أشتون تأسف لعدم لقاء مرسي... وكيري: اتجاه الأمور في مصر لم يتضح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء من القاهرة الى الافراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وكشفت عن انها كانت ترغب خلال زيارتها هذه في الالتقاء به، الا انها لم تتمكن من ذلك، في حين اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من عمّان انه لا يزال من المبكر جدا معرفة اتجاه الامور في مصر.
على الارض، تواصلت التظاهرات في نقاط عدة من العاصمة تلبية لدعوة من جماعة الاخوان المسلمين بشكل خاص. وقالت اشتون "اعتقد انه ينبغي الافراج عنه، لكني حصلت على تأكيد بأنه بخير". واضافت لبعض الصحافيين، ومنهم صحافي فرانس برس، في ختام زيارتها للقاهرة، "كنت ارغب في رؤيته".
من جهة اخرى شددت اشتون على "اهمية عملية (انتقالية) منفتحة جدا". وقالت "نريد رؤية مصر تتقدم نحو مستقبل ديموقراطي"، مؤكدة من جديد "قلقها" حيال الوضع في مصر، حيث اوقعت اعمال العنف، التي اعقبت عزل مرسي اكثر من مائة قتيل.
واكدت اشتون انها التقت الرئيس المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، وايضا وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الفريق اول عبد الفتاح السيسي. كما التقت المسؤولة الاوروبية مسؤولين في حركة تمرد، التي كانت وراء التظاهرات الحاشدة التي سبقت اقالة مرسي، وايضا مسؤولين في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس المخلوع.
وكانت اشتون اعربت في وقت سابق عن رغبة الاتحاد الاوروبي في "عودة سريعة للمسيرة الديموقراطية"، واشارت الى "ضرورة النهوض بالاقتصاد، لان التطورات الاقتصادية والسياسية شديدة الارتباط"، كما صرح المتحدث باسمها مايكل مان لفرانس برس.
وفي العاصمة الاردنية عمّان، اعتبر كيري الاربعاء انه ما زال من المبكر جدا معرفة اتجاه الامور في مصر بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي وتشكيل حكومة انتقالية. وقال كيري في مؤتمر صحافي في عمّان "من الواضح ان هناك ضرورة لعودة النظام والاستقرار وحماية الحقوق... وفي ان يكون البلد قادرا على استعادة حياته الطبيعية".
واضاف كيري "نشعر بالقلق حيال الاعتقالات السياسية"، مشددا في الوقت نفسه على انه "من المبكر جدا اصدار تصريحات او احكام بشان الاتجاه الذي ستسير فيه البلاد". وادت الحكومة الانتقالية، التي لا تضم ايا من المنتمين الى التيار الاسلامي، الذي رفض المشاركة فيها، اليمين الدستورية الثلاثاء. الا ان جماعة الاخوان المسلمين، اعلنت انها لا تعترف "لا بشرعية ولا بسلطة" هذه الحكومة، التي تعتبر انها ثمرة انقلاب عسكري.
وتجمع اكثر من الف متظاهر من جماعة الاخوان، التي ينتمي اليها الرئيس المعزول، بالقرب من مقر الحكومة في شارع القصر العيني في وسط القاهرة، ورددوا شعارات تؤكد عدم اعترافهم بالحكومة الجديدة التي شكلت الثلاثاء. ودعت جماعة الاخوان، التي يحتل انصارها منذ اسبوعين اثنين من ميادين العاصمة المصرية، هما رابعة العدوية (شمال شرق القاهرة) ونهضة مصر (جنوب)، الى تظاهرات مساء الاربعاء كذلك.
وهتف المتظاهرون "ما تعبناش.. ما تعبناش.. الحرية مش ببلاش"، كما رفعوا لافتة كبيرة كتب عليها "التشكيل الوزاري باطل".
ثم اتجه المتظاهرون نحو ميدان نهضة مصر، حيث يعتصم انصار مرسي منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. ولم تسجل اي اعمال عنف في التظاهرة.
وقتل 7 اشخاص، واصيب اكثر من 200 اخرين في صدامات ليل الاثنين/الثلاثاء بين انصار الجماعة من جهة وقوات الامن واهالي احياء عدة في القاهرة من جهة اخرى. وخرجت مسيرات اخرى مؤيدة للرئيس المعزول ليلًا بعد الافطار، وذلك بعدما دعت جماعة الاخوان إلى تظاهرات حاشدة (مليونية) لدعم شرعية مرسي تحت شعار "الإصرار". ونقل مايكل مان المتحدث باسم اشتون عنها وصفها منصور بعد لقائها به بـ"الجيد والمفيد".
وقالت اشتون ان الاتحاد الاوروبي يريد "عودة سريعة للعملية الديموقراطية، ولا تقصي اي طرف"، كما شددت على "ضرورة النهوض بالاقتصاد باسرع وقت ممكن"، حسب ما قال مان لوكالة فرانس برس. ووصلت اشتون الى القاهرة مساء الثلاثاء في زيارة مفاجئة، قال مكتبها انها تستهدف الدعوة الى العودة بسرعة الى الحكم الديموقراطي. وقالت اشتون في بيان "اتوجه الى مصر لأكرر بقوة رسالتنا الداعية الى عملية سياسية، تشمل الجميع، وتاخذ في الاعتبار كل المجموعات التي تدعم الديموقراطية".
وواصلت النيابة العامة تحقيقاتها مع الاسلاميين الموقوفين، وقررت تمديد حبس الرجل القوي في جماعة الاخوان خيرت الشاطر وثلاثة قياديين اخرين، هم سعد الكتاتني ومهدي عاكف ورشاد بيومي 15 يوما على ذمة التحقيقات. وقالت منظمة العفو الدولية الاربعاء ان مئات من انصار مرسي الموقوفين حرموا من حقوقهم القانونية، مؤكدة ان هناك شكاوى من انهم يتعرّضون لمعاملة سيئة.
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية في بيان انه "في هذه اللحظة التي تشهد فيها البلاد استقطابا وانقساما حادا، فانه من الضروري اكثر من اي وقت مضى ان يثبت مكتب النائب العام انه بالفعل مستقل، وليس مسيسًا".
ميدانيًا، مازال التوتر يخيم على شبه جزيرة سيناء، التي تشهد اعمال عنف شبه يومية، منذ اطاحة مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي. وجرح ثمانية اشخاص، هم مدنيان و6 عسكريين، في هجوم شنه مسلحون مجهولون بقذائف ال ار بي جي والاسلحة الالية على نقطة تمركز للجيش في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. وادت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة حازم الببلاوي اليمين الثلاثاء.
وعيّن الاربعاء كمال الجنزوري، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك وخلال حكم المجلس العسكري للبلاد في اعقاب الاطاحة بمبارك نفسه، مستشارًا سياسيا للرئيس المؤقت.
وفي رد فعل فوري، اكدت جماعة الاخوان المسلمين، التي تطالب بعودة مرسي الذي ينتمي اليها، انها لا تعترف بهذه الحكومة. وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد لوكالة فرانس برس "نحن لا نعترف لا بشرعية ولا بسلطة هذه الحكومة".
ويتعيّن على الحكومة الجديدة مواجهة الاضطرابات في الشوارع والأوضاع الامنية في سيناء، وكذلك مواجهة ازمة اقتصادية حادة كانت احد اسباب الغضب الشعبي من حكم مرسي. وكانت السعودية والكويت والامارات وعدت أخيرا مصر بمساعدات مالية بقيمة 12 مليار دولار، موزعة على خمسة مليارات دولار من الرياض، واربعة مليارات من الكويت، وثلاثة مليارات من الامارات.