أخبار

مع حذر أميركي وتضاؤل دور دولة قطر الإقليمي...

غلق مكتب "طالبان" موقتاً وطي المفاوضات إلى حين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد أسبوعين من محاولات فاشلة لبدء المفاوضات المباشرة مع حركة طالبان الأفغانية المتشددة في الدوحة، وبعد أيام من انتقال السلطة إلى الأمير تميم بن حمد آل خليفة وسط كلام عن تراجع دور الدولة الخليجية الصغيرة الإقليمي، بدا أن ملف المفاوضات تم طيّه إلى حين. وأعلن مسؤول في حركة طالبان الأفغانية، أن الحركة أغلقت مكتبها السياسي "موقتا" في الدوحة الذي افتتحته في حزيران (يونيو) الماضي، بهدف إجراء مفاوضات وصولا إلى حل سلمي للنزاع الأفغاني.على أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، ابدى الأحد الماضي، حذرًا شديدًا في الوقت الذي تمد الولايات المتحدة يدها لحركة طالبان تمهيدًا لمصالحة محتملة في أفغانستان.وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه في اتصال من باكستان حيث تقيم "طالبان" قواعد خلفية: "أغلقنا موقتا المكتب في قطر، لأنه لم يتم الوفاء بالوعود التي قطعت لنا"، مضيفا أن "الأميركيين وحكومة كابول، وكل الأطراف المعنيين لم يتعاملوا معنا بصدق".وكانت طالبان افتتحت هذا المكتب في 18 حزيران (يونيو) في العاصمة القطرية، تحت اسم إمارة افغانستان الإسلامية، الأمر الذي أثار استياء الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وخصوصا بعد إعلان إجراء مفاوضات مباشرة بين المتمردين وواشنطن.وبعدما رحبت الولايات المتحدة أولا بافتتاح المكتب معتبرة أنه يشكل فرصة للبدء بمفاوضات سلام، عادت وتراجعت عن موقفها. وقالت الولايات المتحدة إن شعار المكتب وعلم طالبان تمت إزالتهما في خطوة لإرضاء الرئيس كرزاي على ما يبدو. انهيار المفاوضاتوكان يفترض أن تبدأ الشهر الماضي مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان بعدما فتح هؤلاء مكتب تمثيل سياسي رسمي لهم في قطر، لكن المحادثات انهارت قبل حتى أن تبدأ. وذلك بعد أن سحب الرئيس الأفغاني كرزاي عرضه الخاص للسلام بشكل مفاجئ، وذلك على ما يبدو كرد فعل غاضب على مطالبة حركة طالبان بألا تكون المشاورات في البداية تحت رعاية أفغانية بل أميركية.وفي وقت سابق صرح جنرال أميركي يشرف على إنهاء مهمة قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، أنه لا مفر من إجراء محادثات مع حركة طالبان في مرحلة ما.وقال الجنرال جوزيف دانفورد إن إجراء محادثات مع حركة طالبان بات حاسما ولا مفر منه في مرحلة ما.وأضاف "ستكون هناك حاجة لقيام المجتمع الدولي بدعم الجيش الأفغاني بعد انسحاب القوات القتالية لحلف الناتو في العام المقبل، لحماية المنجزات التي تم تحقيقها في مجال الديمقراطية وحقوق المرأة": تحذير ديمبسيوإلى ذلك، أبدى قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أعلى مسؤول عسكري أميركي، حذرًا شديدًا في الوقت الذي تمد الولايات المتحدة يدها لحركة طالبان تمهيدا لمصالحة محتملة في أفغانستان.وقال الجنرال ديمبسي في مقابلة مع شيكى سي إن إن: "لا يزال من الصعب التفكير بالرجال الذين فقدناهم ونقول لأنفسنا إننا عند نقطة ما سنتصالح مع طالبان". وأضاف "لكني مدرك أن كل الحروب تنتهي بمصالحة سياسية ما، فهي تنتهي بهذه الطريقة".وقتل حوالي 3200 عسكري أميركي منذ بداية العمليات في أفغانستان في2001 لطرد حركة طالبان من الحكم، وستنسحب القوات الأميركية والتحالف الدولي في نهاية 2014 وتُبذل جهود حاليا تمهيدا لإيجاد تقارب بين الحكومة الأفغانية برئاسة الرئيس حامد كرزاي وطالبان.وأقر مارتن ديمبسي بأنه يشعر ببعض القلق من فكرة التفاوض مع متمردي طالبان الذين بدأوا منذ سنوات عدة حركة تمرد دامية. وقال "أعتقد أن هناك تيارات مختلفة في صفوف طالبان، هناك من يمكن التصالح معهم، وهناك دون أدنى شك من لا يمكننا فعل ذلك معهم". وأعرب الجنرال ديمبسي من جهة أخرى عن ثقته في أن الأميركيين "سيمكنون قوات الأمن الأفغانية من الوصول إلى نقطة تخول لهم ضمان الأمن عبر البلاد".لكنه قال إن "المشكلة هي أنني في الوقت الراهن لا أستطيع التحدث بكثير من التفاؤل عن العناصر الأخرى للحكم، سواء كانت اقتصادية أو سياسية"وفي الختام، فإن فاعلية القوات الأفغانية الحكومية تعتبر أمرا حاسما بالنسبة لاستقرار الحكومة الأفغانية في المستقبل لا سيما بعد نهاية 2014 الموعد المقرر لانسحاب القسم الأكبر من حوالي مئة ألف عنصر من القوات الدولية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف