أخبار

خيوط أسباب استقالة رئيس تحرير (القدس العربي) تتسرب

مفكر (الدوحة) عزمي بشارة ينفي إطاحته لعطوان!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت تتضح في الأفق بعض الأسباب التي حدت بالصحافي الفلسطيني، عبدالباري عطوان، بالاستقالة من رئاسة تحرير صحيفة (القدس العربي) وهي المهمة التي ظل يشغلها منذ 1989 .

بات جليّاً رغم عدم وجود دليل أو إعلان رسمي من جانب الدوحة صاحبة الاستثمارات العالمية الضخمة، ان دولة قطر التي تعيد تقويم وجهها الإعلامي في الخارج لها دور رئيس في أسباب استقالة عبدالباري عطوان. وفي الوقت الذي لم يذكر فيه الصحافي عطوان عن اسباب استقالته عبر افتتاحيته الوداعية، إلا أن صحيفة لبنانية خرجت بتقرير اتهمت فيه عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة المقيم في الدوحة منذ سنوات بأنه يقف وراء إطاحة عطوان. وسارع بشارة الذي يطلقون عليه لقب (مفكر) في الدوحة للرد على تقرير صحيفة (الأخبار) اللبنانية، قائلا إن ما يتردد على هذا الصعيد "فبركة وشائعات معينة" كما ذكر بعلاقة الصحيفة بدمشق وحزب الله. وقال بشارة، في تعليق له على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك: "نشرت صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري وحزب الله خبرا مطولا تحاول فيه ربط علاقة بين استقالة الصحفي المخضرم عبد الباري عطوان، وعزمي بشارة، بعد أن عنونته بهذا الكلام." فبركة وشائعات وأضاف بشارة على صفحته أنه ليس له أي علاقة له بهذا الموضوع ويعتبره فبركة ونشر "شائعات معيبة"، وأعرب عن حزنه أنه "لم يعد يتفاجأ من شيء فيما يتعلق بأصول التعامل المهني والإنساني." وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية قد نشرت مقالا الخميس تحت عنوان "عزمي بشارة يطيح عبد الباري عطوان!" قالت فيه إن استقالة عطوان التي جاءت ضمن مقالة وداعية له الأربعاء بعنوان "الى القراء الاعزاء... وداعاً!" أتت بعدما أبلغ عطوان العاملين في صحيفته في اجتماع عام قبل يومين، بأنّه قرر ترك منصبه. وزعمت الصحيفة أن عطوان كان يتلقى الدعم المالي من قطر، التي أبلغت عطوان مؤخرا، مع وصول أميرها الجديد، الشيخ تميم بن حمد، إلى السلطة، محاطا بمستشارين يتقدمهم بشارة، بأنّ استمرار دعمها المالي للصحيفة، صار رهن "تغييرات جدية" ما دفعه إلى اتخاذ قرار المغادرة. ابقاء الصحيفة واستطردت صحيفة (الأخبار) اللبنانية في تقريرها قائلة: الصحافي الفلسطيني المشاغب ورئيس التحرير المثير للجدل، أبلغ العاملين في صحيفته في اجتماع عام قبل يومين، بأنّه قرر ترك منصبه. وقالت: صحيح أنّ جزءاً منهم كان يعلم بهذه الخطوة، لكن الأكيد أنّ عطوان كان يهدف الى طمأنة العاملين الى أنّ خطوته تستهدف إبقاء الجريدة على قيد الحياة، وعدم صرفهم. مع العلم أنّ الصحيفة التي أزعجت حكومات وملوكاً ورؤساءً ودولاً، ظلت حتى الفترة الأخيرة، لم تتجاوز موازنتها موازنة قسم المراسلين في صحف كبرى تموّلها السعودية في لندن وغيرها من العواصم. وتابعت: أطلق عطوان الصحيفة عام 1989 بدعم من "منظمة التحرير الفلسطينية". وخلال الغزوات الأميركية للمنطقة، اتُّهم بأنّه حصل على دعم مباشر من الرئيس العراقي صدام حسين، ثم كانت علاقته مع زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، عنواناً جديداً في حياته المهنية وفي موقع صحيفته التي ظلت دوماً من المنابر الأكثر انتشاراً على الشبكة العنكبوتية. في بداية الألفية الجديدة، واجه عطوان مشكلات على صعيد تمويل الجريدة. وقال (الأخبار) انه من خلال أصدقاء له في قناة "الجزيرة" التي وسّعت شهرته العربية والدولية، بنى علاقة جيدة مع أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة. ومن يومها، صارت "القدس العربي" تحظى بدعم مالي من الامارة الصاعدة. ولم يتوقف الأمر حتى اللحظة. في تلك الفترة، لم تكن قطر تمارس أي ضغط حقيقي على عطوان. ولعلّ خطّه الداعم للمقاومة ضد اسرائيل، والمنتقد بقسوة للأنظمة الاستبدادية، والمختلف مع السعودية، ساعد في بناء تفاهمات مع "قطر ما قبل الربيع العربي". لكنّ الأمر لم يظلّ على هذا النحو في العامين الأخيرين. طريقة تميم بن حمد ونوهت الصحيفة اللبنانية إلى أن الجديد هو أنّ أمير قطر الجديد تميم بن حمد، لديه طريقته المختلفة في إدارة الأمور. يحيطه فريق من المستشارين، يتقدمهم الباحث الليبرالي عزمي بشارة الذي يملك نفوذاً واضحاً على الأمير الجديد، ولديه رأي خاص في الاعلام العربي. وكان هو وآخرون يدعون الى تنظيم العلاقة مع وسائل الاعلام المستفيدة من قطر على قاعدة أنّ "الامارة ليست جمعية خيرية". وقالت (الأخبار): هذه السياسة تجلّت بشكل واضح حين أبلغت قطر عطوان بأنّ استمرار دعمها المالي للصحيفة، صار رهن تغييرات جدية، فكان عطوان أمام خيارين: الانسحاب الشخصي مع تعويض مالي لا يبت نهائياً وضعه كمالك في الجريدة، أو التوقف عن تلقّي الدعم القطري، وبالتالي مواجهة خطر وشيك بإقفال الجريدة. واضافت ان عبدالباري عطوان قرر الاستقالة، وأبلغ العاملين معه أنّ الطرف المموّل "لم يعد موافقاً على حضوري، وأنا وافقت على الانسحاب لحماية المؤسسة ومنع اقفالها". وهكذا كان. وكانت الخطوة التالية في تكليف الفلسطينية سناء العالول، المتزوجة من عبد الصحافي الوهاب بدرخان منصب رئاسة التحرير بالوكالة، علماً أنّ العالول كانت تشرف على إنتاج الجريدة في ظل غياب فريق عمل متكامل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف