في أخطر تطور يهدد مستقبل الجماعة
"إخوان بلا عنف": شباب إخواني يتمرد على سلطة مكتب الإرشاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حسن التنظيم والطاعة عصب الإخوان المسلمين منذ تسعة عقود، لكن هذا العصب مهدد اليوم بتمرد شباب إخواني على مكتب الإرشاد وسلطاته، بعدما أسسوا "إخوان بلا عنف" وجمعوا تواقيع نحو 1900 قيادي إخواني ضد المرشد.
تواجه جماعة الإخوان المسلمين المصرية، اقدم تنظيم سياسي اسلامي في العالم، أخطر تهديد داخلي في تاريخها الذي يمتد 90 عامًا، بسبب التمرد الواسع الذي اعلنه ناشطون شباب من أعضاء الجماعة. وبادر قادة هذا التمرد إلى جمع تواقيع نحو 2000 ناشط شاب على مذكرة يرفضون فيها سلطة المرشد العام محمد بديع، في أعقاب أعمال العنف التي ارتكبها أعضاء في الجماعة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي.
وكان عزل مرسي بتحرك الجيش استجابة لمطالب المحتجين على حكم الإخوان نهاية مهينة لسنة كارثية من سلطة أول حكومة تمثل الاسلام السياسي في مصر والعالم العربي. لكن مراقبين يقولون إن التحدي الذي يواجه قيادة الإخوان من الجناح الشبابي الجديد يمثل في نهاية المطاف تهديدًا أخطر على مستقبل الجماعة.
إخوان بلا عنف
شُبِّه تحرك الجناح المنشق، الذي أطلق على نفسه اسم "إخوان بلا عنف"، بتمرد قساوسة كاثوليك على سلطة البابا. فإن جماعة الإخوان المسلمين ظلت ابرز تنظيمات الاسلام السياسي في العالم منذ زهاء تسعة عقود، لأسباب منها انضباطها الحديدي الذي يسحق أي معارضة أو وجهة نظر تختلف مع موقف القيادة.
لكن هذه الطاعة على قاعدة "نفذ ثم اعترض" انتهت عند احمد يحيى، منسق حركة "إخوان بلا عنف"، الاسبوع الماضي بعد الاشتباك بين محتجين مؤيدين للرئيس المعزول وقوات الجيش خارج مقر الحرس الجمهوري حيث يُحتجز مرسي، كما يُعتقد، ومقتل 53 شخصًا في المواجهات.
وأعلن قادة الإخوان أن ما حدث مجزرة، لكن شباب الجناح المنشق عن الجماعة يسندون وجهة نظر قريبة من رواية الجيش بشأن الأحداث، وهي أن اعضاء في جماعة الإخوان المسلمين توجهوا إلى مكان الاحتجاج مسلحين ببنادق وأسلحة أخرى، وكانوا البادئين باطلاق النار لإشعال مواجهة دموية، يوظفون بعدها صورة الضحية التي يجيدون رسمها.
وحدثت اشتباكات مماثلة ليل الاثنين اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص، واتهمت جماعة الإخوان قوات الشرطة باطلاق النار عليهم اثناء الصلاة. لكن باعة متجولين وجدوا أنفسهم وسط الاشتباكات بطريق الصدفة أكدوا أن ناشطين من الإخوان المسلمين كانوا يرمون الحجارة فوق رؤوس المحتجين الذين يصلون.
نسوا التسامح والدعوة
نقلت صحيفة تايمز عن احمد يحيى، منسق حركة "إخوان بلا عنف"، قوله: "إن جماعة الإخوان جماعة منظمة جدًا ومنضبطة جدًا ولديها جهاز أمني". واضاف في مقر الحركة الجديد على اطراف القاهرة: "لم يكن باستطاعة أحد أن يأتي حاملًا أسلحة من دون أمر، وما كان بمقدور أحد أن يحصل عليها ما لم يكن مسموحًا له بذلك".
ولاحظ أن احدًا لم يُحاسب على مقتل اربعة جنود برصاص محتجين، في حين أن جماعة الإخوان تعاقب الذين يعصون الأوامر. والمعروف أن من حاولوا في السابق اصلاح الحركة طردوا من صفوفها بسرعة فائقة.
وأوضح يحيى لصحيفة تايمز أن تململ الأعضاء الشباب في جماعة الإخوان بدأ يتصاعد بعد فترة وجيزة على تولي مرسي مهام الرئاسة، عندما أقدم على تهميش العلمانيين الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع الإخوان في ميدان التحرير لإسقاط حسني مبارك. وقال: "بعد مجيء مرسي إلى الحكم، تغير الإخوان ونسوا الاسلام والتسامح والدعوة، واصبح همهم السلطة والسياسة، ولا علاقة للاسلام بشيطنة المسلمين الآخرين وتكفيرهم وتخوينهم".
وكان انفجار اعمال العنف الاسبوع الماضي القشة التي قصمت ظهر البعير الإخواني. وفي أقل من اسبوع، جمعت حركة "إخوان بلا عنف" تواقيع أكثر من 1900 عضو في الجماعة على مذكرة يرفضون فيها سلطة القيادة، وهو تكتيك استعاروه من حركة تمرد، التي جمعت نحو 22 مليون توقيع قبل أن تنظم الاحتجاجات التي تكللت بعزل مرسي.