طرفاها الجيش الحر والجماعات المتشددة الساعية لإقامة الخلافة
سوريا مسرح لجبهة قتال ثالثة "علمانية - إسلامية"!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وضع اغتيال القائد الميداني البارز في الجيش السوري الحر كمال حمامي المعروف بـ (أبو بصير) على أيدي مقاتلين متشددين من الجماعات المتطرفة مجمل أوضاع المعارضة السورية التي تسعى الى إطاحة حكم الرئيس السوري بشّار الأسد في واجهة التقييم من جانب عواصم الغرب.
نصر المجالي: يرى مراقبون أن الخلاف بين الطرفين في سوريا، العلماني والإسلامي، هو خلاف أيديولوجي محض حيث يتبنى الجيش السوري الحر نهجاً (علمانياً) ويتشكل في أغلبه من جنود وضباط انشقوا عن جيش الأسد بينما يسعى مقاتلو الجماعات الإسلامية إلى إقامة (دولة الخلافة) ذات الطابع الديني وإقامة الشريعة الإسلامية، وغالبية عناصر هذه الجماعات ليسوا من سوريا أصلاً.
وعلى الرغم من أن الجيش الحر خاض إلى جانب المقاتلين الإسلاميين الموالين للقاعدة معارك ضد قوات نظام الأسد، فالخصومة الأيديولوجية كانت دائمًا مستمرة ومتنامية في كثير من الأوقات، بل وأدت إلى صدامات مسلحة سرعان ما تم تجاوزها بتدخل أطراف عربية على الخط.
وتوجه أصابع الاتهام لـ "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" باعتقال عشرات الناشطين والمقاتلين المعارضين للنظام السوري بتهم تتمحور إجمالًا حول مخالفة للشريعة الإسلامية أو تفسير معين للإسلام.
ولا تخضع المجموعات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد لقيادة واحدة، وهي مشرذمة، وعدد كبير منها يدين بالولاء للإسلام بشكل أو بآخر.
ويشار إلى أن تنظيم "دولة العراق والشام" نشأ بمبادرة من الدولة الإسلامية في العراق بزعامة أبو بكر البغدادي، وحاولت الالتحام بالنصرة، إلا أن هذه الأخيرة أعلنت تمايزها عن الجبهة مع إعلانها الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وتمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من "المناطق المحررة"، حيث تحاول فرض قوانينها وإدارتها. وتخلق لها محاولة فرض وجهة نظرها المتشددة في تطبيق الشريعة الإسلامية الكثير من المشاكل مع أعضاء الجيش الحر.
موقف الغرب
وقد دأبت عواصم الغرب الساعية إلى إنهاء نظام الأسد من خلال مؤتمر دولي تتم فيه خطط الانتقال السلمي، فضلاً عن تحذيراتها المتكررة من استمرار وجود الجماعات الاسلامية المتشددة على الأراضي السورية بعد إسقاط النظام.
ويتخوف الغرب من سقوط السلاح الكيميائي في أيدي المتشددين الإسلاميين، خاصة وأن لدى نظام الأسد كميات مهمة من هذا السلاح، وسبق لدول غربية كثيرة أن اتهمته باستعماله ضد المعارضة في نقاط الالتحام في حلب ودمشق.
وفي الشهر الماضي دعا رؤساء وقادة قمة مجموعة الثماني في ختام قمتهم التي عقدت في أيرلندا الشمالية كلاً من النظام والمعارضة في سوريا إلى طرد جميع المنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة من البلاد .
اشتباكات دامية
وفي اليومين الأخيرين دارت اشتباكات دامية بين مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم ومقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة قرب بلدة رأس الحصن في إدلب شمال غربي البلاد عندما "حاول مقاتلون من الدولة الاسلامية السيطرة على أسلحة مخزنة في مستودعات تابعة للكتائب المقاتلة" في المنطقة.
لكن الكتائب الإسلامية تؤكد أنها كانت تحاصر المنطقة منذ أسابيع حينما كان يسيطر عليها أتباع نظام الأسد وعندما بدأوا في الفرار تدخلت عناصر الجيش السوري الحر للسيطرة عليها.
وكان عشرات المقاتلين المعارضين قتلوا الشهر الماضي في اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة الدانة بإدلب. كما تأتي الاشتباكات بعد يومين من قيام عناصر من الدولة الاسلامية بقتل القائد الابرز في الجيش الحر كمال حمامي المعروف ب' "أبو بصير" في منطقة اللاذقية شمال غرب سوريا.
وفي الأشهر الاولى من النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عامين كان المقاتلون الإسلاميون والجهاديون مرحبًا بهم في أوساط معارضي النظام التواقين إلى أي مساعدة تقدم لهم من أي جهة لكن الوضع تغيّر نتيجة سلسلة طويلة من المناوشات بين الجانبين.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من شمال البلاد في حين لا تزال المدن الرئيسية تحت سيطرة النظام باستثناء مدينة الرقة.