دولة الإمارات ورجال أعمالها سارعوا لتقديم مساعدات للشقيقة الكبرى
أوباما يستمع لرؤية محمد بن زايد عن تداعيات مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبادل الرئيس الأميركي باراك اوباما وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجهات النظر في ما يتعلق بالتطورات في مصر، وشددا على ضرورة نبذ العنف واتخاذ خطوات لتسهيل الحوار والمصالحة بين المصريين.
كان موضوع التطورات على الساحة المصرية، هو الأبرز في المحادثة الهاتفية التي امتدت لفترة ليست بالقصيرة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرجل القوي في دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ورئيس المجلس التنفيذي.
والمحادثة الهاتفية التي جرت الثلاثاء تركزت على مناقشة المخاوف بشأن العنف فى مصر، وهي تزامنت مع عرض من دولة الامارات والمملكة العربية السعودية تقديم مساعدات قيمتها ثمانية مليارات دولار للقاهرة، فى أعقاب إطاحة الجيش بحكم (الإخوان المسلمين) المتمثل بمحمد مرسي.
وحسب مصادر قريبة من الجانبين، فإن محمد بن زايد قدم للرئيس الاميركي تحليلاً للرؤية الاماراتية والخليجية حول التطورات المصرية، واعتبرت المصادر أن مثل هذا التحليل ستكون له نتائج إيجابية على الموقف الاميركي الذيما زال يقيّم التداعيات.
وكان البيت الأبيض قال إنه لن يقطع على الفور المعونات عن مصر، حيث أنه مازال يدرس الوضع المتوتر فى البلاد.
وقال البيت الأبيض في بيان عن محادثة أوباما الهاتفية مع الشيخ محمد بن زايد: "لقد شجع الرئيس الإمارات على التأكيد فى اتصالاتهم مع المصريين على أهمية تفادي العنف واتخاذ خطوات لتسهيل الحوار والمصالحة".
وقال البيت الأبيض فى بيان منفصل عن محادثة أوباما مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حادثه الرئيس أيضًا: "لقد اتفق الرئيس والشيخ تميم على أنه من الضروري لتحقيق الاستقرار في مصر، وجود عملية سياسية تتضمن مشاركة جميع الأطراف والجماعات".
وهنا، يشار إلى أن الشيخ محمد بن زايد كان أول الأصوات الخليجية التي تحدثت عن مرحلة "ما بعد مبارك"، من خلال دعوته إلى أن يكون "انتقال السلطة سلساً ومنظماً"، وذلك خلال اتصال أجراه أوباما معه حينذاك، وتحدث فيه الرجلان عن السيناريوهات المتوقعة في المنطقة بعد مرحلة مبارك.
مساعدات اماراتية
وتزامناً مع المحادثة الهاتفية بين أوباما ومحمد بن زايد، وهي الأولى مع زعيم عربي بعد التداعيات الأخيرة في مصر، كان وصل الثلاثاء إلى القاهرة وفد إماراتي رفيع المستوى في أول زيارة رسمية تقوم بها دولة عربية إلى مصر بعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي.
وضم الوفد كلاً من مستشار الأمن القومي الشيخ هزاع بن زايد، ووزير الخارجية عبد الله بن زايد ووزيرة التنمية والتعاون الدولي لبنى القاسمي ووزير الطاقة سهيل المزروعي ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير.
وجاء وصول الوفد الإماراتي في الوقت الذي لا تزال فيهشوارع القاهرة ملتهبة بالاعتصامات والمسيرات المناهضة للرئيس المعزول والمؤيدة له، وبعد ساعات من إصدار الرئيس الموقت عدلي منصور إعلاناً دستورياً حدد بموجبه موعد الانتخابات القادمة وسلطاته التشريعية المقيدة بمشاورة الحكومة.
وتتصدر مناقشات الأوضاع غير المستقرة في مصر وتداعياتها على المنطقة المحادثات مع القيادة الجديدة في القاهرة، خاصة ومصر تمر بأسوأ مرحلة اقتصادية منذ العام 1952 .
وشهدت العلاقات الإماراتية المصرية تدهوراً مستمراً منذ أن تولى الإخوان المسلمون الحكم في مصر، ومهاجمة قيادات في تنظيم الإخوان المسلمين حكومة الإمارات.
وكانت أنباء أشارت إلى أن القاهرة تلقت مساعدات إماراتية عاجلة بمبلغ مليار دولار، ومن المتوقع أن تزيد هذه المساعدات الحكومية، عبر دعم المشتقات النفطية أو في بعض الجوانب المرتبطة بدعم المواد الأساسية التي يستفيد منها المواطن المصري وتساعد على تهدئة الأوضاع.
وسارعت بعض الشخصيات الإماراتية والناشطين في تويتر عقب عزل مرسي إلى تبني مبادرة لدعم الإقتصاد المصري عبر التبرع لما سمي "صندوق دعم الإمارات لمصر" وأظهر الحساب في تويتر الذي حمل اسم المبادرة تبرعات ضخمة من رجال مال وأعمال عديدين في الإمارات، بينهم رئيس مجلس شركة إعمار العقارية محمد العبار، ورئيس مجموعة الحبتور التجارية خلف الحبتور.
موقف البيت الأبيض
إلى ذلك، قال البيت الأبيض يوم الأربعاء إنه سيستغرق وقتًا تحديد ما إن كان عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي انقلاباً، ودعا الجيش الى ضبط النفس.
وردًا على سؤال عما إذا كانت الادارة الأميركية تقترب من اتخاذ قرار بشأن توصيفها لعملية عزل مرسي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين: "نحن نقيّم كيف تتصرف السلطات، وكيف تتعامل مع الوضع الحالي".
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية لرويترز يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تعتزم ارسال اربع طائرات اف-16 أخرى الى مصر في الاسابيع المقبلة على الرغم من خلع الرئيس المنتخب في البلاد بدعم من الجيش.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه "لا يوجد تغيير حالياً في خطط تسليم طائرات اف-16 للجيش المصري."، وقال مسؤول آخر إن من المحتمل تسليم الطائرات في أغسطس آب.
ومن المقرر تسليم مصر ثماني طائرات أخرى من نفس الطراز في ديسمبر كانون الأول.
وتفادت الولايات المتحدة حتى الآن القضية الشائكة بوصف خلع الجيش للرئيس محمد مرسي بأنه انقلاب، وهو ما يلزم إدارة أوباما طبقاً للقانون بوقف المساعدات للجيش المصري.
وقال المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة سلمت مصر بالفعل 650 مليون دولار مساعدة عسكرية للعام المالي 2013 الذي ينتهي في سبتمبر/ ايلول وما زالت الدفعة الثانية وقيمتها 585 مليون دولار معلقة.