أخبار

تظاهرات تطالب بخروجهم وصدام مع الحر في إدلب

جهاديو سوريا في تناقص مستمر بسبب تجاوزاتهم المتشددة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يختلف جهاديو النصرة والقاعدة في ظلمهم عن آل الأسد، لذا يواجههم الناس في المناطق السورية المحررة. فالتظاهرات خرجت ضدهم في إدلب، حيث وصل الأمرإلى صدام دموي مسلح.

بيروت: تتبدل الأحوال في سوريا بين الأمس واليوم، فبالأمس، كانت الثورة السورية بحاجة ماسة لمن يقف معها من المقاتلين، فيما رفضت الجهاديين عندما حملوا السلاح في نصرتها على نظام بشار الأسد. أما اليوم، فالثورة تحمل بدلًا من العبء الواحد عبئين: ميل الأسد إلى القتل الهمجي ونزعة الإسلاميين إلى السيطرة والتحكم.

وليس أدل على ذلك من شريط تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، يصور عددًا كبيرًا من المتظاهرين يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب، يهتفون "برا، برا، برا، الدولة تطلع برا".

وليس الدولة هنا دولة الأسد، فهي في الخارج أصلًا، لكنها الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة. وهذا الشريط ليس يتيمًا، بل واحد من أشرطة وأخبار كثيرة، تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين أو حتى لمقاتلين من الجيش الحر، ضد المجموعات المتطرفة في سوريا، تضاف اليها صدامات مسلحة بين الطرفين، يسقط فيها قتلى وجرحى.

مجاهدو الثورة

الثورة على بشار الأسد شعبية، أي لم تولد من رحم تنظيم يدير أمرها. وبالتالي، طبيعي أن لا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الاسد لقيادة واحدة، وأن تكون مشرذمة ومتعددة الولاءات. أما القاسم المشترك فيها فهو ولاؤها للاسلام، بدرجة أو بأخرى. فالتدين أمر بديهي في المجتمع السوري، لذا لا يخفي عناصر الجيش الحر تدينهم. لكن التشدد الاسلامي والتكفير والأصولية المفرطة ليست من سمات السوريين العامة، بل سمات جهادية طارئة.

تعتبر جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام ابرز مجموعتين جهاديتين في سوريا، ترتبطان بالقاعدة. وقد نشأت دولة العراق والشام بمبادرة من الدولة الاسلامية في العراق بزعامة ابو بكر البغدادي، وحاولت الالتحام بالنصرة، إلا أن هذه الاخيرة أعلنت تمايزها عن الجبهة، مع اعلانها الولاء لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

وتوجد مجموعات اسلامية متطرفة أخرى، عدد منها مؤلف بغالبيته من مقاتلين اجانب شارك العديد منهم في نزاعات أخرى حول العالم، تعتمد في تمويلها على جمعيات وافراد يحافظون على سرية اسمائهم، بينما تتلقى المجموعات العسكرية التابعة لهيئة الاركان في الجيش الحر التمويل والسلاح من عدد من الدول العربية.

وخلال الثورة، تمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من المناطق التي خرج منها الجيش النظامي، بفضل حسن تدريبها وتنظيمها وتسليحها. في هذه المناطق "المحررة"، تحاول فرض قوانينها، إلا أن ذلك يخلق لها مشاكل متزايدة، كما تؤثر سلبًا على الثورة السورية برمتها، بعدما آثر العالم العزوف عن تسليحها بسبب جهادييها.

"خنتونا باسم الاسلام"

في شريط مسجل نشره ناشطون سوريون على موقع يوتيوب، تقول فتاة صغيرة، شاركت في تظاهرة احتجاجية ضد جبهة النصرة في مدينة الرقة في حزيران (يونيو) الماضي: "الجبهة تحتجز والدي منذ شهر. هل يظنون أنفسهم مسلمين؟ أين كانوا عندما حرر أبي الأمن العسكري؟". تجهش بالبكاء وتضيف: "نحن هنا لأننا نريدهم أن يفرجوا عن أبي"، بينما يهتف المتظاهرون: "يا حرام يا حرام... خنتونا باسم الإسلام". وتصرخ امرأة في التظاهرة قائلة: "انهم يتصرفون معنا أسوأ مما تصرف النظام، نحن لا نقبل اسلامًا ظالمًا، فالاسلام لم يكن ظالمًا يومًا".

ويتهم ناشطون في الرقة جبهة النصرة باحتجاز الناشط الحقوقي عبدالله خليل. وأخبر أحدهم، رافضًا البوح باسمه، وكالة الصحافة الفرنسية أن خليل كان يسعى الى تنظيم انتخابات مجلس محلي في الرقة، فعارضت جبهة النصرة الفكرة، واختفى في اليوم التالي. أضاف: "بالرغم من أن طرقهم تختلف عن طرق النظام، لكنهم عنيفون مثله، وكلما تعززت قوتهم العسكرية، كلما اجتهدوا لقمع الحريات في المناطق المحررة، فهم يريدون السلطة لا الديموقراطية".

وخليل ليس الوحيد المعتقل في سجون الاسلاميين، فقد ذكر ناشطون أن دولة العراق والشام اعتقلت قبل يومين الناشط محمد نور مطر، الذي وثق للثورة السورية منذ اندلاعها. وقال احد اشقاء مطر إنه اعتقل قرب مقر الجبهة بينما كان واقفًا إلى جانب امرأة تشارك في اعتصام، وإن الجبهة أبلغت عائلة مطر الخميس أنها لم تجد أي مأخذ على محمد، لكنها ستحتجزه ثلاثة ايام، لأنها اكتشفت أنه لا يعرف كيف يصلي.

صدام في إدلب

ودارت في محافظة ادلب معارك عنيفة بين كتيبة حمزة اسد الله وعناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام، وفقًا لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أكد سقوط عشرات المقاتلين في الاشتباك، الذي اندلع على خلفية احتجاز الجهاديين فتى في الثانية عشرة بتهمة التجديف. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد: "من الواضح أن الغضب ضد الدولة الاسلامية والمجموعات الجهادية الأخرى في سوريا يزداد يومًا بعد يوم".

وجاءت المعارك في بلدة الدانة في إدلب بعد أسابيع من قتل عناصر من دولة العراق والشام فتى في الرابعة عشرة امام اهله في حلب، بعد اتهامه بالتجديف ايضًا. ويتوقع عبد الرحمن جولة جديدة من المواجهات في ادلب، بعد أن طلبت الدولة الاسلامية في العراق والشام من كل مجموعات المعارضة المسلحة تسليم اسلحتها.

وقال ناشط يقدم نفسه باسم نزار من محافظة دير الزور لوكالة الصحافة الفرنسية عبر خدمة سكايب: "الجهاديون يخسرون، عددهم يتناقص، ولا يسمحون للاعلام بالاقتراب منهم". اضاف: "انهم يستخدمون العنف والدين في محاولة التحكم بنا، ولو أن الناس يخشون التعبير عن آرائهم بشكل علني، لكن لا أحد يريدهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف