أخبار

الحدث المصري في المرآة الإسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تولي الصحافة الإسرائيلية الحدث المصري، بعد أحداث الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي، اهتماماً كبيراً، من خلال نشر تقارير من القاهرة وعشرات التعليقات والتحليلات على خطوة عزل الرئيس محمد مرسي، وما أعقبها من تطورات، والسيناريوهات المستقبلية المحتملة، غالبيتها تصب حسب القراءات الإسرائيلية في ترجيح دخول مصر في حالة من الفوضى السياسية والأمنية لفترة من الصعب تقدير مدتها.

شكَّلت التطورات الدراماتيكية التي تعيشها مصر منذ مظاهرات نهاية الشهر الفائت ضد الرئيس محمد مرسي بدعوة من حركة "تمرد"، وقرار عزله بتوافق عدد كبير من القوى السياسية والمدنية المعارضة والأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقادة الجيش، وردَّة الفعل الغاضبة من قبل جماعة "الإخوان المسلمين"ومعها بعض القوى السياسية الإسلامية السلفية، مادة خصبة في الصحافة الإسرائيلية، بمتابعات إخبارية وتحليلية وقراءات مستقبلية للأوضاع في مصر، وتأثيراتها المحتملة في الداخل المصري وانعكاساتها الإقليمية على المنطقة ككل، ومنها العلاقات المصرية - الإسرائيلية. ومن المفيد هنا الإطلاع على عينات من التقارير والتعليقات والتحليلات الإسرائيلية، التي تساهم في شكل أو آخر باستجلاء ردود فعل إسرائيل كلاعب إقليمي رئيسي، تعني له تطورات الأوضاع في مصر وتداعياتها الشيء الكثير. صحيفة "معاريف" نشرت تقريراً لمراسلها في العاصمة المصرية، جدعون كوتس، في 9/7/2013، جاء فيه: "ليس لدى أحد أوهام: الأحداث أمام مبنى الحرس الجمهوري هي مرحلة جديدة في الصراع بين الجيش والإخوان وجنازات 51 قتيلاً ليوم أمس قد تكون بداية الانتفاضة، التي تحدث عنها قادة الإخوان المسلمين. ويأمل رجال المنظمة أن يمنحهم شهر رمضان الذي يبدأ اليوم القوى للكفاح. وبالفعل، هذا هو تخوف قوات الأمن. والجيش لا يخاطر فدفع بقوات غفيرة للمرابطة حول معاقل الإخوان القريبة من القصر الجمهوري والقواعد العسكرية أيضاً. وتستعد القاهرة ليوم قد يبدأ مرحلة جديدة في الانقلاب..". وفي تعليق على الأحداث، التي وقعت أمام مبنى الحرس الجمهوري في القاهرة، رأى الكاتب عاموس هرئيل، في صحيفة "هآرتس" 9/7، أن "الجيش وقع في الفخ". وأضاف: "مع أن الخطوة التي أتخذها الإخوان المسلمون في القاهرة صباح أمس كانت متوقعة مسبقاً، إلا أن الجيش وقع على ما يبدو مباشرة في الفخ الذي أعدوه له. فالجنود الذين ذبحوا المتظاهرين خارج المنشأة العسكرية التي يحتجز فيها الرئيس المعزول بالقوة، محمد مرسي، يضعون في خطر نجاح الرهان الهائل الذي أخذه الجنرالات على عاتقهم الأسبوع الماضي". وأردف: "مهما يكن من أمر، فإن إستراتيجية الإخوان واضحة. نشر صور جثث مسلمين ذبحوا يضع الجنرالات أمام مشكلة مزدوجة، من الداخل ومن الخارج. داخل مصر، تآكلت شرعية الانقلاب الذي بادر إليه الجنود ظاهراً لإنقاذ الأمة. في الساحة الخارجية، فإنه حتى الدول التي تحفظت من حكم الإخوان، كالأردن والسعودية ودولة الإمارات العرابية المتحدة ستجد صعوبة في التسليم بمشاهد فظيعة كهذه. أما الولايات المتحدة التي بصمتها منحت إسناداً مبطناً للخطوة العسكرية، فتشعر على أي حال بغير راحة مع سقوط حكم انتخب بشكل ديمقراطي. وصور القتل تجعل صعباً أكثر عليها تأييد إدارة أوباما لخطوات الجيش المصري. وليس عبثاً أن تبث شبكة "الجزيرة" القطرية، الحليفة الكبرى للإخوان المسلمين، الشهادات عن المذبحة المرَّة تلو الأخرى..". إلا أن ما يشغل بال إسرائيل كما يؤكد هرئيل هو أنها قلقة "الآن أساساً من أن ينتقل العنف الذي يعربد في سيناء، حيث تجد قوات الأمن صعوبة في مواجهة الخلايا الإسلامية من أوساط البدو، ليصبح عمليات داخل أراضيها أيضاً. وفي إطار ذلك، بدأ منذ الآن، كما هو متبع، النقاش في مسألة هل توقعت الاستخبارات في أي مرَّة من المرات التطورات المفاجئة..". ويسلط الكاتب تسفي بارئيل الضوء على الفكرة السابقة في مقالة له في الصحيفة نفسها، حيث يقول: "الجيش المصري الذي يدير معركة شديدة في سيناء ضد منظمات الإرهاب يرى علاقة مباشرة، وربما عن حق، بين الأحداث في القاهرة وبين سلسلة الهجمات على قواعد الجيش، على أنبوب الغاز وعلى الجنود المصريين في عدة مناطق في سيناء. في الشهور الماضية حظي الجيش بتعاون مع زعماء القبائل البدوية ممن دعم الكثير منهم مرسي بسبب التصديق بأنه كان يقصد بالفعل تحسين وضعهم الاقتصادي. وأقام سكان بدو حواجز طرق بالتنسيق مع الجيش لفحص المواطنين المشبوهين بل وساعدوا في إيجاد مخزونات السلاح. ولكن ما أن تبينت القطيعة بين الجيش ومرسي، وبادرت المنظمات الجهادية في سيناء إلى أعمال ضد الجيش، حتى علق البدو أيضاً في المعضلة ولاسيما في عدم يقين بالنسبة لاستمرار التعاون مع الجيش. إذا لم تمنح القاهرة شرعية جماهيرية للجيش، فإن البدو أيضاَّ قد يتبرأون من اتفاقات التعاون معه، وهكذا تستأنف جبهة سيناء بالذات في الفترة التي يوجد فيها الجيش في حالة تأهب للثورة تشد عضلاته حتى منتهاها..". وفي مقالة نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم"، بتاريخ 9/7 تحت عنوان "جيش نصف الشعب"، يعتقد الكاتب بوعز بسموت أن "مصر في وضع نزف وهي غارقة في ورطة. وكل سيناريو ممكن اليوم تقريباً في هذه الدولة لا يلائم توقعات الثورة. وهكذا فإن الكثير من إحباط الأمل يتوقع للـ 84 مليون مصري. وسنحصل على حرب أهلية بدل الديمقراطية..". ويخلص بسموت إلى أنه "ليس للجيش اليوم خيار كثير سوى أن يعجل قدر المستطاع الإجراء الديمقراطي وإعلان انتخابات. ولا يعد هذا أيضاً بهدوء لأنه إذا تم إخراج الإخوان المسلمين خارج القانون فسيمنع ملايين المصريين من التصويت لمرشحهم. وإذا مكّنهم من المشاركة فسيخاطر بفوز إسلامي آخر، إذا أُخذ في الحسبان مقدار انقسام التيار الليبرالي. وربما نحصل على رئيس سلفي.. إن سقوط محمد مرسي الذي ليس هو ديمقراطياً كبيراً، أسقط بصورة ساخرة حلم تحول مصر الديمقراطي. ربما من أجل ذلك ابتهجوا في القصر في السعودية حينما رأوا الصور الأخيرة من القاهرة. إن سقوط الإخوان خاصة بشّر بصورة نهائية بنهاية الربيع..". بدوره يرى دان مرغليت في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "الجيش المصري أصبح في وضع حرج جداً، يتحمل المسؤولية عن الأوضاع في مصر ويتعرض لمطالب جهات دولية كثيرة". ويتابع مرغليت قائلاً: "كان الجيش باستقرار رأيه على عزل محمد مرسي ينظر صوب تركيا، فقد رأى أمام عينيه رجب طيب أردوغان الذي نقض المنزلة المميزة التي أقرها أتاتورك للجيش في دستور بلاده، ولم يُرد عبد الفتاح السيسي أن تتكرر صورة السحق في أرض النيل. لكنه لم يأخذ في حسابه أن نصف الأمة الذين أيدوا الإخوان المسلمين قبل سنة لم يتبخروا بعد.. ولم يكن عند مرسي والإخوان المسلمين الفهم الأساسي للرد على المرحلة الأولى من الانقلاب باستعداد لتليين قبضتهم على السلطة، فهم لم يعرفوا الشبع وزادوا في عمق الفساد والسيطرة على كل وظيفة مأمولة، ولم يحلوا في الأساس المشكلات الاقتصادية لنحو 80 مليوناً من أبناء بلدهم. وربما لم يكن الجيش عالماً أيضاً بالحاجة إلى مُحادثة السلطة التي عزلها. وسنعلم تفصيلات التحادث بين الطرفين حينما تنقشع العاصفة. إن شيئاً واحداً واضح وهو أنه لم يتم تقريب حقيقي بين موقفيهما، وأنهما فقدا السيطرة على النفس..". وفي تحليل لافت، ويبدو غريباً، لا يستبعد دانيال فايبس، في صحيفة "إسرائيل اليوم" 8/7، أن "يضطر حكام مصر الجدد من القادة العسكريين إلى محاربة إسرائيل حرباً قصيرة من أجل توحيد الجبهة الداخلية والحظوة بمال من المجتمع الدولي..". لكن الكاتب يجّْزم بأن هذه الحرب لن تحقق شيئاً من هذين الهدفين. أخيراً يدعو باروخ ليشيم، في صحيفة "يديعوت أحرانوت" 8/7، الإسرائيليين للاستفادة من الدرس المصري وفهم أن عدم فصل الدين عن الدولة في إسرائيل أضر بالدين اليهودي، مثلما أضر عدم الفصل بين الدين والدولة بالإسلام في مصر خلال عام من حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف