أخبار

اعادة تنظيم العلاقات بين العماليين والنقابات في بريطانيا رهان خطير بالنسبة لميليباند

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: قام زعيم المعارضة البريطانية اد ميليباند برهان سياسي ومالي محفوف بالمخاطر باعلانه اعادة تنظيم العلاقات بين حزب العمال والنقابات، مقدم الاموال الرئيسي للحزب، وذلك قبل عامين من موعد الانتخابات العامة.

ويراهن اد ميليباند الذي انتخب على رأس حزب العمال بفضل دعم النقابات في ايلول/سبتمبر 2010 بعد معركة مع شقيقه ديفيد، بمصداقيته كزعيم. كما انه قد يتسبب بخسارة حزبه ملايين الجنيهات. وقال المحلل السياسي توني ترافرس من جامعة لندن لعلوم الاقتصاد ان اد ميليباند الذي يعتبره الرأي العام زعيما ضعيفا "يبحث عن فرصة ليبدو قويا". واضاف "المشكلة انه بظهورة قويا قد يخسر قسما كبيرا من ايرادات حزبه وبالتالي قدرته على خوض معركة الانتخابات". وتظهر آخر استطلاعات الرأي تقدم حزب العمال بثماني نقاط على الحزب المحافظ لكن الزعيم العمالي لا يحصل شخصيا سوى على 26% من الاراء المؤيدة. والمقلق هو انه ليس هناك اي شخصية بديلة داخل الحزب المعارض خصوصا وان شقيقه ديفيد الذي كان يعد الاوفر حظا، توجه الى الولايات المتحدة للعمل. واد الذي يسعى الى طرح نفسه كمسؤول ذي مصداقية من الناحية الاقتصادية، اضطر الى التحرك هذا الاسبوع للتصدي للاصوات التي ارتفعت منتقدة النفوذ الكبير الذي تتمتع به النقابات على حزبه بعد فضيحة تعيين مرشح في دائرة اسكتلندية. واتهمت قيادة الحزب نقابة يونايت الرئيسية في البلاد، مصدر التمويل الاول لحزب العمال، بالقيام باعمال تزوير لفرض المرشحة المفضلة لديها. وسارع المسؤول عن النقابة لين ماكلاسكي الى نفي هذه التهم مؤكدا ان الامور جرت ضمن القواعد لاعطاء دفع "لمرشحة من الطبقة العاملة". وتحولت هذه المشكلة المحلية الى حادث على الصعيد الوطني. وبعد خلافات دامت ايام استفاد منها الحزب المحافظ، اعلن اد ميليباند الثلاثاء انه ينوي وضع حد للنظام الذي ينتمي بموجبه اعضاء النقابات تلقائيا الى حزب العمال ويدفعون له مساهمة سنوية. ويريد زعيم حزب العمال عوضا عن ذلك ان يختار اعضاء النقابات ما اذا كانوا يريدون الانضمام الى الحزب والمساهمة ماليا فيه. وكان حزب العمال تأسس في العام 1900 بمساعدة النقابات. وتمثل هذه المساهمات ما مجموعه ثمانية ملايين جنيه (حوالى تسعة ملايين يورو) سنويا. ورحب رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير بهذه الخطة ورأى فيها اصلاحا "جريئا" يدل على "قيادة قوية". وعلى العكس حذر بول كيني زعيم نقابة جاي ام بي من ان الحزب قد يخسر 90% من مساهمات المنتسبين ال600 الف. ورأى ان الهبات السنوية التي تقدمها نقابته للحزب قد تتراجع من 1,5 مليون جنيه سنويا الى اقل من 200 الف. واتخذت نقابة ار ام تي للنقل التي استبعدت من حزب العمال في 2004 الموقف نفسه ودعت النقابات الاخرى للانضمام الى "حزب جديد للعمال". وقال امين عام النقابة بوب كرو خلال حفل لعمال المناجم في دورهام (شمال شرق) "الاسبوع الماضي شاهدنا اد ميليباند يرقص على انغام توني بلير محاولا تشتيت ما تبقى من نفوذ" النقابات. والصعوبات التي يواجهها اد ميليباند مع النقابات تخدم مصلحة ديفيد كاميرون وكانت سببا لتبادل كلامي حاد بين الزعيمين في مجلس العموم. وقال رئيس الوزراء ان النقابات "اشترت البرامج والمرشحين وزعيم" حزب العمال واتهمه الزعيم العمالي بدوره بانه على رأس "حزب يموله عدد من اصحاب الملايين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف