أخبار

محمد البرادعي صوت المعارضة المصرية يصبح نائبا للرئيس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: يعتبر محمد البرادعي الذي عين الثلاثاء نائبا للرئيس مكلفا العلاقات الدولية واحدا من اكثر المصريين شهرة في الخارج بعد تسلمه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسنوات طويلة، وحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2005.

وبات بامكان السلطات الجديدة التي يجري العمل على اقامتها بموجب خارطة طريق وضعها الجيش، ان تستفيد من رجل يحظى بشعبية لدى الناشطين المدافعين عن الديموقراطية. ومع ان البرادعي لم يتوان في السابق عن توجيه انتقادات للعسكريين فانه يرحب اليوم بما يقومون به.

وكان عرض في البداية على البرادعي ان يتسلم رئاسة الحكومة، الا ان رفض حزب النور الموافقة عليه دفع باتجاه تسليمه منصب نائب رئيس الجمهورية، في حين عين رجل الاقتصاد حازم الببلاوي رئيسا للحكومة.

وكانت المعارضة المصرية اختارته لتمثيلها في عملية الانتقال السياسي التي اعلنها الجيش، فاصبح هذا الرجل المعروف بنزاهته وتواضعه "صوت جبهة 30 يونيو" التي تضم اهم الاحزاب والحركات المعادية للرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي ازاحه الجيش الاربعاء الماضي تحت ضغط شعبي.

وقد عهدت اليه الجبهة بمسؤولية "تأمين تنفيذ مطالب الشعب المصري واعداد سيناريو يهدف الى تنفيذ خريطة الطريق للانتقال السياسي".

وصرح البرادعي الاربعاء الماضي ان خارطة الطريق التي تقدم بها الجيش "تلبي مطالب الشعب" بعدما التقى رئيس المؤسسة العسكرية الفريق اول عبد الفتاح السيسي.

ومنح هذا المعارض لنظام مبارك الذي وجه انتقادات حادة للمجلس العسكري الذي تولى قيادة البلاد 16 شهرا بعد سقوطه، جائزة نوبل للسلام في 2005 لعمله وعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ترأسها من 1997 الى 2009 لمنع الانتشار النووي.

وفي 2012، سحب البرادعي ترشيحه للانتخابات الرئاسية المصرية متهما السلطة العسكرية الانتقالية التي كان يقودها المشير حسين الطنطاوي بالاستمرار في النظام القمعي السابق.

وعاد البرادعي الذي لا يجيد الخطابة لكن لديه قناعات ديموقراطية راسخة، الى مصر في شباط/فبراير 2010 بعد انتهاء ولايته الثانية كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان في استقباله انذاك في مطار القاهرة عدة الاف من المصريين الذين رأوا فيه تجسيدا لامالهم في التغيير.

وعلى الاثر سعى البرادعي الى توحيد صفوف المعارضة المصرية حول مشروع اصلاحات ديموقراطية جذرية وتعديلات دستورية. وقد حظي بتعاطف قسم كبير من الراي العام وخاصة بين الشباب والطبقات المتوسطة.

وسرعان ما استشعر النظام الخطر واطلق ضد البرادعي حملة ضارية تتهمه بالانفصال عن الواقع المصري بل وحتى العمالة للخارج.

وعمدت الصحف الى نشر صور لابنته ليلى في لباس البحر وخلال حفل زواجها الذي قدمت فيه الخمور سعيا الى تاليب المجتمع المصري الاسلامي المحافظ ضده.

غير ان اسفاره الكثيرة وتغيبه لفترات طويلة عن مصر وايضا صعوبة المحافظة على انضباط انصاره جعلته عرضة لانتقادات كثيرة حتى من المقربين منه.

ومنذ بداية الثورة ضد نظام مبارك، توجه البرادعي الى ميدان التحرير حيث وعد "ببداية عهد جديد".

وفي خريف 2011، عندما كانت القاهرة تشهد تظاهرات جديدة ضد السلطة بقيادة القوات المسلحة، اعلن البرادعي استعداده لرئاسة "حكومة انقاذ وطني". وفي ميدان التحرير لقي ترحيبا من المتظاهرين، لكن دعوته توقفت عند هذا الحد.

اسس البرادعي حزب الدستور واصبح احد الناطقين الرئيسيين للمعارضة المدنية في وجه محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين.

ولد البرادعي في 17 حزيران/يونيو 1942 في القاهرة. وقد سار على خطى والده المحامي الذي كان ايضا نقيبا للمحامين، فحصل على اجازة في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1962.

وكتب البرادعي "علمني والدي ضرورة التمسك بالمبادىء. ودافع عن الحريات المدنية وحقوق الانسان في بعض اكثر السنوات قمعا للحريات في عهد الرئيس عبد الناصر".

وفي عام 1964 التحق بالعمل الدبلوماسي وعمل في جنيف ونيويورك حيث حصل على دكتوراه في القانون الدولي وقام فيما بعد بتدريسه. كما كان عضوا في الفريق المفاوض الذي شارك في مباحثات كامب ديفيد التي اسفرت عن معاهدة سلام مع اسرائيل.

وفي عام 1980 بدا عمله في الامم المتحدة وارسل الى العراق بعد حرب الخليج الاولى لتفكيك البرنامج النووي العراقي.

وفي عام 1997 تولى منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو المنصب الذي حقق له شهرة دولية كما جعله في موقع الخصم لواشنطن بشان العراق ثم ايران.

يشتهر محمد البرادعي بصراحته وانتقاده لسياسة "المعايير المزدوجة" التي يتهم بها القوى التي تملك السلاح النووي وتسعى الى منع غيرها من الحصول عليه.

وقبل الغزو الاميركي للعراق عام 2003 اثار غضب واشنطن بتشكيكه في امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل وهو الامر الذي ثبتت صحته بعد ذلك.

وبعد حصوله في عام 2005 على جائزة نوبل للسلام، قلد البرادعي عام 2006 "قلادة النيل" ارفع وسام في مصر.

والبرادعي متزوج من عايدة الكاشف وله منها ليلى ومصطفى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف