك، نائب مدير شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة هيومان رايتس ووتش، قوله: "كل الأطراف بحاجة لإخبار الأتباع والأنصار بأن يحجموا عن الأعمال التي قد تؤدي للعنف وفقدان الحياة". ورغم تصاعد حدة التوتر في البلاد، إلا أن خبراء استبعدوا سيناريو أن تسير الأوضاع للأسوأ، وأن تمضي البلاد صوب حرب أهلية مشابهة للحرب المشتعلة في سوريا حالياً. ومضت المجلة تقول إن كافة القضايا التي تئن منها مصر تتسم بطابعها الداخلي تماماً ولا ترتبط بالاضطهاد السياسي بقدر ارتباطها بالجانب الاقتصادي وما يرى البعض أنه كان يمثل تصاعداً في الحكم المستبد إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، "نقاط الخلاف في مصر سياسية في المقام الأول بين جماعة الإخوان المسلمين من جهة والجيش الوطني من جهة أخرى. وما يثير القلق بشكل كبير هو لغة الخطاب المستخدمة في مصر، وكذلك مرارة الشقاق السياسي، وهما كفيلان بنزع فتيل الحرب الأهلية". غير أنه أضاف بقوله: "لكن المؤسسات الحكومية ما زالت قوية وفاعلة ولا تتداخل الانقسامات السياسية مع الطائفة، المنطقة أو العرق. كما أنها لا تتسم بالطابع العسكري. ولهذا السبب، لا أتوقع أن تنشب حرب أهلية كاملة. لكن مرحلة الحروب الأهلية تبدو محتملة للغاية". أما تشارلز دان، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة فريدوم هاوس، فاتفق على ذلك، موضحاً أن مصر لا تمتلك المكونات اللازمة لوقوع حرب أهلية طائفية كارثية. وأعقبت المجلة بقولها إنه وفي الوقت الذي تعتبر فيه سوريا متعددة الأعراق والأديان ويوجد فيها شقاق كبير بين السنة والشيعة، فإن مصر أكثر تجانساً منها بكثير، خاصة وأن أغلبية كبيرة من سكانها من المسلمين السنة. وعاود دان ليقول: "الوضع في مصر مختلف للغاية عن الوضع في سوريا. ولا يعتقد أي من الخبراء المتخصصين في شؤون المنطقة، وتربطني بهم ثمة علاقات، أن مصر ستكون سوريا الجديدة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف